- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
حسن مدبولي يكتب : فرج فوده ،الرصاص المعاكس
حسن مدبولي يكتب : فرج فوده ،الرصاص المعاكس
- 11 يونيو 2021, 2:09:45 ص
- 1030
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كان يفترض أن يكون إستشهاد شقيقه الملازم محيي الدين فودة - والذي كان يصغره بعام واحد - في حرب 5 يونيو 1967 على يد العدو الصهيونى بعد ثلاثة أيام فقط من تخرجه من الكلية الحربية، ولم يتم العثور على جثمانه ، كان يفترض أن يكون ذلك الحدث المؤلم دافعا له لكى يتبين من هم الأعداء والمجرمون والقتلة، وما هى الأيديولوجية الحقيقية التى تبرر العنف و الإرهاب وتمارسه على الأرض فى الواقع ، لكن فرج فودة الذى شارك في مظاهرات الطلبة الغاضبة عام 1968 وتم اعتقاله لعدة أشهر ، خرج من تلك التجربة بنتيجة مدهشة ، وهى أن أهم مساوئ نكسة عام 1967 هو أنها فتحت الباب لبروز إتجاه يدعوا للعودة للتدين والإيمان لكى يمكن لمصر وشعبها التغلب على آثار العدوان ؟
وبالتالى ترك فرج فودة الأرض والعرض وإستشهاد أخيه ، وتفرغ لمواجهة الدولة الدينية فى مصر ، والتى هى غير موجودة بالأساس إلا فى مخيلته وحده ؟
ورغم معاناته شخصيا عندما تم اعتقاله فى مظاهرات الطلبة عام 1968 ، إلا إنه أنكر على أقرانه من التيارات الأخرى شكواهم من تعرضهم للتعذيب والتنكيل بالمعتقلات ورفض إدراج ذلك التنكيل كأحد أهم أسباب العنف التى نشأت فى المجتمع المصرى ، حيث أفاء علينا من علمه الغزير بأن ذلك العنف ناتج عن ( الأيديولوجيا) أو العقيدة وليس عن التعذيب فى السجون؟
وإذا تصفحت كتابات المرحوم فرج فودة فلن تجد كتابا أو حتى مقالا واحدا يتحدث فيه عن القضية الفلسطينية، أو عن التطرف الدينى الإسرائيلى الذى قتل أخيه الأصغر وغيره من آلاف المصريين والعرب ، لكنك ستجد فقط أطنانا من الأحرف التى تقطر عداءا ضد خطر الدولة الدينية المتطرفة ؟
و بالرغم من كل نضالات الوطنية المصرية وما تكبدته رموزها أنذاك من أثمان، نتيجة تصديها للتطبيع وجرائم الخصخصة والتى كان فرج فودة معاصرا لوقوعها ، إلا أن أى دارس لتلك الفترة لن يجد له موقفا ( سياسيا أو حركيا جبهويا واحدا ) موجها ضد إسرائيل أو ضد الخصخصة ، لكنه سيكتشف فقط تحركاته المثابرة الدؤوبة فى الشارع من أجل عودة علم الملك فاروق الأخضر ؟
و مما سيزيد المهتم المحايد دهشة وتعجب وكآبة بل وصدمة مروعة، هو إكتشاف أن إستشهاد شقيق الدكتور فرج فوده الأصغر على يد جيش اسرائيل عام 1967 لم يمنعه من التطبيع مع صحفى صهيونى( يوسى أحيمير ) فى الولايات المتحدة على حد زعم ذلك الكاتب الإسرائيلى الذى نشر صورته ومعهما صحفى أردنى أيضا ؟( المصدر اسفل المقال)
ورغم كل ذلك، فإن الغباء الإستراتيجى الذى دفع بعض المجرمين القتلة لإغتياله، قد خلق الفرصة لكى تلقى و تنحدف علينا الأماثل من الذين يحاولون جاهدين رسم صورة له كشهيد وبطل ؟