- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
حمدوك.. خيار واشنطن الأمثل للسيطرة على الداخل السوداني
حمدوك.. خيار واشنطن الأمثل للسيطرة على الداخل السوداني
- 15 مارس 2024, 12:42:04 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تداولت وسائل إعلام نقلاً عن مصادر دبلوماسية وصحفية، في الأيام القليلة الماضية، بعض الأنباء حول مهمة رئيس الوزراء السوداني الأسبق عبدلله حمدوك في "سودان ما بعد الحرب" والدور الذي سيلعبه على الساحة السياسية السودانية، إلى جانب اتصالاته عربياً وإقليمياً ودولياً.
حيث أحاطت بحمدوك كثير من إشارات الاستفهام، كونه قضى فترة طويلة من حياته ودراسته في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة لعمله مع عدد من المنظمات الدولية المدعومة غربياً، مثل (UNECA) و(IDEA) ، لتظهر لاحقاً بعض المعلومات التي تقدم إجابات منطقية إلى حد كبير، عن دور هذا الرجل في مستقبل السودان.
حمدوك نقطة التقاء المصالح الأمريكية - الإماراتية
دخلت الإمارات العربية المتحدة ساحة الصراع السياسي والعسكري القائم في السودان من أوسع أبوابه منذ البداية، حيث لعبت دور محوري في دعم عبدلله حمدوك رئيس الحكومة الانتقالية السابق، واستقبلته لاحقاً على أراضيها.
بعد وصول حمدوك إلى الإمارات، تابع مهمته التي كان قد بدأها وهو على رأس عمله، حيث استمر بالعمل على زيادة الخلافات بين قوات الجيش، والدعم السريع، وأيضاً بين المكونين العسكري والمدني مستغلاً صلاته بالقوى المدنية والعسكرية في البلاد، حتى وصلت الأمور إلى صدام عسكري دمر البلاد، وصعّب الوصول لأي حل، تماشياً مع المصالح الغربية (الأمريكية والإماراتية) لإثارة الفوضى وتسهيل سرقة ثروات البلاد.
أما على الأرض، فقد تابعت الامارات خطتها، بدعم قوات الدعم السريع مالياً وعسكرياً، واستقبلت قائدها محمد حمدان دقلوا الملقب بـ "حميدتي" وسمحت له بحفظ أمواله في بنوكها، ليحقق مصالحها في وقت لاحق.
حمدوك يكمّل دور حميدتي
ولكن لم تجري رياح الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كما تشتهي المصالح الإماراتية، كما أن القيادة الإماراتية أيقنت بأنه لا يمكن الاعتماد على "حميدتي" فقط في السيطرة على البلاد، وخاصة ان قوات الدعم السريع لا تحظى بقبول دولي وإقليمي، ومن الضروري أن يكون هناك شخص أخر في السلطة مستقبلًا لكي يتم الاعتراف به، هنا وجدت الإمارات في ثنائية "حمدوك في السياسة وحميدتي في الميدان" المعادلة الأنسب لتحقيق مصالحها، لذلك بدأت بدفعه من وراء الكواليس إلى الواجهة ومن ورائها واشنطن.
إلى جانب ذلك، يمثل عبدالله حمدوك، الخيار الأمثل لأنه مازال يحظى بتأييد شعبي، وهو الخيار الأمريكي والأوروبي الأول للسودان، والذي يسمح لهم بالسيطرة على البلاد والتحكم بمجريات الأحداث فيها.
وبالتوازي مع كل ما سبق، وفقاً لمصادر دبلوماسية غربية وعربية، تم إجراء اتفاق ضمني بين الامارات المتحدة وواشنطن على دعم الإمارات لحمدوك وترشيحه، على أن تساعد الولايات المتحدة الأمريكية الأمارات في استرداد جزرها المحتلة من إيران، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.
وهذا ما جعل من حمدوك نقطة تقاطع رئيسية لمصالح الامارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، كوسيط لحل الأزمة العسكرية في السودان، ووسيلة لتمكين سيطرتهم على السودان.
كيف سيكون حمدوك أداة أمريكية للتلاعب بالداخل السوداني
عقب انتشار المعلومات المذكورة أعلاه في عدّة وسائل إعلام، واتضاح سبب إقامة حمدوك في الامارات والتفاهمات الأمريكية الإماراتية حوله، بدأت نوايا واشنطن تتضح حيال ذلك. وبحسب بعض المحللين والخبراء، فإن واشنطن تنوي إشراك حمدوك في العملية السياسية، وإعادته إلى السلطة، ليمكنها من التحكم في السلطة، وإثارة الصراعات المسلحة لاحقاً، ثم تحييد العسكر، لينتهي الأمر بتقسيم السودان ونهب خيراته.
ما يدعم تلك التحليلات، هو بعض المعلومات التي كشفت عنها مصادر دبلوماسية غربية وعربية، حول لقاء جمع حمدوك بمحمد حمدان دقلو "حميدتي" قائد قوات الدعم السريع في بداية يناير من العام الجاري برعاية أمريكية. حيث تم اعتبار حمدوك ممثل حميدتي الغير مباشر في اجتماعات القاهرة التي جرت منذ يومين، مع المخابرات المصرية. يأتي ذلك بسبب عدم موافقة البرهان على لقاء حميدتي بشكل مباشر وفقاً للمصادر.
وبحسب بعض المتخصصين فإن، واشنطن ستضمن من وراء ذلك، إدخال حمدوك في عملية التسوية والاتفاقات السياسية التي ستتبعها في المستقبل. كما أنها في نفس الوقت ستتمكن بفضل دعم البرهان من إعادة إشعال الصراع ضد قوات حميدتي بما يتفق مع مصالحها، خاصة إذا انحرف الاتفاق السياسي المقترح عن خططها.
وبالتالي عودة حمدوك ممثلاً لمصالح حميدتي ودعم واشنطن للبرهان في الوقت نفسه، سوف يمكّن واشنطن من الإمساك بمجريات الأمور في السودان، والسيطرة على كل الخيوط والأطراف المشاركة في العملية السياسية.