- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
خط البصرة شلامجة.. مصلحة استراتيجية لإيران وتهديد للسعودية والكويت وميناء الفاو
خط البصرة شلامجة.. مصلحة استراتيجية لإيران وتهديد للسعودية والكويت وميناء الفاو
- 8 سبتمبر 2023, 11:20:07 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلطت صحيفة "إيكونوميست" الضوء على إنشاء خط سكة حديد جديد يربط بين مدينة البصرة العراقية وشلامجة) الإيرانية، مشيرة إلى أهمية المشروع بالنظر إلى أن العوائق الجغرافية والسياسية التي تحول دون إنشائه بدت أمراً لا يمكن التغلب عليه لأكثر من قرن من الزمان.
وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن النظرة لاستحالة المشروع تعود إلى تقسيم شط العرب، الممر المائي الذي يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات، لحدود إيران والعراق، التي تمثل أيضًا خط صدع ثقافي بين العالمين العربي والفارسي، ولطالما كانت مصدرًا للصراع على مدى آلاف السنين.
ولذا فضلت القوى العظمى، التي قامت ببناء خطوط السكك الحديدية إلى العراق في أوائل القرن العشرين، قطع جبال طوروس في تركيا، وعبور النيل في مصر، وعبور الصحاري السورية بدلاً من مواجهة أي طرق عبر إيران.
لكن خط السكة الحديد الجديد لن يكون بكل هذا الطول، وهذه هي قوة الجذب التي تتمتع بها إيران، حيث وعد العراق بسد الفجوة البالغة 32 كيلومتراً التي تفصل بين خطوط السكك الحديدية بحلول عام 2025 لإتمام المشروع.
وفي الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري، وضع رئيس الوزراء العراقي، محمد السوداني، ونائب الرئيس الإيراني، محمد مخبر، حجر الأساس لخط السكك الحديدية، في البصر، جنوبي العراق، وفي غضون 18 شهراً، سيستخدم الخط 3 ملايين شخص.
ومن خلال امتداده على الحدود، من المتوقع أن يوفر الخط طريقًا سريعًا إلى المواقع السياحية الرائدة في العراق، والمقامات الشيعية المقدسة في كربلاء والنجف، وأن يسهل التجارة في آسيا الوسطى ثم إلى الصين من خلال إعادة ربط العراق بطريق الحرير الذي قطعه الحكم البعثي عنه.
وسيستفيد الإيرانيون أيضا من المشروع، إذ ستقوم حكومتهم بتوسيع خطوط النقل إلى جيرانها السبعة من أجل تجاوز العقوبات والعزلة الغربية.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعادت إيران فتح خط السكة الحديد إلى أفغانستان، وهناك خط آخر يربط إيران بالصين عبر تركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان.
وتعمل إيران أيضًا على إنشاء خط بطول 164 كيلومترًا إلى الحدود مع أذربيجان، وبمجرد اكتماله يمكنها أن تكون بمثابة جسر روسيا إلى المحيط الهندي عبر ميناء بندر عباس.
ومن شأن الامتداد الجديد إلى العراق أن يعزز التجارة الثنائية، التي يعتقد المسؤولون الإيرانيون أنها ستصل إلى 12 مليار دولار هذا العام، ويوفر رابطًا إلى اللاذقية، الميناء الواقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا.
لكن المشروع ليس سعيدا لكل الأطراف، فالتجار العراقيون يشعرون بالقلق من توقف حكومتهم عن تطوير ميناء الفاو، وأن تستخدم ميناءً إيرانياً بدلاً منه، وهو ما عبر عنه عامر عبدالجابر إسماعيل، وزير النقل العراقي السابق، بقوله: "يجب أن نعيد فتح خطوط السكك الحديدية من البصرة إلى تركيا وأوروبا. نحن فقط نخدم أجندة إيرانية وسورية بدلا من ذلك".
فيما يخشى العرب من أن يؤدي خط السكة الحديد إلى دفع العراق إلى المزيد من الارتماء في أحضان إيران، وترفضه الكويت، التي اقترحت ربط السكك الحديدية من العراق بموانئها، منذ فترة طويلة.
كما فتح السعوديون خط سكك حديدية قريبا من الحدود العراقية، العام الماضي، وينتظرون العراقيين لبناء امتداده على أراضيهم.