- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
خطير.. جيروزاليم بوست: الهجرة الفلسطينية تهدد الاستقرار بين إسرائيل ومصر
خطير.. جيروزاليم بوست: الهجرة الفلسطينية تهدد الاستقرار بين إسرائيل ومصر
- 23 يناير 2024, 12:02:41 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أنه يجب على إسرائيل أن تنتبه للحساسيات المصرية، وأن تتجنب التصريحات التحريضية، وأن تحل مسألة السيطرة على طريق فيلادلفيا بالاتفاق، خلف أبواب مغلقة، مع مصر والولايات المتحدة.
وأضافت أن حرب غزة تضع العلاقات بين إسرائيل ومصر أمام تحديات خطيرة، وأول هذه المخاوف هو قلق مصر بشأن تدفق الفلسطينيين من غزة إلى سيناء عبر الحدود المصرية.
والثاني هو مسألة مرور المساعدات الإنسانية من مصر إلى غزة عبر معبر رفح (كانت تمر من إسرائيل إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم). أما القضية الثالثة، التي برزت في الأيام الأخيرة، فتتعلق بالسيطرة على طريق فيلادلفيا، وهو طريق طوله 14 كيلومترا يشكل الحدود بين مصر وغزة.
وتابعت الصحيفة: "وتشكل احتمالات تدفق آلاف الفلسطينيين إلى سيناء مصدر قلق عميق للقيادة المصرية، التي تواصل التعبير عن معارضتها الشديدة لهذه الفكرة. وحتى وزير الخارجية الصيني، الذي زار مصر في 14 يناير/كانون الثاني، تم حشده للتعبير عن إدانته لمثل هذه الخطوة.
وأثارت التصريحات غير المسؤولة وغير الضرورية للمسؤولين الإسرائيليين الشكوك المصرية حول وجود خطة إسرائيلية سرية لطرد الفلسطينيين من غزة.
أبرز القضايا التي تثير قلق مصر خلال الحرب بين إسرائيل وحماس.
وهناك ثلاث قضايا تكمن وراء مخاوف مصر في هذا السياق: الخوف من دخول إرهابيي حماس إلى أراضيها تحت ستار مدني، والأفكار الداعية إلى ضم الأراضي المصرية إلى غزة بعد نزوح سكانها الفلسطينيين؛ والاتهامات العربية بأن مصر بذلك تساعد إسرائيل فعلياً على طمس المشكلة الفلسطينية.
أما الموضوع الثاني: المساعدات الإنسانية لغزة. وتتحدث وسائل الإعلام المصرية بشكل متكرر عن عدد الشاحنات وكمية المعدات التي يتم نقلها يوميًا إلى قطاع غزة، لإظهار إخلاص مصر الصادق للقضية الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، فإنها ترد بقسوة على الانتقادات الإسرائيلية الضمنية لمصر لعرقلتها وتأخير مرور المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأخيرا، ظهرت مسألة السيطرة على طريق فيلادلفيا في الأيام الأخيرة، بعد أن أعلن نتنياهو أن الطريق «يجب أن يكون في أيدينا». لقد أخلت إسرائيل الطريق كجزء من خطة فك الارتباط عن غزة في عام 2005. وكان هذا قراراً مثيراً للجدل، اتخذه إلى حد كبير وزير الدفاع شاؤول موفاز دون استشارة الجيش.
لقد فاجأ قرار إسرائيل بإخلاء الطريق مصر، مما أدى في النهاية إلى تعديل معاهدة السلام التي سمحت لمصر بنشر 750 من أفراد شرطة الحدود (بدلاً من 650 شرطيًا المسموح بهم بموجب اتفاقية السلام لعام 1979) لحراسة الحدود على طول طريق فيلادلفيا.
وبعد سيطرة حماس على غزة في صيف 2007، تزايدت عمليات التهريب عبر الأنفاق التي أقيمت تحت هذا الطريق. وقد اشتكت إسرائيل للمصريين وقدمت معلومات محددة عن التهريب، لكن المصريين لم يسارعوا إلى التحرك.
ولذلك ناشدت إسرائيل الولايات المتحدة ممارسة الضغط، لكن المشكلة لم تحل بشكل مرض. في إحدى وثائق ويكيليكس، نُقل عن رئيس الشاباك يوفال ديسكين تنبأه، في عام 2008، أنه عاجلاً أم آجلاً سيتعين على إسرائيل غزو غزة لتفكيك قدرات حماس الإرهابية، والاستيلاء على الجزء الجنوبي من قطاع غزة، ووضع حد للتهريب. .
في الواقع، تطلب الأمر ثلاث عمليات عسكرية إسرائيلية ضد حماس: الرصاص المصبوب (2009)، وعمود الدفاع (2012)، والجرف الصامد (2014) حتى يتمكن الرئيس عبد الفتاح السيسي من التصدي بجدية لتهديد الأنفاق. ومع ذلك، فشلت الإجراءات المصرية في إغلاق الممرات بشكل محكم، كما يتضح من كمية أسلحة وذخائر حماس التي اكتشفتها القوات الإسرائيلية حتى الآن خلال الحرب.
إن اكتشاف إسرائيل لحجم أنفاق حماس الممتدة على مئات الكيلومترات تحت غزة يزعج مصر ــ ومن المرجح أن يحفز تعاونها مع إسرائيل في منع التهريب.
وتشير مصادر مختلفة إلى أن محادثات تجري وراء الكواليس حول هذه المسألة جارية بين إسرائيل ومصر والولايات المتحدة.
ولكن المشكلة الرئيسية تكمن في حقيقة مفادها أن الحكومة المصرية لا تستطيع أن تظهر وكأنها انسحبت من فيلادلفيا أو تنازلت لإسرائيل، وخاصة بعد تنازل إسرائيل عن السيطرة على الطريق في اتفاق عام 2005. وقد انتقد أحد البرلمانيين المصريين بالفعل تصريحات نتنياهو ووصفها بأنها “هجوم صارخ على اتفاق السلام”.
لدى كل من إسرائيل ومصر مصلحة استراتيجية في السلام. وكما ذكرت وثيقة ويكيليكس في عام 2009، فإن الدولتين "لهما عدو مشترك: حماس". وعلى الرغم من الرأي العام المعادي لإسرائيل والتصريحات السياسية التحريضية بين الحين والآخر، انتهج السيسي سياسة معتدلة ورصينة في التعامل مع إسرائيل، حتى أنه امتنع عن استدعاء سفيره ــ على عكس رد فعل مصر خلال حرب لبنان عام 1982 وانتفاضة 2000-2004.
لذلك يجب على إسرائيل أن تنتبه للحساسيات المصرية، وأن تتجنب التصريحات التحريضية، وأن تحل مسألة السيطرة على طريق فيلادلفيا بالاتفاق، خلف أبواب مغلقة، مع مصر والولايات المتحدة.