حمادة إمام يكتب : في ذكرى ثورة يوليو لماذا كانت السعودية اول من ايدها ؟

profile
حماده امام كاتب مصري
  • clock 23 يوليو 2021, 4:36:39 م
  • eye 939
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعد قيام الثورة / عام 1952، ذهب وفد من مجلس قيادة الثورة برئاسة اللواء محمد نجيب لزيارة السعودية واستقبلهم الملك في مقرة  وتناولوا معه طعام العشاء، وبعد مغادرة المصريين التفت الملك 

عبدالعزيز الى من حوله وكان من بينهم نجلة الاكبر سعود وقال: 

((هذا الشيبة يقصد محمد نجيب زق (اي شخص لا قيمة له)، لكن هذا الولد ابو خشم (انف) طويل يقصد جمال عبدالناصر هو قائد الثورة الحقيقي في مصر))

وكان عبد الناصر يرى في عبد العزيز ال سعود رجل وحدوي نجح في  من أقامه اول  وحدة عربية، ولما رحل عبد العزيز وخلفه نجلة سعود ظلت حبال الود ممدودة بينه وبين نجله 

وولما وقعت  أزمة ابريل 1954 بين  اعضاء مجلس قيادة الثورة

أرسل الملك سعود وسيطاً سعودياً في محاولة لحل النزاع بين الضباط الأحرار 

استقبل عبدالناصر الوسيط السعودي بحفاوة، وأطلعه على طبيعة الخلاف شاكراً الملك سعود على اهتمامه بأمن واستقرار مصر، وقد قدر الملك سعود قبول عبدالناصر الوساطة  وعندما وقع العدوان الثلاثى على مصر 

أيدت المملكة السعودية مصر مستنكرة العدوان، وكان الحماس الملكي السعودي في ذروته، عندما تطوع اخوة الملك سعود الأمراء فهد وتركي وسلمان في المقاومة الشعبية التي اسستها ثورة يوليو للتصدي للعدوان الثلاثي.

فالسعودية هى أكثر الدول سعادة بقيام ثورة يوليو هذه السعادة قامت على سببين:

الأول: أن قائد ثورة يوليو فى نظر آل سعود هو أحد عناصر جماعة الإخوان المسلمين الذين يجمع بينهم وبين آل سعود رباط عضوي وان الجماعة مجرد فرع وتابع للمملكة والكلام عن تلقيها  معونات ثابتة مسألة سببت الكثير من المشاكل واحدثت انشقاقات بين صفوفها وسبق ان كشف 

الدكتور "محمد حسين هيكل" فى مذكراته" السياسة المصرية". "إنه قبيل سفره للحج فى عام 1936 علم أن على ماهر باشا، رئيس الوزراء يريد أن يعيد العلاقات بين الدولتين السعودية والمصرية.. فذهبت إليه وعرضت عليه معاونته لتحقيق مقصده.. ثم سافرت إلى الحجاز على ظهر الباخرة (كوثر) وإننى لفى بهوها يومًا بعد أن ارتديت رداء الإحرام إذ تقدم إلى حاج لم أكن قد رأيته من قبل وقدم نفسه ذلك الشيخ حسين البنا وقد ذكر لى يومئذ أنه ألف جمعية الإخوان المسلمين لتهذيب الناس تهذيبًا إسلاميًا صحيحًا وأنه طمع فى قبولى رئاستها، والرجل لبق حسن الحديث حلو الإلقاء عرفت ذلك عنه فى هذه المقابلة وعرفته بعد ذلك أثناء مقامنا بالحجاز فكان يقف فى كل جمع خطيبًا واعظًا يتلو آى القرآن فى مناسباتها ويلقى خطبه فى عبارة بليغة وعربية صحيحة، وقيل لى وأنا بالحجاز، إن له صلة بالحكومة السعودية وأنه يلقى منها عطايا ومعونة".

اما القيادى الاخوانى  محمد الصايم فى كتابه" شهداء الدعوة:" فيقول 

توجه الداعية الشهيد إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج وعلم فجأة بعقد مؤتمر إسلامى دعا إليه صاحب الجلالة الملك عبد العزيز آل سعود، يحضره علماء ووجهاء وقادة العالم الإسلامي، لم يكن الإمام حسن البنا قد عرف فى الأوساط العالمية وقتها ولكنه توجه بشجاعة منتهزًا الفرصة واستأذن من جلالة الملك عبد العزيز فى حضور المؤتمر فأذن له، إنها لفرصة ذهبية لوصول الدعوى إلى العالم الإسلامي، وحضر الداعية (حسن البنا) وتحدث المتحدثون من أنحاء العالم بلغات شتى منها الفرنسية والانجليزية والأردية ومما يؤسف له أن بعض الحاضرين لم يكن يفهم البعض الآخر.

وجاء دور (حسن البنا) ليتكلم، فكان حديثه باللغة العربية الفصحى مطعمًا بالآيات القرآن الكريم التى كان يكثر الاستشهاد بها فيزداد الحديث جمالا، وتقوى دلالته فى أذهان السامعين.

لقد تناول الداعية (حسن البنا) قضايا المسلمين المهمة والملحة وأولها: الفرقة وعدم الوحدة، والتباين الخطير بين شعوب العالم الإسلامي، والانقسامات الصناعية التى أوجدها الاستعمار وبذلك شخص الداء وطالب الجميع باستعمال الدواء وهو الالتزام بالكتاب والسنة لأن فيهما السعادة، والبعد عنهما هو الداء الخبيث بل هو الضلال المبين.

وما إن انتهى المؤتمر حتى وقف الحاضرون للمؤتمر يهنئون البنا على حُسن البناء وعظمة الإلقاء التى حددت الداء ووصفت الدواء.

أعرب الكثير من الحاضرين للمؤتمر عن رغبتهم فى الانضمام إلى جماعة الإخوان وتسابقوا يأخذون عنوان الشيخ ويلتفون حوله ويكتب أسماءهم وعناوينهم.

حرص بعد ذلك حسن البنا على الذهاب كل عام إلى مكة لأداء فريضة الحج والالتقاء بالإخوان من أنحاء العالم، وفى المرات الأخيرة اصطحب الإمام معه الدعاة من الإخوان المسلمين ومعهم وسائل الدعوة (مكبرات الصوت ونشرات وكتيبات ومجلات) وحرص – أيضًا – على حضور المؤتمرات الإسلامية فى أى دولة مسلمة، وهكذا سرى الشعاع يضيء أفئدة الأمة يناديها أن ترجع إلى الكتاب والسنة.

وفى هذه الفترة وبسبب كثرة سفريات البنا شهدت جماعة الإخوان العديد من الانشقاقات بسبب مشكلة التمويل وتبادل الاتهامات وتوجيه تهمة العمالة إلى حسن البنا وتلقى معونات من الخارج وتحديدًا من السعودية وحدث خلال حيان حسن البنا ثلاثة انشقاقات رئيسية بسبب مشكلة التمويل السعودى أشهرها هو انشقاق جماعة شباب محمد عام 1939 وانشقاق نائب المرشد ذاته (أحمد السكري) وتكمن أسباب الانشقاقات فى مطالبة المنشقين من المرشد تكوين هيئة لمراقبة المال والمحافظة عليه تكون مسئولة أمام التنظيم عن أوجه ومصادر التمويل والصرف.

وظل حسن البنا  طوال حياته يحتفظ لنفسه بالسيطرة على النواحى المالية.

وعندما اشتدت الاتهامات حوله كان رده:

ما زالت موارد الإخوان وتنظيمهم المالى ومصادر الإخوان ومصادر نفقاتهم لغزًا كبيرًا أمام كثير من الذين لم يتصلوا بهم ولم يحاولوا أن يتعرفوا الأمور على وجهها وكثير من الناس حين يرى هذا النشاط الدائب والعمل المتواصل والمشروعات الكثيرة والمطبوعات المتوالية والحفلات الضخمة والاجتماعات الحاشدة يسأل نفسه.. من أين للإخوان بكل هذا؟! وكيف يحصلون على المال ومن أى جهة يجلبونه وهم قوم معظمهم إنما يجد ما يكفيه فقط وليس فيهم كثير من الأغنياء أو الأثرياء؟!

وبين رفض حسن البنا للإعلان عن مصادر التمويل إحكام قبضته عليها وانشقاق العديد من القيادات الإخوانية كانت السعودية تشهد أزهى عصور الرخاء وبداية الطفرة البترولية.

واثار سكوت الملك فاروق على تصرفات الإخوان وتصاعد أعمال العنف تجاههم العديد من التساؤلات والأقاويل خاصة أن رد فعل فاروق جاء متأخرًا جدًا !!

لقد ظهرت على فاروق نفس الأعراض السياسية التى ظهرت من قبل على أبيه الملك فؤاد فى أن يكون خليفة للمسلمين ويكون إمبراطورية إسلامية تنطلق من القاهرة 

وكان أول لقاء بين فاروق وسعود عندما زاد عبد العزيز آل سعود مصر لمقابلة فرنكلين روزفلت فى البحيرات المرة بالإسماعيلية إلا أن فاروق وعبد العزيز التقيا لقاء سريا من وراء الأمريكان والانجليز فى الفيوم حضره عزام للاتفاق على الخطوط العليا لتنفيذ حلم إقامة الدولة الإسلامية حيث سافر بعدها فى مارس 1946 لأداء فريضة الحج والتقى مع عبد العزيز فى مكة وفى اجتماع مكة بين فاروق وعبد العزيز آل سعود اكتشف عبد العزيز أن أحلام فاروق لا تقل عن أحلام أجداده وأن تهديد السعودية ما زال قائمًا 

ثانيا: هو أن ثورة يوليو قضت على آخر أحفاد أسرة محمد على الملك فاروق، وهى الأسرة التى كان بينها وبين آل سعود حالة عدائية بدأت منذ عام 1745.

لذا كانت فرحته لا تساويها الدنيا كلها عندما قامت ثورة يوليو لا لأنها قد تخلصت نهائيًا من أسرة محمد على – بطرد فاروق – ولكن لأنها أعتقد ت أن الحاكم الجديد لمصر هو أحد عناصر جماعة الإخوان المسلمين التى يربط بينها وبين آل سعود والوهابيين رباط عضوي. وبنى آل سعود اعتقادهم هذا على الدعاية التى قام بها الإخوان المسلمين عقب قيام ثورة يوليو، إلا أن هذا الاعتقاد لم يستمر طويلا ولم يتعد زمنه الستة أعوام.

وبدأ التقارب بين ثوار يوليو وآل سعود عام (1954) عندما وقفت الدولتان ضد ترتيبات حلف بغداد وقررت الدولتان التعاون فى التدريب وإنتاج الأسلحة ثم انضمام مصر والسعودية وسوريا فى اتفاقية عربية لتقويض حلف بغداد ورحبت فيه بانضمام أية دولة عربية. ثم حدث تقارب أكثر بين الجانبين فى وقوفهما ضد مبدأ أيزنهاور وهو المبدأ الذى يعطى للأمريكان حق استخدام القوة العسكرية ضد العدوان على أية دول تسيطر عليها الشيوعية الدولية.

والتى كان يقصد بها (مصر عبد الناصر) ولمجرد إعلان الأمريكان رغبتهم فى استخدام القوة العسكرية للحصول على شرعية فى التدخل لتحجيم النفوذ المصرى والتقارب المصرى الروسى عقد اجتماع ضم عبد الناصر والملك سعود والملك حسين وصبرى العسلى رئيس وزراء سوريا إلى اتفاق جميع الحاضرين على الوقوف ضد مبدأ أيزنهاور وصدر بيان عن الاجتماع انتهى إلى إعلان الدول العربية رفضها تدخل أطراف غير عربية فى الدفاع عن الوطن العربى .

المصادر...

هنري كيسنجر: النظام العالمي و الصراع في الشرق الأوسط

المخابرات الامريكيه من التأسيس     ابى ضاهر

البحث عن الذات.....أنور السادات

أوراق مايو ..............موسى صبرى

انقلاب مايو...............عبدالله امام

كيف سقطت الملكيه فى مصر ...محمد عودة

طبائع الاستبداد .........عبد الرحمن الكواكبى

م أسرار السادات ........توحيد مجدى

عبد الناصر والحمله الظالمه عليه ...عبد الله امام

دراسات فى الجغرافيا  السياسية....صلاح الدين الشامي

العلاقات السعودية الأمريكية  توماس بروستون

 واشنطن تخرج من الظل ...جيفرى  اورسون

الاسلام والعرش ايمن الياسين

الاخوان وانا ...لواء فؤاد علام 

عبد الناصر والاخوان  عبد الله امام

التعليقات (0)