حفظًا لمصالحها.. هل تخمد الصين صراع المياه بين أفغانستان وإيران؟

profile
  • clock 30 مايو 2023, 6:35:40 ص
  • eye 936
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

رجح المحلل السياسي الأفغاني توريك فرهادي أن تتحرك الصين للحفاظ على مصالحها عبر التوسط لإخماد الصراع بين الجارتين أفغانستان وإيران بشأن مياه نهر هلمند، والذي أدى السبت الماضي إلى اشتباكات دموية على نقطة حدودية.

جاء ذلك في تقرير للصحفي الأفغاني برويز كاروخيل، نشره مركز "أوراسيا ريفيو" (eurasiareview) وترجمه "الخليج الجديد"، ركز على النزاع المحتدم حول حقوق البلدين في موارد المياه المشتركة بينهما.

وتابع فرهادي، وهو مقيم في جنيف، أن "حركة طالبان (الحاكمة في أفغانستان) ستتجنب المواجهة مع إيران.. أفغانستان هشة بعد 40 عاما من الحرب، وقد أظهر التاريخ أن أفغانستان أفضل حالا في مواجهة التحديات مع جيرانها عبر المحادثات".

وشدد على أن أي صراع بين أفغانستان وإيران سيكون له تداعيات على المنطقة، مضيفا أن "دور الصين الجيوسياسي وعلاقاتها مع حكومة طالبان قد يلعب دورا أيضا".

ومثل طهران، لم تعترف بكين أيضا رسميا بحكومة طالبان القائمة منذ عام 2021، لكن مع ذلك، فقد رحبت بممثلي الحركة وشاركت في محادثات مختلفة معهم، مع إبقاء سفارتها مفتوحة في كابول.

وقال فرهادي إن "الصين تريد أفغانستان آمنة لاستمرار الحصول على المعادن الأفغانية وتريد أيضا الوصول إلى النفط والغاز الإيراني عبر أفغانستان."

وأردف: "الصين لن تكون راضية عن التطورات التي من شأنها أن تعرض الاستقرار الجديد في أفغانستان للخطر وستنصح طالبان بعدم تصعيد الأعمال العدائية المسلحة مع إيران".

وتبادلت كابول وطهران اتهاما بأن قوات حرس الحدود في كل منهما هي التي بدأت أولا إطلاق النار، ما خلَّف قتيلين إيرانيين وثالث أفغاني إضافة إلى جرحى.

 

نهر هلمند

كاورخيل لفت إلى أن الاشتباك الحدودي جاء بعد أسابيع من تحذير الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي طالبان من انتهاك حقوق إيران المائية على نهر هلمند المشترك، على النحو المنصوص عليه في معاهدة ثنائية تم توقيعها في 1973.

ويبلغ طول نهر هلمند أكثر من ألف كيلومتر وتتدفق مياهه من أفغانستان إلى المناطق الشرقية القاحلة لإيران، ويمثل مصدر قلق لطهران بسبب قرار كابول حجز مياه لتوليد الكهرباء وري أراضٍ زراعية.

وفي السنوات الأخيرة، عانت إيران من ندرة مياه المتزايدة، ما أثار احتجاجات مزارعين في 2021، عندما كان نحو 97% من مناطق البلاد يواجه مستوى معينا من الجفاف، وفقا لمنظمة الأرصاد الجوية الإيرانية.

كما تواجه أفغانستان عامها الثالث من الجفاف، واحتلت المرتبة الثالثة في قائمة مراقبة الطوارئ لعام 2023 الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية، والتي سلطت الضوء على كيفية مساهمة تغير المناخ في تلك الأزمة ومضاعفتها.

مباحثات مشتركة

ونوقشت قضية تقاسم مياه هلمند في 18 مايو/ أيار الجاري بين القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

كما التقى متقي السبت بالسفير الإيراني حسن كاظمي قم في كابول وبحثا العلاقات الثنائية بما في ذلك قضايا المياه.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية على "تويتر" إن متقي أكد أن "القضايا بين الجانبين يمكن حلها بشكل أفضل من خلال الحوار والتفاهم المتبادلين."

وقبل أيام، شدد متقي على أن طالبان "لا تزال ملتزمة" بمعاهدة 1973، مضيفا في الوقت نفسه أنه "لا ينبغي تجاهل الجفاف الذي طال أمده في أفغانستان والمنطقة".

وجاء تصاعد التوترات الأفغانية الإيرانية بشأن حقوق المياه وسط خلافات متراكمة بين البلدين منذ أن سيطرت طالبان على أفغانستان في 2021، وبينها اشتباكات حدودية سابقة  وتقارير عن إساءة معاملة اللاجئين الأفغان في إيران.

 

 

 

 

المصادر

المصدر | برويز كاروخيل/ أوراسيا ريفيو

التعليقات (0)