- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
حسن نصر الله: ثمن دماء المدنيين سيكون دماء.. وقدراتنا الصاروخية من كريات شمونة إلى إيلات
حسن نصر الله: ثمن دماء المدنيين سيكون دماء.. وقدراتنا الصاروخية من كريات شمونة إلى إيلات
- 16 فبراير 2024, 3:59:48 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، إن ثمن دماء المدنيين ستكون دماءً وليس مواقع وآليات وأجهزة تجسس إسرائيلية.
وأكد "نصر الله"، في حفل الذكرى السنوية للشهداء القادة، الذي أقامه حزب الله في بيروت، اليوم الجمعة، أنّ "هدف العدو الإسرائيلي من قتل المدنيين، الضغط على المقاومة لتتوقف، لأن كل الضغوط منذ 7 أكتوبر كان هدفها وقف جبهة الجنوب"، وأنّ المقاومة لا تتحمل موضوع المس بالمدنيين "ويجب أن يفهم العدو أنه ذهب في هذا الأمر بعيداً".
وشدّد نصرالله، على أنّ الجواب على المجزرة، "يجب أن يكون مواصلة وتصعيد العمل في الجبهة"، مؤكداً أنّ استهداف مستوطنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا وعدد من صواريخ "الفلق"، "هو ردٌ أولي"، على ما جرى في النبطية والصوانة.
وفي إطار ردّه على وزير "حرب" الاحتلال، يؤآف غالانت، الذي هدّد مؤخراً بالوصول إلى بيروت، حسم نصر الله، موقفاً سابقاً، مذكراً غالانت وقادة العدو، بأنّ "المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة والدقيقة التي تمتد من كريات شمونة إلى إيلات"، مشيراً إلى أنّ المقاومة "في قلب معركة حقيقية على جبهة تمتد أكثر من 100 كيلومتر"، وارتقاء شهداء من المقاومة "جزء من المعركة القائمة".
وفي سياق خطابه، أكد نصرالله، أنّ تضحيات حركات المقاومة "لا تنطلق من حالة انفعالية أو رد فعل مؤقت، بل من الوعي والبصيرة والمعرفة بالأهداف". ووفقاً له، فإنّه "على الأميركيين والصهاينة أن يعرفوا أنهم في فلسطين أيضاً، أمام شعب لن يتراجع مهما بلغت التضحيات ومهما بلغ البذل".
وفي نفس السياق، شكر نصر الله، القوات المسلحة اليمنية وحركة أنصار الله، الذين واصلوا حتى اليوم، استهداف السفن الأميركية والبريطانية، :على الرغم من العدوان الأميركي والبريطاني عليهم"، مضيفاً أنّ "المعركة الأساسية تبقى ما يجري في غزّة"، معقباً بالقول، إنّ الجزائر قدّمت أكثر من مليون أو مليوني شهيد، "ولو لم تقدم كل هؤلاء الشهداء هل كانت الجزائر ستتحرر؟".
كلفة الاستسلام كبيرة وخطيرة
وفي حديثه عن كلفة المقاومة وثمنها وتبعاتها والتضحيات المترتبة عليها، وهو "عنوان مطروح منذ العام 1984" وفق نصرالله الذي شدّد على أنّ "كلفة الاستسلام كبيرة وخطيرة وباهظة ومصيرية جداً".
ورأى الله أنّ "الاستسلام يعني خضوعاً وذلاً وعبودية واستهانة بكبارنا وصغارنا وأعراضنا وأموالنا"، مردفاً أنّ "ثمن الاستسلام في لبنان، كان يعني الهيمنة السياسية والاقتصادية الاسرائيلية على بلدنا".
إضافةً إلى ذلك، قال نصر الله أنّه لو استسلم الشعب الفلسطيني، "لكان اليوم أهل غزّة خارجها وأهل الضفة خارجها وحتى أهل أراضي 48 خارجها"، موضحاً أنّه "من جملة المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، وعلى عاتق الشعوب الإسلامية وأحرار العالم هو تبيان الحقائق".
وتساءل نصر الله: "أليس من الذل والهوان والضعف والوهن أنّ دولاً تدير ملياري مسلم لا تستطيع إدخال الدواء والغذاء إلى أهل غزّة؟"
وعن الأكاذيب والشائعات، التي طالت المقاومة الفلسطينية منذ 7 أكتوبر، أكّد نصر الله أنّها تعرّضت منذ عملية طوفان الأقصى إلى اليوم، "إلى أبشع عملية تزوير وإهانة، تعرضت لها مقاومة في تاريخنا".
وقال إنّ المقاومة جعلت العدو "يعيش في أزمة وجود ذروتها كان طوفان الأقصى"، مؤكداً أنّ الإسرائيلي لم يستطع أن يقدّم للعالم دليلاً واحداً على الأكاذيب التي روّج لها منذ 7 أكتوبر.
كما لفت إلى أنه لو فُتح تحقيق حول 7 أكتوبر، فسيكون من نتائجه انهيار "الأساس الأخلاقي والقانوني الذي يدعيه نتنياهو وبايدن بإصرارهما على القضاء على حماس".
وفي هذا الإطار، بيّن نصر الله أنّ كثيرين صدّقوا التزوير التاريخي الإسرائيلي بخصوص 7 أكتوبر، "بما في ذلك دول تقول إنّها صديقة لحماس"، مشيراً إلى أنّ "أكبر ظاهرة نفاق يشهدها العالم اليوم، هي موقف الإدارة الأميركية تجاه ما يجري في غزّة"، موضحاً أنّه إذا أوقفت الولايات المتحدة تسليح ودعم "إسرائيل" الآن، "سيتوقف العدوان مباشرة شاء نتنياهو أم أبى".
وشدد نصر الله أنّ الذي يصرّ على هدف القضاء على حماس هي أميركا أكثر من "إسرائيل"، موضحاً أنّ المسؤول عن كل قطرة دم في المنطقة هو الإدارة الأميركية "والمسؤولون الإسرائيليون هم أدوات تنفيذ".
الهدف الإسرائيلي تهجير الفلسطينيين
كذلك، أوضح نصرالله أنّ ما كشفته "طوفان الأقصى" هو أنّ الهدف الإسرائيلي الذي كان يعمل عليه "هو تهجير الفلسطينيين وإقامة دولة يهودية خالصة"، مشيراً إلى أنّ هدف حصار قطاع غزّة، كان "إيصالها إلى الموت بسكون وهدوء ومن دون أن يهتز العالم".
ولافتاً إلى أنّ "الهدف الإسرائيلي هو تهجير أهل الضفة إلى الأردن، وأهل غزّة إلى مصر، وأهل الـ48 إلى لبنان، والمسؤولية تقتضي منع تهجير الفلسطينيين، وهذا يتطلب مواجهة كبرى".
أما بالنسبة للتفاوض السياسي بين فصائل المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، أكّد نصر الله أنّ "المعني بها هو الفصائل الفلسطينية، التي فوّضت حماس، ونحن لا نتدخل بما يجري في المفاوضات".
كما أشار إلى أنّ حماس والمقاومة الفلسطينية، "يُمثلون جبهات محور المقاومة وكل مواقع الإسناد العسكري واللوجستي لهم".
وفي خطابه أيضاً، قال نصر الله، إنّ المقاومة في لبنان وفلسطين، "كسرت ميزان الردع الإسرائيلي وهشّمت صورته وأوجدت ميزان ردع حماية"، مضيفاً: "مهما قلنا وشرحنا، ستكون ألسنتنا عاجزة عن توصيف المقاومة الأسطورية في غزة والصمود الأسطوري لشعب غزّة".
ولفت نصر الله أيضاً إلى أنّ "الإسرائيلي والأميركي لم يتوقعا"، أن تكون لدى المقاومة في لبنان "الإرادة والشجاعة لفتح الجبهة لمساندة غزّة".
وفي ردٍ على تساؤلات حول هدف محور المقاومة، قال نصر الله إنّ الهدف "دولاً وشعوباً وحركات ومقاتلين كان وسيبقى هو هزيمة العدو"، متابعاً: "المقصود بهزيمة العدو في هذه المعركة، هو فشله في تحقيق أهدافه".
سلاح المقاومة لحماية لبنان
وعن الوضع الداخلي اللبناني، شدد نصر الله على أنّ "سلاح المقاومة ليس لتغيير النظام السياسي والدستور ونظام الحكم وفرض حصص طائفية جديدة في لبنان"، مؤكداً أنّ "سلاح المقاومة هو لحماية لبنان".
وشرح أنّ الحدود البرية مُرسّمة وأيّ مفاوضات ستكون على قاعدة "إخرجوا من أرضنا اللبنانية"، مردفاً أنّ "ثقافة مقاومتنا ثقافة حياة وكرامة وليست ثقافة ذل وهوان واستسلام".