- ℃ 11 تركيا
- 11 فبراير 2025
د. أسعد جودة يكتب: بلا مساحيق.. المشهد الفلسطيني بين السيولة اللأخلاقية.. والفوضى الممنهجة
د. أسعد جودة يكتب: بلا مساحيق.. المشهد الفلسطيني بين السيولة اللأخلاقية.. والفوضى الممنهجة
- 10 فبراير 2025, 11:29:11 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أعلنت" إسرائيل" ومعها أمريكا وحلفاءها فرنسا بريطانيا المانيا ايطاليا وأخرين حربا عالمية؟! استمرت ٤٧٠ يوم على قطاع غزة المحتل عمليا والمحاصر جوا وبرا وبحرا منذ ما يزيد عن سبعة عشر عام والذي تمثل مساحتة من فلسطين التاريخية المغتصبة سوى ١% .
على أثر حدث في يوم السابع من اكتوبر عام ٢٠٢٣ أطلقت عليه كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية حماس عملية "طوفان الأقصي" ردا" على كل التمادى فى استباحة المسجد الأقصى والشروع فى هدمه، والتوغل فى عمليات الاستيطان والزحف والحديث عن ضم الضفة والقدس واستحضار فكرة الترانسفير واستمرار حصار غزة ووافقتها والتحقت بها سرايا القدس فورا ولاحقا كل فصائل المقاومة والذى جاء متوجا لما قبله من منازلات كان آخرها "سيف القدس"والتى جسدت وحدة الساحات قولا وعملا، فدخول حزب الله الشامخ وفتح جبهة اسناد من اليوم الثاني للحرب، وقاتل ببسالة منقطعة النظير تهجر مئات الألوف من شمال فلسطين الى الوسط وكان لجبهة الاسناد أثر كبير فى تعزيز وصمود وعطاء غزة، وحتى بعد شن نتنياهو الحرب وفعل فعلته من هجومة الألكتروني وتبعه باغتيال قادة بارزين فى الحزب وعلى رأسهم سيد المقاومة حسن نصر الله وخلفه السيد صفى الدين اعتقد العدو أن هذا سينهي الحزب ويكون أول بداية لانهاء محور الشر بتعريفه، ولما رأى الثبات والأداء الأسطورى سارعت أمريكا وفرنسا بارسال المبعوثين لبحث وقف النار، وظل اليمن الأشم معطاءا وصامدا وقدم مشهدية أذهلت العالم فى ايصال رسائل أن حرب البحار والممرات المائية ستخلق أزمات اقتصادية تؤثر على كل العالم ،والجمهورية الاسلامية لا كلت ولا وهنت فى دعمها واسنادها وايضا كسرت معادلة الردود من خلال الحلفاء الى الرد المباشر والموجع للكيان ووضعت ثابت جديد فى التعامل هذا يعتبر من افضل نتائج الحرب لها،والعراق التى ظلت تقدم بكل امكاناتها وأوجعت باسنادها.
عملية "طوفان الاقصى" كانت من حيث الاعداد والتنفيذ عمل محكم ومعجز واستثنائي ،نجح فى تحطيم كل الهالة المحيطة بالكيان من الجهوزية الاستخبارتية الفائقة، وقوة الردع والمهابة، والقناعات الراسخة بأن الحرب تكون على أرض الخصم والحروب خاطفة وسريعة والنصر الساحق دوما محقق ،ناهيك عن عقدة البقاء والأمان لمجتمع لمم من بقاع العالم.
أعلن الكيان وحلفاءه أهدافا علنية سحق المقاومة حماس والفصائل وتحرير الأسرى بدون مفاوضات ، ازاحة حماس من المشهد السياسى ، والبقاء فى غزة لحين ترتيب وضع ادارى كما صرح نتنياهو لا فتح ستان ولا حماس ستان ،وشرق أوسط جديد ،وتدمير وسحق محور الشر.
النتيجة بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ هل حقق هذا التحالف العالمي أهدافة المعلنة او الغير سوى احداث دمار مرعب على كل الصعد وارتكاب مجازر يندى لها جبين الإنسانية جمعاء الذى يدعى الحرية ويتغني بحقوق الانسان،قتل ما يزيد عن خمسين ألف جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن وجرح ما يزيد عن مئة ألف مصاب ناهيك عن ألاف المفقودين والأسرى ومجاز شل الحياة الصحية والمعيشية حرب التجويع وحرب اخراج المشافى من الخدمة ولا حرمة لكل مراكز الايواء الأممية وغيرها واجبار ملايين من الشعب بالنزوح من مكان لمكان بحثا عن الأمان المفقود ، ومعلوم أن الحرب بين قوى غير متكافئة ولا متناظرة.
الواقع يؤكد والأحداث تشهد وتصر يحات قادتهم تؤكد أن المخاسر كبيرة ومرعبة ووفقا لتصريحات "رسمية نُسبت إلى إيال زامير، رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، فقد قُتل 6000 ضابطًا وجنديًا وأُصيب 15,000أصابات خطيرة مما يجعلهم غير قادرين على الخدمة العسكرية لاحقا000 ،12 الف جروح خفيفة وهذه الأرقام لم تخسرها من عام ١٩٤٨ م"، خلال معركة "طوفان الأقصى.
هذا على مستوى البشر أيضا على مستوى البنية اللوجستية من معدات عسكرية يقول زامير نحتاج الى عشر سنوات لتعويض خساراتنا فى المدرعات والأليات ناهيك عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التى تعصف بهم وتبديد السردية التى قامت عليها دولة الكيان أنها ضحية النازية والهولو كوست، بل عادت منبوذة ومصاصة دماء فى العالم ومطلوب من قادتها للمثول أمام محكمة الجنايات الدولية كمجرمى حرب وابادات جماعية او بيئية Genocide
Ecocide.
النهاية الرضوح لشروط المقاومة والجلوس للمفاوضات بشأن الرهان ووقف الحرب.
فى ظل هكذا معادلات شعب تحت احتلال يستطيع الصمود ويكبد العدو هذه المخاسر ،يأتي المأفون ترامب الذى أنزل نتنياهو عن الشجرة والزمه بتوقيع الاتفاق ،بدأ بخلط الأوراق وأراد بتصريحات بهلوانية أن يحدث حالة من السخرية وتسخيف وطمس وتمييع الذى حصل من غزة العملاقة التى أسمعت العالم كله مدى حقارة ووضاعة أمريكا ومعه الدول الكبرى وهى لم توقف الدعم بالسلاح الفتاك للحظة بل عطلت كل عمل المنظمات الأممية، تذبح شعب من الوريد للوريد يبحث عن حريته وكرامته وتحرير وطنه هل يوجد ابشع من هذا السقوط الأخلاقي المدوى من تبنى بلده لحرب الابادة ،وللهزيمة النكراء لدولة الكيان المصنفة أنها الأكبر قوة فى المنطقة ، ويطلق قنابل صوتية فارغة بنزع ملكية غزة وترحيل السكان تارة للأردن وأخرى لمصر وأخرى الى أماكن أخرى فى العالم،هذا ليس عمل صدفي بل عمل مدروس وخلق حالة فوضي ممنهجة وشغل العالم بالبدء بالتفكير ماذا تعمل لو حول طاووس العصر تصريحاته الى خطط وبرامج عمل.
على مستوى المشهد الفلسطيني الرسمي وأنظمة العرب والمسلمين ،مواقف ملتبسة وهزيلة وجزء ارتضى أن يكون مشارك بطريقة وأخرى ،اذا هكذا فعل من مقاومة بدونكم فعلت كل هذا ،للأسف السلطة تتحدث عن حكم غزة واقصاء حماس وكأنها قدر الشعب أن تحكمه وللأسف بخلفية اعتراف الشرعية الدولية و اتفاق ليس فقط أثبت عقمه بل أفرغ القضية من مضمونها وحول السلطة الى مهام وتعاون أمني ورغم هذا كل تجد أيادى المقاومة ممدودة لبدء صفحة جديدة وتجاوز كل الماضى وتعتبر أن وحدة الشعب الفلسطيني وقواه هو الضمان الحقيقي لاسترادد الحقوق عدا عن كونها فريضة شرعية وضرورة وطنية والمنظمة تطبق اتفاقات موسكو او بكين وتبدأ مرحلة جديدة من العمل والشراكة الوطنية الحقيقية.
موقف منظمة التعاون الاسلامي من البداية للنهاية أقرب للمتفرج ولم تمارس أى ضغط للجم الكيان وتوظيف عناصر القوة لديها وعمليا تستطيع أن يكون لها صدى وموقف وتأثير وهذا يؤسس لحجز مكان فى ظل التحولات الكبرى القادمة ،ويحسب لدول مثل مصر وقطر أن بذلت جهود مضنية للوصول الى الهدن التي قد تفضي لوقف الحرب المسعورة. ختاما الذى حصل من تاريخ السابع من اكتوبر لعام ٢٠٢٣ هو نقطة تحول استراتيجية فى مرحلة تاريخية ستشهد صعود وهبوط امبراطوريات وهذا الكيان مهما نفخ فى صورته مصيرة الزوال والتفكك لأن ما اقترفته يداه لن يغفر له وهو مشروه غازى طارئ وحفر نهايته بيديه والمسألة فقط وقت ،وكل من يراهن على الصلح والتطبيع مع الكيان يراهن على السراب والوهم وعلى نمر من كرتون.