د.إبراهيم حبيب يكتب: من الصعب أن تتحول الحرب الروسية في أوكرانيا إلى حزب استنزاف

profile
  • clock 11 مارس 2022, 8:27:47 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ثمّة من يعتقد بأن أمريكا نجحت في جر روسيا إلى حرب استنزاف في أوكرانيا وأنها ستعمد إلى تزويد الاخيرة بالمال والسلاح والدعم الدولي لاستنزاف القوات الروسية وانهاكها وفي المقابل تُشدد أمريكا من عقوباتها الاقتصادية القاسية على موسكو لتركيعها واثارة الشعب الروسي وخصوصاً قيادات الجيش والاثرياء على الرئيس بوتين لازاحته عن السلطة، وهي محاولة أمريكية للمزج بين الجيل الرابع والخامس من الحروب

فهل يا تُرى ستنجح أمريكا في ذلك؟

في اعتقادي أن الأمر ليس بهذه البساطة وبالتالي من غير المرجّح أن تنجح أمريكا في خطتها لتحويل الحرب في أوكرانيا إلى حرب استنزاف لـروسيا لعدة أسباب، هي:-

1- بوتين ليس غبياً لدرجة أن يدخل هذه الحرب وهو يعلم حجم التحديات التي تواجهه. فهو رجل مخابرات مُخضرم وصاحب نهضة روسيا الحديثة وبالتالي يعرف ما يفعل. 2- لا تزال القوات الروسية تستخدم القوة العاقلة في حربها ضد الجيش الأوكراني بحيث تُقلل قدر الامكان من الخسائر البشرية للشعب الأوكراني لأنها تريد أوكرانيًا أرضاً وشعباً وبالتالي لا تُرِيد أن تخلق حالة عداء دائمة بين الشعبين الروسي والأوكراني الذين هم بالاساس شعب واحد وأصحاب دين واحد ومذهب واحد.

3- يُدرك بوتين أن حرب الاستنزاف في أوكرانيا قد تؤدي إلى صراعات داخلية في روسيا ستؤثر عليه وقد تُطيح به من السلطة؛ لذلك بعد مرور يومين على الحرب طلب من رئيس هيئة الاركان الاستراتيجية وضع القوة النووية في حالة الجهوزية للاستخدام لردع الغرب عن التدخل في الحرب ويبدو أن الولايات المتحدة لم تفهم الرسالة. 4- لا تريد أمريكا الاعتراف بالمتغيرات العالمية في موازين القوى ويعزُّ عليها النزول عن عرشها الذي تربعت عليه منذ أكثر من ثلاثين عاماً. لذلك ستبقى تُقاتل وتُناور حتى لا تُشعر العالم بهرمها وشيخوختها وهو ما قد يؤدي إلى ارتكابها لأخطاء سياسية وعسكرية ضد روسيا تكون نتائجها كارثية عليها.

وعليه نتوقع الآتي: 

في حال لم تستسلم أوكرانيا ولم تقبل بالمطالب الروسية واستمرت حرب الاستنزاف الامريكية للقوات الروسية  فإننا سنشهد تحولاً كبيراً لعمليات الجيش الروسي خلال أيام فمن المتوقع أن يستخدم الجيش الروسي القوة الغاشمة وفي بعض المناطق القوة الساحقة لحسم المعركة، ومن المتوقع أن يستخدم الجيش الروسي أسلحة تكتيكية غير تقليدية للقضاء على المرتزقة الاوربين والقومين الأوكران على غرار ما فعلت القوات الأمريكية إبان احتلالها لأفغانستان عام 2001 وكذلك لحسم المعارك في مطار بغداد إبّان احتلالها للعراق عام 2003، لكل ذلك نعتقد أن مجريات الحرب ستتغير بعد منتصف مارس الجاري، ومن المُتوقع أن  تتسع رُقعتها وتُصبح أكثر خطورة إذا ما اشتد الضغط على بوتين. 

كلمات دليلية
التعليقات (0)