ديفيد هيرست: بلير دعا مشعل لزيارة لندن.. وحظر حماس لا يمنع لقاء قادتها

profile
  • clock 20 نوفمبر 2021, 9:47:55 م
  • eye 501
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

دعا رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "توني بلير" رئيس حركة "حماس"  آنذاك "خالد مشعل" لزيارة لندن لإجراء محادثات تهدف إلى التوسط في إنهاء حصار غزة.

وتم تقديم الدعوة خلال سلسلة من الاجتماعات بين الرجلين عندما كان "بلير" يعمل كمبعوث للجنة الرباعية المعنية بالشرق الأوسط وبعد أن استقال من المنصب الدبلوماسي في مايو/أيار 2015.

ومن المحتمل أن تكون التفاصيل حول تعامل "بلير" مع قادة حماس بمثابة إحراج للحكومة البريطانية التي أعلنت يوم الجمعة عن خطط لحظر حركة المقاومة الفلسطينية وتصنيفها كمنظمة إرهابية.

كما أن هذه التفاصيل ستشكل معضلة للزعيم الحالي لحزب العمل البريطاني "كير ستارمر" (الذي أعرب عن دعمه القوي لإسرائيل وإعجابه بـ"بلير") عندما يُعرض الحظر المقترح على مجلس العموم يوم الأربعاء.

وتم اقتراح موعد محدد لزيارة لندن في يونيو/حزيران 2015 خلال المحادثات بين "بلير" و"مشعل" في الدوحة في وقت سابق من ذلك العام. وذكر موقع "ميدل إيست آي" في ذلك الوقت أن "بلير" التقى "مشعل" 4 مرات على الأقل في العاصمة القطرية.

وقالت مصادر لموقع "ميدل إيست آي" إن "بلير" ومسؤولين آخرين دفعوا "مشعل" إلى فهم أن الدعوة لزيارة لندن كانت دعوة رسمية قُدِّمت بمعرفة رئيس الوزراء البريطاني آنذاك "ديفيد كاميرون" والمسؤولين الأمريكيين.


لكن حماس، التي تسيطر على غزة منذ انتخابات عام 2006 رفضت الدعوة. وأخبرت مصادر موقع "ميدل إيست آي" أن مسؤولي "حماس" كانوا منقسمين حول قبول الدعوة من عدمه.

ورأى البعض في الزيارة فرصة للدعاية للقضية الفلسطينية وفرصة لـ"حماس" للضغط لرفعها من قائمة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي. لكن آخرين كانوا قلقين من الانجرار إلى عملية أوسلو الفاشلة، ومن صلات "بلير" بالإمارات والرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي".


وفي ذلك الوقت كانت "حماس" تستعد لنشر وثيقتها السياسية بعد مراجعة ميثاقها لعام 1988 لإنشاء دولة فلسطينية في حدود عام 1967. وعرض "بلير" نقل مسودة الوثيقة إلى واشنطن ولكن "مشعل" رفض العرض.

وتم تعيين "بلير" مبعوثًا للجنة الرباعية المعنية بالشرق الأوسط والمكونة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، بعد فترة وجيزة من تنحيه عن رئاسة الوزراء في عام 2007.

وبالرغم أن مهام الرباعية تشمل الوساطة في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط وتمهيد الأرضية لإقامة دولة فلسطينية، إلا أنها ترفض التعامل مع "حماس" لأنها لا تعترف بإسرائيل وبسبب التزامها بالكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وبعد ترك منصبه في الرباعية، أعلن "بلير" في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 أنه سيواصل حملته من أجل التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وفلسطين وقال إن وضعه الجديد يسمح له بإجراء مناقشات صريحة مع جميع الأطراف.

وردا على سؤال في ذلك الوقت عن تقارير لقاءاته مع "مشعل" قال "بلير": "لن أعلق سوى بالقول إن ما وجدته منذ مغادرة منصب الرباعية هو أنه كان من الأسهل إجراء محادثات صريحة جدا".

كما أعرب عن أسفه في عام 2017 لاستبعاد المملكة المتحدة ودول غربية أخرى "حماس" من طاولة المفاوضات ودعم الحصار الإسرائيلي لغزة. واعترف "بلير" أن المملكة المتحدة حافظت على حوار غير رسمي مع "حماس".

وقال "بلير" للصحفي "دونالد ماكنتاير" في تعليقات أوردتها صحيفة "الجارديان": "بالنظر إلى الماضي، أعتقد أنه كان يجب علينا منذ البداية محاولة جر حماس إلى حوار وتغيير مواقفهم". لكن من الواضح أن الأمر كان صعبًا للغاية، فقد عارضه الإسرائيليون بشدة.


وذكر "ماكنتاير" أن "بلير" أجرى أيضا محادثات مع "إسماعيل هنية" خليفة "مشعل" في رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس. وقال "ميدل إيست آي" إن "بلير" التقى بقادة حماس 7 مرات على الأقل مع استمرار المحادثات في كثير من الأحيان إلى وقت متأخر من الليل.

وحضر مسؤولون بريطانيون آخرون اجتماعات "بلير" مع "حماس" في الدوحة، وهو مؤشر آخر على أن حكومة المملكة المتحدة كانت على علم تام بالمحادثات. كما انتقد مسؤولون آخرون في عهد "بلير" استبعاد "حماس" من المفاوضات الهادفة إلى تأمين السلام في الشرق الأوسط.

وفي عام 2017، قال "جاك سترو"، وزير الخارجية البريطاني في عهد "بلير"، أنه أُقيل من المنصب في عام 2006 بعد أن أعرب عن دعمه للمحادثات مع "حماس" وذلك في تصريحات غير رسمية للصحفيين.

وقال في مؤتمر "ميدل إيست مونيتور" في لندن "أنا غير سعيد بمقاطعتنا لحماس. لقد تحدثت بشكل غير رسمي مع بعض الصحفيين في الرياض في أوائل عام 2006 وقلت إنه يجب أن نتحدث مع حماس"، مضيفًا أن " قال لي البعض أنه تم إقصائي من منصب وزير الخارجية بسبب هذه التصريحات".

وأدانت "حماس" يوم الجمعة خطط حكومة المملكة المتحدة لإعلان الجناح السياسي للحركة كمنظمة إرهابية. وقد تم حظر الجناح العسكري للحركة "كتائب عز الدين القسام" في المملكة المتحدة منذ عام 2001.


وقالت الحركة في بيان "مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة بما في ذلك المقاومة المسلحة حق مكفول للشعب تحت الاحتلال كما نص عليه القانون الدولي".


وأضاف البيان: "بدلاً من الاعتذار وتصحيح خطيئتها التاريخية بحق الشعب الفلسطيني سواء في وعد بلفور المشؤوم أو الانتداب البريطاني الذي سلم الأراضي الفلسطينية للحركة الصهيونية، فإن بريطانيا تدعم المعتدين على حساب الضحايا".

إن حظر حماس في المملكة المتحدة لن يمنع بالضرورة عقد اجتماعات أخرى بين "بلير" أو مواطنين بريطانيين آخرين ومسؤولي "حماس".

وتشير الملاحظات التفسيرية للمدعين العامين، الذين يدرسون ما إذا كان يجب معاقبة شخص ما بسبب لقائه مع أعضاء جماعة إرهابية معينة، إلى أن "الاجتماعات الحميدة" توفر دفاعًا قانونيًا ,وتشمل الأمثلة على "الاجتماعات الحميدة" الاجتماعات التي تستهدف تشجيع جماعة معينة على المشاركة في عملية سلام أو تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.

المصدر | ديفيد هيرست/ ميدل إيست آي



التعليقات (0)