- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
دلالات زيارة طحنون بن زايد إلى طهران
دلالات زيارة طحنون بن زايد إلى طهران
- 8 ديسمبر 2021, 8:17:43 ص
- 855
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، توجه مستشار الأمن القومي الإماراتي "طحنون بن زايد" إلى طهران والتقى الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي"، وهي زيارة نادرة تشير إلى تغير في حسابات الإمارات فيما يتعلق بعلاقة أكثر واقعية مع إيران من أجل الفوائد الأمنية والاقتصادية.
وقال "رئيسي" إنه يرحب "بتحسن العلاقات مع الإمارات"، مشيرا إلى أن "طحنون" دعاه لزيارة الإمارات. ولم تشر وسائل الإعلام الإماراتية التي تديرها الدولة إلى هذه الدعوة، لكنها قالت إن الجانبين ناقشا "تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
وتشير تحركات الإمارات إلى نهج أكثر براجماتية فيما يتعلق بعلاقاتها الإقليمية، وذلك من أجل ضمان أمنها في مواجهة التهديدات المتغيرة.
وفي الأشهر الأخيرة، اتخذت الإمارات أيضًا خطوات لإصلاح علاقاتها الدبلوماسية مع تركيا وقطر، حيث زار ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" إسطنبول للمرة الأولى منذ عقد من الزمان، وزار "طحنون" الدوحة للمرة الأولى منذ 4 سنوات.
ولا تزال أبوظبي تختلف مع بعض السياسات التي تتبناها الحكومات التركية والقطرية والإيرانية، وبالتحديد دعم قطر وتركيا للإسلام السياسي ونفوذ إيران الإقليمي الواسع في أماكن مثل سوريا والعراق. لكن تحركات الإمارات لتخفيف التوترات مع هذه الدول تشير إلى أنها لم تعد تنظر إلى مثل هذه الاختلافات على أنها عائق أمام التعاون الدبلوماسي.
كما يشير ذلك إلى اعتراف أبوظبي بأن الافتقار إلى حوار ثنائي مع القوى الإقليمية الأخرى يجعل من الصعب عليها معالجة القضايا التي تؤثر بشكل مباشر على المصالح الإماراتية.
ومع تحول التركيز الأمني للولايات المتحدة إلى التهديدات التي تشكلها الصين، فإن الانسحاب المستقبلي المحتمل للقوات الأمريكية من شبه الجزيرة العربية يهدد بجعل دول مجلس التعاون الخليجي أكثر عرضة لتهديدات إيران التي شاركت في مضايقات بحرية للسفن التجارية والعسكرية في الخليج العربي.
ومن شأن الخطوات الدبلوماسية بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي أن تساعد في التخفيف من هذا التهديد وتوفر مسارًا للتهدئة في حالة نشوب صراع.
وبالنسبة للإمارات، يساعد الحوار مع إيران في تقليل خطر الاستهداف في حال نشوب صراع إقليمي أكبر. وتعد إيران التي تمتلك برنامجا نوويا وآخر للصواريخ الباليستية من بين أهم المخاوف الأمنية في أبوظبي.
وإذا وافقت إيران على أي تنازلات بشأن برنامجها النووي في المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة (والتي استؤنفت مؤخرًا في فيينا)، فسوف يساعد ذلك في تسريع التقارب الإماراتي الإيراني. لكن إنشاء خط اتصال مع إيران قد يمكّن الإمارات من طرح هذه القضايا مباشرة مع طهران، بغض النظر عن نتيجة تلك المفاوضات.
ويمكن أن يساعد تحسين العلاقات الثنائية أيضًا في التخفيف من خطر أن تصبح هدفًا لسلوك طهران العدواني خاصة بعد تحرك الإمارات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل - أحد أكبر خصوم إيران - العام الماضي.
ويمكن لعلاقة أكثر براجماتية أن تعمق التعاون التجاري والاقتصادي بين الإمارات وإيران حيث يشترك البلدان في تاريخ يمتد لقرون من تبادل البضائع عبر الخليج، كما أن العديد من الشركات الإيرانية البارزة لها وجود في الإمارات، لا سيما في دبي.
لكن العقوبات الساحقة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" على طهران حدت بشدة من التجارة بين الإمارات وإيران في السنوات الأخيرة، ما أجبر حكومة الإمارات على طرد العديد من الشركات الإيرانية. ويمكن لعلاقة دبلوماسية أقوى أن تساعد في إعادة تنشيط العلاقة بين الشركات الإيرانية والإماراتية.
يمكن أن يؤدي هذا التعاون الاقتصادي المتزايد في نهاية المطاف إلى اتجاه أبوظبي لزيادة الضغط على الولايات المتحدة لرفع بعض العقوبات عن طهران للسماح بمزيد من الأنشطة التجارية المفيدة للطرفين.
المصدر | ستراتفور