حذار من أن يركن متخذ القرار السياسي المصري إلي إعلان السلطات الإثيوبية علي لسان وزير الري الإثيوبي من أن هناك إشكالات فنية قد تؤجل الملء الثاني ، أو ماإلي غير ذلك من تقارير متواترة حول احتمال تأخر الملء  ..

نحن قد اختبرنا جيداً التكتيكات الإثيوبية وعرفنا أنها تعمتد علي تكتيكين مرتبطين ومتلازمين .. الأول تكتيك كسب الوقت عبر المناورة والخداع  .. وتكتيك فرض الأمر الواقع عبر اتخاذ خطوات فعلية علي الأرض في حين لامانع من إطلاق التصريحات التي لاتعكس مايتم بالفعل علي أرض الواقع من خطوات تكرس حقيقة بناء السد وتشغيله علي نحو منفرد يعتدي علي حقوق ومقدرات الشعب المصري في المياه ، ويتجاوز حقيقة أن نهر النيل نهراً دولياً لاينبغي لدولة ما من الدول المطلة عليه (سواء كانت دولة منبع أو دولة عمق أو دولة مصب) أن تنفرد بأية إجراءات أو بناءات أو سياسات تضر بباقي الدول وبحقوقها التاريخية او بأراضيها وسكانها وأنصبتها المعلومة من المياه ..

ومن هنا فنحن لسنا بانتظار ضرر سيقع أو لن يقع (هذه المرة) علي خلفية حدوث الملء الثاني أو تأجل هذا الملء  .. 

ممكانات الضرر قد تحققت بالفعل بتحقق البنية التأسيسية لسد النهضة من حيث الإرتفاع ومن حيث قدرته علي تخزين كمية معينة من المياه ومن حيث تنوع وتعدد أغراض عمله واتساعها لدرجة أنه سيحقق لإثيوبيا (إمكانية) التحكم في مياه نهر النيل بل والتحكم في مساراتها ، وبالتالي في عمليات تسليعها مستقبلاً واتاحاتها في اسواق دولية (وهو مايفسر مشاركة مؤسسات وجهات تمويلية في التخطيط والتجهيز للسد ثم تمويل عمليات بنائه وتشغيله ، وهو نفسه مايشكل مخاطر وضع كل الرهان علي تدويل القضية دونما الأخذ في الإعتبار الإعتماد علي قوانا الذاتية كرهان أساسي)  ..

موضوعات قد تهمك:

إثيوبيا: سنمضي قدما في الملء الثاني.. ومصر والسودان تجددان رفضهما

الامارات واسرائيل وابي احمد وبنك سد النهضة .. تحليل سياسي

إثيوبيا تعلن التصدي لهجوم سيبراني استهدف "الملء الثاني" لسد النهضة