- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
حسن مدبولي يكتب : عدلي فخري صوت مصر الشعبي
حسن مدبولي يكتب : عدلي فخري صوت مصر الشعبي
- 2 مايو 2021, 8:48:10 م
- 1010
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ثروته كانت مائتى جنيه بالتمام !
الفنان والملحن والمناضل المصرى الرائع عدلى فخرى،لم ينل ما يستحقه من شهرة ومجد ومال، رغم ما كان يمتلكه من موهبة فذة
، كانت مشكلته الرئيسية إنه ظل قابضا على جمر المبادئ حتى آخر لحظة من حياته، فلم يفرط أو يتهاون أو ينحنى من أجل أى شئ،
فإنحازت كل أعماله لمساندة القضايا الوطنية والقوميةومناهضة التطبيع مع الأعداء،كذلك كان دعمه لمطالب الفقراء ومعارضته لعمليات بيع أصول الدولة
وتشريد العمال سببا إضافيا لحصاره، على العكس من جميع أقرانه من الفنانين الغنائيين ، الذين باعوا أنفسهم ، وتحولوا إلى مشخصاتية وأراجوزات عدا القليلين منهم بالطبع ،
ولد الفنان عدلي فخري في 23 يوليو عام 1940 في قريه الغريزات مركز المراغه – بمحافظه سوهاج،
وقد تم إعتماده بالإذاعه والتليفزيون المصري كمغني وملحن عام 1968،وأذيعت له بعض الأغانى فى ذلك الوقت،
كماشارك فى الكثير من المسرحيات والأعمال الوطنية ذات الطابع السياسي الناقد والرافض للواقع المصرى والعربى مما عرضه لكثير من المتاعب ،
وقد بدأت متاعب عدلى فخرى عندما شارك فى مسرحيه ( وبحلم يا مصر )للكاتب نعمان عاشور واخراج عبد الغفار عودة على المسرح القومي ( مسرح محمد فريد ) عام 1975،
وكانت تضم مجموعه كبيره من الفنانين حينها ,وإستمر العرض 45 يوم إلى أن شاهد وزير الثقافة أنذاك يوسف السباعى هذا العرض المسرحى،
فأصدر على الفور أمرا بإيقاف تلك المسرحية لإنه رأى أن لها إسقاطات سياسية معارضة للنظام السياسى، وحوصر بعدها عدلى فخرى فنيا وإعلاميا !!
فإستعان عدلى فخرى بديلا عن الحفلات الرسمية ، والنشاط المسرحى ، بالمشاركة فى الإحتفالات الغنائيه الشعريه ذات الطابع السياسي بالمصانع
والجامعات وبعض الأحزاب السياسية،
وبسبب إستمرار التضييق عليه، و صعوبة توفير لقمة العيش ،سافر عدلي فخري إلى لبنان للعمل هناك ، حتى وقع الحصار الصهيونى لبيروت عام 1982،
فلم يتردد من المشاركة على خطوط النار بالغناء والأناشيد دعما للمقاومة اللبنانية والفلسطينية،،،
عقب وفاة الرئيس السادات عاد الفنان عدلى فخرى الى مصر عام 1982، وإستأنف على الفور نضاله الفنى، حيث شارك فى مسرحية ( منين اجيب ناس )
للشاعر الكبير نجيب سرور واخراج المخرج مراد منيرعام 1983, وكان يتم عرضها على الجمهور بقصور الثقافه على مستوى الجمهورية،
وإستمر عدلى فخرى يتغنى بأحلى وأجمل الألحان الحماسيه المندده بالظلم والقهر والمنادية بالحريه والكرامة والمطالبة بمنع القمع و إيقاف بيع أصول الدولة،
كما ساند فى غالبية أعماله مطالب الفقراء من العمال والفلاحين ،فى الوقت الذى انتشرت وطغت فيه الاعمال الفنية المسرحية الهابطة والأغانى التافهة وافلام المقاولات ونالت الشهرة والمال؟
لم يسقط الفنان عدلى فخرى أسيرا للطائفية، ولم يشعر بأن ما يقع له بسبب إنتمائه الدينى ، لكنه أيقن ان الظلم شامل ، والقهر يطال كل الشرفاء بدون تفرقة ،
أصيب مرتين بالذبحة الصدرية أثناء مشاركته فى مسرحية مجلس العنطزة عام 1992،فإبتعد عن الساحة حتى توفى عام 1999م ،
تبين عند وفاته أن إجمالى ثروته لم يتعدى مبلغ مائتى جنيه لاغير،،،