- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
حوادث متزايدة في طرق جديدة.. غموض بمصر حول جودة مشروعات السيسي
حوادث متزايدة في طرق جديدة.. غموض بمصر حول جودة مشروعات السيسي
- 7 سبتمبر 2022, 4:54:30 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ثارت تساؤلات حول دلالة ما كشفه إحصاء أخير أصدره المركز القومي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر (حكومي) من زيادة وفيات حوادث الطرق خلال العام الماضي لتصل إلى 7101، مقابل 6164 عام 2020، وما يعكسه ذلك في بلد تفاخر حكومته بتشييد آلاف الكيلومترات الجديدة من الطرق، وتسوق الأمر باعتباره "إنجازا غير مسبوق".
وفي الوقت الذي من المفترض أن تمثل فيه شبكة الطرق الجديدة عاملا مساعدا على تقليل الحوادث التي تقع في مصر وتجعل منها واحدة من أقل البلاد في المنطقة أمانا في الطرق، دفع استفحال الظاهرة للتساؤل حول مدى تمتع هذه الطرق بمعايير الجودة والأمان.
يأتي ذلك في ظل تقارير أكدت مطالبة القيادة السياسية المنفذين، بضرورة التعجل في الانتهاء من تلك المشروعات قبل مواعيدها الطبيعية، لاستخدامها في التسويق لرئيس البلاد "عبدالفتاح السيسي".
وتشير الأرقام الأخيرة للحكومة المصرية إلى أن الطرق والجسور الجديدة التي انتهت من إنشائها بلغت 5500 كيلومتر من إجمال 7000 كيلومتر من المقرر الانتهاء منها في العام 2024.
ونقل موقع "عربي بوست" عن أحد كبار المقاولين الذين شاركوا في تشييد طريق الجلالة لذي يبلغ طوله 82 كيلومتراً، وأشرفت على إنشائه الشركة الوطنية لإنشاء وتنمية الطرق التابعة للقوات المسلحة، وافتتح عام 2018، قوله، إن الطريق كان من المقرر تسليمه في العام 2020 لكن الرغبة السياسية نحو سرعة الانتهاء منه اختصر مدة التنفيذ إلى النصف، وهو ما جاء على حساب جودة الإنجاز.
وأوضح أن الطريق الذي جرى شقه وسط الجبال من المفترض أن يتمتع بمعدلات أمان مرتفعة تضمن التقليل من معدلات الحوادث عليها، مثل استخدام مواد تمتص الاصطدام القوي للسيارات على جانبي الطريق، وتغذية التربة المقام عليها الطريق بشكل يضمن استدامة رصفه لفترات طويلة، وعدم تعرضه للتشققات التي تضاعف معدلات الحوادث عليه.
ويؤكد أن شركات المقاولات التي تعمل في إنشاء الطرق والكباري، تواجه مشكلات مالية جراء تأخر صرف مستحقاتها لدى الهيئة الهندسية، الأمر الذي دفع المقاولين إلى استخدام مواد تساهم في توفير الإنفاق، وفي النهاية نكون أمام طريق جاهز شكلياً للسير، لكنه قد يتعرض للتهالك بعد أعوام أو أشهر قليلة.
وشهد طريق الجلالة حادثتين في الاتجاه القادم من القاهرة في غضون ساعات قليلة مؤخراً، نتج عنهما 3 حالات وفاة وما يقارب 80 جريحا آخرين.
وأورد التقرير أيضا شكاوى من طريق الصعيد الصحراوي الغربي الذي يربط محافظتي الجيزة وأسوان، لاسيما في المنطقة التي تربط محافظتي سوهاج وأسيوط، حيث اشتكى مرتادو الطريق من منحنيات خاطئة وعدم وجود إنارة وسوء جودة الأسفلت وقلة الخدمات عليه.
وكان هذا الطريق علامة على حادث مأساوي، الشهر الماضي، قرب سوهاج، أدى إلى مقتل 17 شخصا حينما اصطدمت سيارة "ميكروباص" تحمل 14 شخصاً بشاحنة صغيرة "نصف نقل".
وفي نفس الشهر، كان هناك حادث آخر على الطريق الصحراوي الشرقي هذه المرة، بالقرب من محافظة المنيا بصعيد مصر، حيث اصطدمت حافلة كانت تقل 50 راكباً وشاحنة، ما أدى لمصرع 25 شخصاً وإصابة 35 آخرين.
وفي واقعة تثير التندر، تعرض وزير التنمية المحلية الجديد "هشام آمنة" إلى حادث مروري خلال توجهه لحضور اجتماع الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، على الساحل الشمالي للبلاد، بسبب مشكلات بالطريق، ما تسبب في إصابته وأفراد من موكبه.
وتميل السلطات إلى تحميل العنصر البشري كافة المسؤولية حول تزايد تلك الحوادث، فيما يتم إغفال حالة الطرق تماما.
وينقل الموقع عن استشاري تصميم طرق شهير (لم يذكر اسمه) قوله إن الخرسانة المستخدمة في حواجز الطرقات في مصر مميتة بحد ذاتها، حيث لا تمتص الصدمات، بل تزيد من المأساة، على عكس الخرسانة "النيوجيرسي" وهي قوالب بلاستيكية قوية ومرنة في نفس الوقت تستخدم لفصل الطرق في الدول الخارجية.
وأشار إلى أن الرصف الرديء لغالبية الطرق الجديدة نتيجة الرغبة في توفير الأموال يُسهم في زيادة معدلات الحوادث؛ لأنه يترتب عليها وجود حفر صغيرة في أماكن متفرقة بالطريق، وفي الأغلب يحاول السائقون تفاديها؛ ما يتسبب في تصادمها بسيارات أخرى.
أيضاً، حسب الاستشاري، هناك غش في مكونات الرصف تقود في أحيان عديدة لعدم قدرة السائقين في التحكم بالسيارة أثناء اتخاذ قرار التهدئة، وتتعرض السيارة لما يشبه التزحلق وتكون النتيجة بطء فرملتها.
وتقدم عدد من النواب بطلبات إحاطة لمناقشة أسباب المشاكل في الطرق الجديدة، بينهم النائب ضياء الدين داوود والذي طلب إحاطة بشأن تكرار الحوادث في المحور الرابط بين بورسعيد والقاهرة، والذي افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكلف 8 مليارات جنيه مصري.
ومؤخراً، طالبت النيابة العامة المختصة في مصر الجهات الحكومية بالانتقال لمعاينة الطريق الدائري الأوسطي، الذي يحيط بالقاهرة، وبيان حقيقة سبب تكرار وقوع الحوادث المرورية به، وإصلاح ما فيه من عيب إن وُجد؛ حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات، وسط شكاوى عديدة من وجود عيوب ومنحنيات التي تحتاج للصيانة الدورية.