- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
خالد متولي يكتب : دلتا جديدة و مؤامرة جديدة
خالد متولي يكتب : دلتا جديدة و مؤامرة جديدة
- 2 أبريل 2021, 4:50:48 م
- 988
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
دلتا جديدة ومؤامرة جديدة:
فى البداية يجب القول أن المشروع كمشروع منفصل عن ملابسات أخرى هو مشروع جيد وتنمية رائعة وكبيرة جدا
ولكن يجب أن نعترف أيضا أننا نعيش زمن الأفخاخ والشراك والمؤامرات ....
ففى الوقت الذى تمر فيه مصر بأخطر أزمه تواجهها فى العصر الحديث والتى تمس الأمن القومى إنه سد النهضة المشؤوم والذى يدعى داعميه ومموليه أنه مجرد تنمية لأثيوبيا وأفريقيا!؟
وهذا محض إفتراء
لأن هذا السد قد دشن بضخامة عجيبه وغريبه ليحتجز خلفه ما يزيد عن ١٠٠ مليار متر مكعب من الماء
فى حين أن كل المشروعات التنموية من توليد كهرباء وغيرها لا تحتاج أكثر من ١٤ مليار متر مكعب فقط
فما حاجة أثيوبيا لهذا الكم من المياه سوى أنها أو أن من خلفها من عصابة صندوق النقد الدولى تريد ممارسة رقابة إستراتيجية على مصر وتريد أيضا حفظ إستثماراتها والتى إستثمرتها فى الرئيس المصرى وتمويل العاصمة الإدارية وكل مشاريعه القومية والتى تثير ملايين علامات الإستفهام عليها!؟
لابد أن نعترف أن معظم دول العالم إستثمرت فى هذا السد حتى مصر السيسى نفسها قد إستثمرت فى هذا السد ووقع الرئيس المصرى على إتفاقية تشرعن وتسرع وتساعد على جذب الإستثمارات للسد!؟
ثم وقف فرحا بعد الإتفاقية ليرفع يده فى السماء ملوحا بالنصر على الفرقة والإختلاف وأنه حلها مع الرجل الذى وصفه برجل السلام والحاصل على جائزة نوبل للسلام!!!
بل ذهب الرئيس المصرى أبعد من ذلك وقام بتمثيل مسرحية مع آبى أحمد حيث طلب منه القسم ثلاث مرات وهى الطريقة التى يتبعها الرئيس المصرى نفسه عندما يريد من الشعب المصرى أن يصدقه فى شئ غريب أو مستحيل...
إلى هذا الحد والأمور تسير وفق مخطط السيسى آبى أحمد نتنياهو
ولكن فجأه السودان تغضب ومصر تقترب من السودان ومن ثم توقيع إتفاقية دفاع مشترك ومن ثم السيسى يلوح بالحرب!؟
فهل فجأه إستجاب الرئيس المصرى لصوت العقلاء من مثقفى شعبه والذين درسوا الأمن القومى فى الأكاديميات العسكرية أم أن هذا فصل جديد من مخطط آبى أحمد السيسى نتينياهو أم أنه فصل جديد من مسرحية المفاوضات العبثية والمخادعة لكل المتابعين!؟
واذا كنا نتعامل مع عقل مخابراتى قلما يصدق وقلما يقول ما يعتقده وقلما يعتقد ما يقوله وقلما يفعل ما يصرح به...
فإنا جميعا كدولة مصرية أجهزة وشعبا مطالبون بأخذ الحيطة والحذر ، ومطالبون أيضا بالمتابعة والمسائله والرقابة على كل مسئول حتى لا يتكرر سيناريو ٦٧ وحتى لا يتكرر سيناريو حرب اليمن وحتى لا يتكرر سيناريو ...........
وإذا كان هذا كله يعترى ملف المياه فى مصر فلماذا يقوم الرئيس المصرى عن الإعلان عن دلتا جديده!؟
والإجابة عن هذا السؤال خاصة فى ظل عقل مخابراتى يجب أن تجعلنا نفكر مليا ونستحضر كل المعلومات ونتوقع كل السيناريوهات؛
فبادئ ذى بدء هذا ما يسمى فى إستراتيجيات العقل المخابراتى ( القفز إلى الأمام...)
فالرئيس المصرى يريد أن يطمئن مؤيديه بمشروع عملى ليطرد الشك من قلوبهم الخاص بسد النهضة ونقصان حصة مصر!!!
وهذا من وجهة نظرى صحيح جدا فحصة مصر لن تنقص فعلا !!!
وهذا كله يؤكد رؤيتنا السابقه فى مقالات الخداع الإستراتيجي!!! فمصر لن يتم المساس بحصتها من المياه على الأقل فى عهد الرئيس المصرى الحالى!!!!
فالسيسى وآبى أحمد ونتينياهو يعلمون جيدا أنه من الخطر عليهم جميعا المساس بحصة مصر أصلا الآن....
والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن هنا!؟
أين يكمن خطر سد النهضه على مصر فى ظل عدم المساس بحصة مصر!!!!؟؟؟؟
لقد اجبنا عن هذا السؤال فى مقالات سابقه وسنعيد ذكرها الآن حتى نربط بينها وبين الدلتا الجديده ( الفخ الجديد)
١- الغرق عند تهدم السد وهذا وحده كافى لكون التوقيع على إتفاقية المبادئ جريمة لا يسقط عقابها بالتقادم.
٢- وهذا عين المؤامره: وهو الملء الثالث :
وهذا لن تقوم به أثيوبيا إلا فى وجود نظام مصرى يختلف مع النظام العالمى (عصابة الصندوق الدولى) بالإضافة إلى إستنزاف المخزون الإستراتيجي المصرى من المياه والموجود فى بحيرة ناصر والذى يقدر ب١٦٣ مليار متر مكعب...
وكان المخطط يسير بمعدل زمنى معين ولكن المخطط تأخر كثيرا لتدخل قدر الله فى الموضوع من ناحيتين:
وجود فيضان مما ساهم فى ملأ بحيرة ناصر...
تأخر بناء سد النهضة بعيوب فنية جسيمة فى جسد السد.
وهنا يأتي البديل وهو إقامة دلتا جديدة لإستنزاف مخزون مصر من المياه والموجوده فى بحيرة ناصر والمحجوزه خلف السد...
وهنا إشاره فى غاية الخطورة وهى: فتح البوابات السفلية للسد العالى والذى يحدث لأول مرة فى التاريخ وكان من نتائج ذلك ظهور التماسيح فى الترع والمصارف.
للأسف مشكلة سد النهضة ليست سنوات ملؤه ولا إتفاقيات ملزمه كما يدعون ولكن الأزمة الحقيقة لسد النهضه هى ممارسة رقابة إستراتيجية على مصر خاصة بعد إستنزاف المخزون الموجود فى بحيرة ناصر وهذا ما ستقوم به دلتا مصر الجديدة...
وليس هذا وفقط: بل إفقاد مصر السيادة على مياه النيل ومنح السيادة لأثيوبيا ( عصابة صندوق النقد الدولى) وهذا ما سيجعل أى نظام مصرى قادم يركع أمام النظام العالمى وهذا ما نسميه نحن المصريون ( عيشنى النهاردة وموتنى بكره) وهذا المثل جريمة عظمى فى تناول قضايا الأمن القومى.
وهنا تكمن الأزمة وهى أن اللعب مع الكبار غير مأمون الجوانب.
والرئيس المصرى إختار أن يلعب مع الكبار وقد حذرناه مرارا وتكرارا؛
الغرب خداع حتى النخاع.
ولن تستطيع مهما بلغت من مكر أن تجارى مكرهم.
فالكل يمكر بالكل.
وفى النهاية الرئيس المصرى لا يملك قراره لأن صاحب المال ومصدر التمويل هو من يملك القرار.
ولكنهم يريدون الذهاب أبعد من ذلك: فهم يريدون ضمان إستثماراتهم حتى فى حالة موت الرئيس المصرى أو تغير نظامه لذا فالابقاء عليه هو خيار إستراتيجي للمصريين...
ويجب أن تستدعى هنا كلمة الرئيس المصرى فى الكاتدرائية : ((((نحن نتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف...))))
وفى النهاية ود الرئيس المصرى لو عاد به الزمن وما أخذ كل هذه الأموال من خزائن صندوق النقد الدولى ولكان حكم مصر بالطريقة الكلاسيكية المعروفة ولكن قدر الله وما شاء فعل ...