-
℃ 11 تركيا
-
22 أبريل 2025
د. رامي أبو زبيدة يكتب: تحليل_عسكري عودة عمليات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التأثير والتداعيات
د. رامي أبو زبيدة يكتب: تحليل_عسكري عودة عمليات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التأثير والتداعيات
-
18 أبريل 2025, 7:22:52 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
شهد قطاع غزة في الآونة الأخيرة عودة ملحوظ في عمليات المقاومة الفلسطينية، تجلى ذلك بوضوح في الإعلانات الصادرة عن كتائب القسام وسرايا القدس بشأن تنفيذ عدد من العمليات ضد القوات الإسرائيلية
تشير هذا العمليات إلى تصعيد محتمل في وتيرة أو فعالية عمليات المقاومة خلال هذه الفترة، مما قد يعكس تغييرًا في تكتيكات المقاومة أو زيادة في قدراتها ومقابلة الضغط العسكري الإسرائيلي بعمليات استنزاف وقتال حرب العصابات.
طبيعة العمليات: تتضمن العمليات الأخيرة التي أعلنت عنها الفصائل الفلسطينية مجموعة متنوعة من التكتيكات، بما في ذلك:
اشتباكات مباشرة مع جنود الاحتلال، أدت إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.
عمليات قنص استهدفت جنودًا إسرائيليين في مواقع مختلفة.
استخدام العبوات الناسفة لاستهداف الآليات والأفراد الإسرائيليين.
كمائن داخل الأنفاق المفخخة لاستدراج القوات الإسرائيلية وإيقاع الخسائر بها.
تفجير المنازل المفخخة عند دخول القوات الإسرائيلية إليها.
استهداف المركبات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك الدبابات والجرافات، باستخدام القذائف والعبوات الناسفة.
إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية في غلاف غزة وخارجه.
الاستيلاء على طائرات إسرائيلية بدون طيار.
مواقع القتال:
تركزت العمليات المعلن عنها في عدة مناطق داخل قطاع غزة، مما يشير إلى اتساع جبهة القتال. تشمل هذه المناطق:
خان يونس، وخاصة المناطق الشرقية مثل الفراحين والمناطق الجنوبية مثل قيزان النجار.
رفح، بما في ذلك المناطق الشرقية ومنطقة أبو الروس.
بيت حانون في شمال قطاع غزة.
حي الشجاعية في شرق مدينة غزة.
جباليا في شمال قطاع غزة.
المناطق القريبة من محور "نتساريم" في وسط قطاع غزة.
غلاف غزة ومدينة سديروت، التي استهدفت بالصواريخ.
الأهداف:
يبدو أن الأهداف الرئيسية لهذه العمليات هو إلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي وتدمير معداته العسكرية، بالإضافة إلى إظهار قدرة المقاومة على العمل والتأثير على الرغم من الحصار والعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة. كما أن استهداف المستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ يهدف إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية والتأثير على الرأي العام الإسرائيلي.
تكتيكات المقاومة
من خلال رصد العمليات الأخيرة تعمد المقاومة للعمل في مجموعات صغيرة واستهداف الجنود الإسرائيليين بعناية لتحقيق أقصى قدر من الخسائر واستخدام أسلحتهم لفترة أطول. توفر هذا التكتيكات العملياتية للمقاومة، التركيز على تحقيق أقصى قدر من التأثير بأقل قدر من الموارد.
هذه التكتيكات للمقاومة تثبت فعاليتها في تعقيد العمليات الإسرائيلية وزيادة تكلفة عدوانها وهذا يعني أن المقاومة تكييف استراتيجياتهما وتكتيكاتهما استجابة للصراع المستمر.
التكتيكات العسكرية الإسرائيلية
يعتمد الاحتلال على الاغتيالات المستهدفة واستخدام الاستهداف عن بعد، وهو ما يشير إلى تحول نحو تقليل نشر القوات البرية لتقليل خسائرها مع الاستمرار في محاولة إضعاف المقاومة مع الحفاظ على الضغط العسكري على غزة.
التحليل العسكري
العمليات الأخيرة للمقاومة تعكس قدرتها على الابتكار والتكيف مع ظروف الحرب، وتطوير تكتيكاتها لمواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي. في حين يواصل الجيش الإسرائيلي التركيز على تهجير السكان بالقوة والضغط على. الحاضنة الشعبية.
كلما تقدم الاحتلال في العمليات البرية الإسرائيلية برزت قدرة المقاومة اعلى الاشتباك في قتال متلاحم واستخدام العبوات الناسفة.
التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة هي بمثابة اختبار لقدرات المقاومة، في حين أن استراتيجية المقاومة الدفاعية. هي تجنب المعارك غير الناجحة والحفاظ على الموارد، مع الأخذ في الاعتبار احتمال عدم التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار. تبعث العمليات الأخيرة برسالة مفادها أن المقاومة موجودة وستقاتل عندما تراه مناسبًا المقاومة وتتجنب المواجهة المباشرة في المناطق المفتوحة حيث تكون عرضة للنيران الإسرائيلية.
السيناريوهات المحتملة والتوقعات المستقبلية:
مزيد من التصعيد في العمليات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك هجوم بري أوسع أو زيادة استخدام القوة الجوية.
جمود مطول مع فترات متقطعة من التصعيد وخفض التصعيد.
تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بسبب استمرار العدوان والقيود المفروضة على المساعدات.
احتمال امتداد الصراع إلى مناطق أخرى في المنطقة.
تداعيات سياسية داخلية في إسرائيل بسبب استمرار الصراع والخسائر.
استمرار المقاومة في تكييف تكتيكاتها واستراتيجياتها لمواجهة الأعمال العسكرية الإسرائيلية.
إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بوساطة دولية، يحتمل أن يتأثر بالوضع العسكري على الأرض.
الخلاصة:
تمثل العمليات الأخيرة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تطورًا مهمًا في مواجهة الضغط العسكري الإسرائيلي وتشير طبيعة هذه العمليات وتوزيعها الجغرافي إلى قدرة متجددة للمقاومة على الاشتباك مع القوات الإسرائيلية وتحدي سيطرتها في مناطق مختلفة من القطاع.
هذه العمليات ليست مجرد رد فعل تكتيكي، بل تعكس استراتيجية تهدف إلى التأثير على مسار المناورة العسكرية الإسرائيلية، وإلحاق خسائر بالقوات الإسرائيلية، والتأثير على الرأي العام الإسرائيلي، وإفشال خطط قيادة الإحتلال.
الأسباب والدوافع وراء هذا التصعيد معقدة ومتعددة الأوجه، وتشمل الديناميكيات التفاوضية، والاستراتيجيات العسكرية المتغيرة لكلا الجانبين، والسياق الإقليمي الأوسع. من المرجح أن يستمر الوضع في التطور، مع وجود سيناريوهات محتملة تتراوح بين استمرار الصراع المكثف والجمود المطول، مع إمكانية التوصل إلى تهدئة جديدة بوساطة دولية في نهاية المطاف.








