تكبير الخط تصغير الخط

تعرض أليكسي موسكاليوف، الأب الروسي الذي رسمت ابنته في المدرسة صورة مناهضة للحرب الروسية على أوكرانيا، لانتقادات لاذعة من الكرملين، الأربعاء 29 مارس/آذار 2023، لكنه حظي بتأييد من يفغيني بريغوجين رئيس مرتزقة "فاغنر" الروسية العسكرية الخاصة. 

كان موسكاليوف قد هرب لتجنُّب إرساله إلى مستعمرة عقابية، وخضع الرجل لتحقيق من الشرطة العام الماضي، بشأن الصورة المناهضة للحرب التي رسمتها ابنته ماشا، وأثارت قضيته صدى واسع النطاق في جميع أنحاء روسيا وخارجها، منذ وضع الأب رهن الإقامة الجبرية في مارس/آذار 2023، ونقل ابنته إلى دار لرعاية الأطفال.

حدث تطور جديد في القضية الثلاثاء 28 مارس/آذار 2023، عندما اختفى موسكاليوف من منزله خلال الليل، قبل ساعات من الحكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة تشويه سمعة القوات المسلحة الروسية.

ازداد التفاعل حول قضيته، بعدما نشر رسالة من ماشا البالغة من العمر الآن 13 عاماً، لوالدها الذي يربيها بمفرده، وطلبت منه ألا يستسلم وحثته على "الإيمان والحب والأمل".

رداً على سؤال لأحد المراسلين، أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إلى أن موسكاليوف كان أباً سيئاً، وعبَّر عن أسفه لما سماه "الوضع المؤسف للغاية فيما يتعلق بأداء الآباء والأمهات لواجباتهم".

كان اللافت حدوث تدخُّل مفاجئ من رئيس "فاغنر" الملقب بـ"طباخ بوتين" والذي وصف الحكم على موسكاليوف بأنه "غير عادل، خصوصاً في ضوء حقيقة أن ابنته ماشا ستضطر إلى أن تعيش في دار للأيتام".

طلب بريغوجين من المدعي العام مراجعة الحكم، وطلب أيضاً السماح لمحامي "فاغنر" بالعمل مع دفاع موسكاليوف.

من جانبه، قال فلاديمير بيلينكو محامي موسكاليوف، في تصريح لوكالة رويترز، إنه يؤيد كلا الطلبين حتى لو لم يكن يعلم يقيناً دوافع بريغوجين، وقال: "أنا مستعد لقبول أي مساعدة من شأنها أن تساعد موكلي".

في وقت لاحق من اليوم الأربعاء، رفض زعيم "فاغنر" بريغوجين في رسالة صوتية قصيرة مليئة بالشتائم، فكرة أن موقفه تُحركه "طموحات سياسية".

الصورة التي رسمتها ابنة موسكاليوف وأثارت غضب السلطات – مواقع التواصل

رسمة أثارت غضب السلطات

كان موسكاليوف البالغ من العمر 54 عاماً، قد أثار انتباه السلطات في أبريل/نيسان 2022؛ بعدما رسمت ابنته ماشا (12 عاماً آنذاك)، صورة في المدرسة تُظهر صواريخ روسية تسقط كالمطر على أم وطفلها.

اتصل مدير المدرسة بالشرطة، التي بدأت تتبُّع نشاط موسكاليوف على الإنترنت، وفرضت عليه غرامة بسبب تعليقات تنتقد الجيش الروسي، ثم تم التحقيق معه للمرة الثانية في ديسمبر/كانون الأول 2022؛ للاشتباه في تشويه سمعة القوات المسلحة، وهي جريمة بموجب القوانين التي تم تمريرها بعد وقت قصير من غزو روسيا لأوكرانيا العام الماضي.

السلطات الروسية تعاقب من يبدي رفضه للحرب على أوكرانيا – رويترز

لا يُعرف مكان موسكاليوف حالياً، وقال دميتري زاخفاتوف، وهو محامٍ حقوقي، الأربعاء 29 مارس/آذار 2023، إن موسكاليوف كان على اتصال به، وأرسل إليه نسخة من رسالة كتبتها له ماشا من دار رعاية الأطفال حيث تعيش منذ أوائل مارس/آذار 2023.

كتبت الابنة في الرسالة: "مرحباً أبي، أطلب منك ألا تمرض وألا تقلق. الجميع طيبون معي، أحبك جداً وأعرف أنك غير مذنب في شيء. أنا معك دائماً وموقنة بأن كل ما تفعله صواب".

وكتبت الرسالة بدقة على ورق مسطر، وأنهتها بقولها "أحبك" باللغة الإنجليزية، و"أنت بطل".

يُذكر أن الجيش الروسي أطلق في 24 فبراير/شباط 2022، ما سماها "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات على موسكو من قِبل دول الغرب، التي واصلت دعمها العسكري لأوكرانيا دون توقف، بعد مرور أكثر من عام على الهجوم.