خطة إسرائيلية ضد طلاب الجامعات الأمريكية المتضامنين مع غزة

profile
  • clock 9 مايو 2024, 9:18:25 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

هناك شبكة من المواقع الإلكترونية والحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي تنفذ تفاصيل الخطة التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية لمواجهة التظاهرات في الجامعات الأمريكية المتضامنة مع غزة والتي تدين الاحتلال. تعتمد الخطة على التشويه والترهيب للمتظاهرين، بمن فيهم مشاركون أمريكيون في التظاهرات، مما يثير تساؤلات حول مدى سماح الولايات المتحدة بتنفيذ هذه الخطة ضد مواطنيها.

وتتمثل الخطة الإسرائيلية ضد طلاب الجامعات الأمريكية المناهضين للحرب في استلهامها من مشروع يحمل اسم "مشروع الفراشة"، والذي وضعته شركة إسرائيلية تضم مسؤولين سابقين في "الموساد" عام 2017، بهدف مواجهة النشطاء الذين يتضامنون مع فلسطين في الولايات المتحدة والذين يدعمون حملة المقاطعة.

خطة "التسمية والتشهير" 


ظهر الحديث لأول مرة عن خطة الحكومة الإسرائيلية ضد طلاب الجامعات في أمريكا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وذكرت حينها صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الخطة هي "استراتيجية إسرائيل ضد معاداة السامية بالجامعات الأمريكية"، بحسب وصفها.

تُشير تفاصيل الخطة إلى وجود خشية كبيرة لدى إسرائيل من حراك الجامعات، لكونها تشكل خطراً على صورة إسرائيل بالخارج لا سيما في أمريكا.

وتتضمن الخطة الإسرائيلية 6 محاور، من بينها التشهير بالمتضامنين مع غزة، ويقف وراءها وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، إيلي كوهين، الذي تم استبداله نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023، بالوزير إسرائيل كاتز، وتم تعيين كوهين كوزير للطاقة، وحينها طلب كوهين إنشاء فريق عمل بقيادة مسؤولين كبار متخصصين لتنفيذها.

تنص الخطة على نشر أسماء الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات الأمريكية الذين يتضامنون مع غزة، والتشهير بهم بغرض التأثير سلباً على فرص حصولهم على الوظائف، إضافة للتواصل مع النقابات المهنية لتجنيدها ضد المتظاهرين، وممارسة ضغوط على رؤساء الجامعات.

تراهن الخطة على الضغط على مسؤولي الجامعات، وتُشير إلى أنه في حال انخفضت فرص حصول طلابها على الوظائف (بسبب مواقفهم)، فإن الجامعات ستتحرك بشكل أكبر ضد طلابها الذين يعلنون تضامنهم مع فلسطين، وذلك خوفاً على سمعة الجامعات، وبالتالي معدل إقبال الطلاب عليها.

تتشابه هذه الخطة مع خطة وضعتها شركة الاستخبارات الإسرائيلية السابقة PSY – Group في العام 2016، وسمّتها "مشروع الفراشة"، وكان الهدف منها استهداف الناشطين في الجامعات الأمريكية، المؤيدة لحركة مقاطعة إسرائيل.

الملف داخلي للشركة مؤرخ بعام 2017، تضمن بعض التفاصيل عن الخطة، والتي تتشابه مع ما نصت عليه خطة الحكومة الإسرائيلية، ومن أبرز نقاط التشابه، استهداف الجامعات بشكل رئيسي، وتسمية المتظاهرين والتشهير بهم، وعدم ربط نفسها بالممولين أو إسرائيل.

كان من بين أبرز المسؤولين عن الخطة رام بن باراك، الذي تقلد سابقاً منصب نائب مدير "الموساد"، بحسب "نيويوركر"، وتم إغلاق الشركة في العام 2019، بعد تحقيقات أجريت حول التأثير على الانتخابات الأمريكية.

ويربط تحقيق أجرته مجلة "ذا نيشن" الأمريكية، بين "مشروع الفراشة"، وبين اجتماع سري أجراه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع رجال أعمال أمريكيين يهود، في لاس فيغاس عام 2015، وكان نتنياهو حينها قد قرر التحرك على نطاق واسع ضد المناهضين لإسرائيل بأمريكا.

شبكة للتشهير بطلاب الجامعات الأمريكية 


و هناك شبكة مقسمة إلى جزأين، الأول تديره "منظمات" عبر مواقعها على الإنترنت، والثاني حسابات على موقع "إكس"، بعضها تم إنشاؤها بالتزامن مع الإعلان عن الخطة الإسرائيلية، إلا أنه ليس معلوماً متى تم اعتماد الخطة قبل الإعلان عن تفاصيلها.

يتشابه عمل أطراف هذه الشبكة في عمليات التشهير، ووجدنا في "عربي بوست" أنها تستخدم قواعد بياناتها المختلفة لشن هجوم مشترك ضد بعض الأفراد على وجه التحديد.

ولا تربط هذه الشبكة نفسها بالحكومة الإسرائيلية بشكل مباشر، وهي بذلك تنفذ ما ورد بالخطة عن ضرورة أن لا يحمل التحرك ضد طلاب الجامعات أي رابط "مع دولة إسرائيل"، لا سيما أن طبيعة تنفيذ الخطة تحمل عملاً استخباراتياً لجمع المعلومات والتشهير واحتمال إلحاق الضرر بالأشخاص المستهدفين.

تُشهّر أطراف الشبكة على الإنترنت بالمحتجين في الجامعات، وتنشر أسماءهم وصورهم وتفاصيل شخصية عنهم، وتوجه لهم تهمة جاهزة وهي "معاداة السامية"، التي يطلقها الإسرائيليون على كل من يندد بالحرب على غزة.

مواقع إلكترونية خاصة بالتشهير 


أبرز أطراف هذه الشبكة، منظمة أمريكية تُسمى "Accuracy in Media"، ويترأسها "آدم جيليت"، وهو يهودي يعد من بين أكثر الشخصيات بأمريكا عداءً للتظاهرات بالجامعات، وتُشير البيانات المفتوحة المصدر عن مصادر تمويل هذه الشركة، بأنها تتلقى تمويلاً من عائلات يهودية ومنظمة يمينية تسمى Informing America Foundation.

أنشأ "جيليت" مواقع إلكترونية، وجعل الرابط الإلكتروني لها بأسماء طلاب جامعات أمريكية متضامنين مع غزة"، و بالاطلاع " على بعض المواقع، ووجدها تحمل أسماء طلاب جامعة "هارفارد"، وعند دخول المواقع، وجدنا صورهم ورسائل تشهيرية واتهامات بـ"معاداة السامية"، وذلك في تنفيذ واضح للخطة الإسرائيلية. 

يظهر نشاط المنظمة على شبكات التواصل أنها دفعت الأموال لترويج منشورات تشهيرية على "فيسبوك" ضد طلاب وأساتذة الجامعات، ورصد "عربي بوست" عدداً من الإعلانات الممولة خلال الأشهر أكتوبر/تشرين الأول، ونوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول 2023.

كذلك أطلقت المنظمة الأمريكية موقعاً إلكترونياً سمّته "هارفارد تكره اليهود"، ويتضمن الموقع رسالة تتهم أساتذة في "هارفارد" بأنهم "دعموا الإرهابيين"، بحسب وصف الرسالة، التي أشارت بذلك إلى من ندد بالحرب الإسرائيلية على غزة، ويتيح الموقع إرسال رسالة إلى مسؤولي "هارفارد" يطالبهم بالتصدي لمن هم ضد إسرائيل بحجة "معاداة السامية".

جاب اسم موقع "هارفارد تكره اليهود" شوارع في مدن أمريكية، عبر حملة مولتها المنظمة للتشهير بطلاب الجامعات الأمريكية وترهيبهم، وبدأت الحملة بعد أيام معدودة من بدء الحرب على غزة، وتضمنت تسيير شاحنات قرب الجامعات، وعرضت على شاشة كبيرة أسماء متضامنين مع غزة وصورهم، وكتبت عنهم أنهم "معادون للسامية". 
 

كلمات دليلية
التعليقات (0)