- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
حمدي عبدالعزيز يكتب : النخبة بين سيدات الجزيرة والقضايا الحقيقية
حمدي عبدالعزيز يكتب : النخبة بين سيدات الجزيرة والقضايا الحقيقية
- 20 يونيو 2021, 10:25:12 م
- 1638
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عجيب جداً موقف النخب المصرية وحتي بعض المثقفين خارج أسوار النخب .. إلامن رحم ربي بالطبع وهم اسنثناءات قليلة العدد نسبياً
عندما ظهر فيديو سيدات نادي الجزيرة أو نادي الصيد (لااذكر)
انبرت الأقلام مابين مدافع عن خصوصية احتفال سيدات الهاي كلاس ، ومابين مستنكر لماحدث ، ومابين ناع للأخلاق ..
الموضوع أخذ مساحة كبيرة من التداول عبر المنصات الإعلامية المتنوعة ومواقع التواصل الإجتماعي والتدوينات الألكترونية وماإلي غير ذلك لمدة لاتقل عن شهرين ..
بينما هناك عائلات تتم الإطاحة بهم إلي العراء مع بقايا مايمتلكون من أثاث منزلي لكي تهدم بيوت وعقارات ورثوها وتبادلوها بيعاً وشراء منذ عقود تصل مدتها إلي مايزيد عن السبعين عاماً ، وتعاملت الدولة معهم فيها تعاملاً طبيعياً مستقراً راضياً متراضياً ، ويجري علي هذه العقارات مايجري علي كل العقارات التي يقطنها المواطنون من علاقات قانونية مستقرة ..
وسكتت غالبية النخب المثقفة التي تعاني من (متلازمة الولع الليبرالي) عن تشريد مئات الأسر التي يعيش في كنفها أجيال وشباب وبنات وعجائز ونساء معيلات ورجال يسعون علي لقمة اليوم الواحد
وهذه المشكلة (كنموذج) تتمحور حول موضوع إقامة محور المحمودية الذي تجاهلت فيه الدولة وسلطات الحكم المحلي منطق دفع الضرر عن المواطنين إذا كان هناك وجه أو أولوية لإقامة نفع عام ، واستهانت بالبعد الإجتماعي والأضرار المدمرة التي يمكن أن تقع لمئات المواطنين بعد أن قررت مبلغ تعويض عن الإزالة قدره 75 ألف جنيهاً كسقف أعلي للتعويض عن هدم عقار كامل (عمارة سكنية)
وهو التعويض الذي لايكفي لتشطيب حمام أو مطبخ في وحدة سكنية متوسطة التكاليف ..
تجاهل الكثيرون الموضوع ..
وتجاهل غالبية الصحفيين وغالبية من يعملون في المنصات الإعلامية
وتجاهلت معهم الغالبية الساحقة الأحزاب السياسية والمنظمات الديمقراطية ، وتجاهل نواب مجلس النواب ومجلس الشوري الدوائر التي تتبعها القري والمناطق الواقعة في الشريط الجغرافي لمشروع محور المحمودية استغاثات المتضررين بهم ..
اتحدث عن هذه المفارقة الصارخة لأن عدد من كتبوا انتصاراً لسيدات نادي الصيد أو الجزيرة يفوق عدد من يتناول مثل هذه القضايا المجتمعية التي تمس بصلب حياة عدد غير قليل من المصريين بنسب خيالية ..
وكل التحية لهؤلاء الذين يحملون هموم الشعب والوطن والإنسان ويعانون أمانة الأمساك بأعماقها الجادة في كتاباتهم ، ولايستسهلون ركوب موجات التريندات الشعبوية وتريندات الميديا والعوالم الإتصالية ..