د. غسان الشامي يكتب: غزة خمسون ألف شهيد.. وحرب الإبادة الجماعية مستمرة

profile
د. غسان مصطفى الشامي كاتب فلسطيني
  • clock 14 أبريل 2024, 4:40:40 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تستعر حرب الإبادة الجماعية وتشتد نيرانها بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة والقدس المحتلة، بل وتتصاعد هذه الحرب ضد الإنسانية جمعاء وتدخل شهرها السابع ليقترب عداد الشهداء الأبرار الأطهار خمسون ألف شهيد وشهيدة بينهم من هم تحت الركام وأنقاض المنازل المدمرة حيث وصل عدد الجرحى والمصابين 170ألف جريح ومصاب ومبتوري أطراف بينهم أكثر 15ألف إمرأة شهيدة، وقرابة عشرة آلاف طفل فلسطيني من بين الشهداء والمئات المئات من أفراد من الطواقم الطبية، وصحفيين وطواقم الاغاثة والعمل الاجتماعي وفرق الهلال الأحمر ومنظمة غوث وتشغيل اللآجئين الأونروا.

فيما ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من  500 مجزرة إبادة جماعية خلال أشهر الحرب_ بحق المدنيين والأبرياء والنساء والأطفال والشيوخ والمسنين، وقامت قوات الاحتلال بالتركيز في مجازرها وجرائمها على المستشفيات والمراكز الصحية أبرزها مجازر مستشفى الشفاء بغزة ومستشفى الأهلي المعمداني حيث تم استهداف المستشفى وقتل أكثر من 800فلسطيني في هذه الجريمة المشهودة، ثم ارتكبت قوات الاحتلال جرائم ومجازر في مستشفى ناصر بخانيونس ومستشفى كمال عدوان شمال القطاع.

كما استخدم الجيش الاسرائيلي في هذه الحرب جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل المحرمة دولية، والفسفور، وأسلحة وقنابل تزن أطنان أطنان من المتفجرات والمواد الخطرة؛ حيث قدر حجم المتفجرات التي ألقيت على قطاع غزة خلال 7 شهور من الحرب حجم قنبلة نووية أطلقتها العصابات الحربية على قطاع ساحلي صغيرة ومدينة صغيرة بحجمها الجغرافي وكبيرة بأهلها وناسها وأبطالها، وكبيرة بصمودها وثباتها وهي تتحدى أعتى جيوش العالم وتتحدى جيوش من كافة جنسيات العالم ممن يدعمون الكيان الصهيوني.

إنها غزة يا سادة لوحدها مدينة الأساطير التي تواجه البارجات العسكرية والمدمرات والأساطيل الأمريكية وأكثر من 300 ألف جندي احتلوا المدينة بريا ودخلوها حارة حارة وشارع شارع؛ ولكن لم يحصلوا على شيء سوى الذل والعار والهزيمة والموت الزؤام في أزقة غزة وبوابات أحيائها الصامدة؛ لتصبح غزة أيقونة النضال العالمي والصمود الأسطوري في مواجهة الجيش الأمريكي الاسرائيلي البريطاني الفرنسي الألماني بكل عدتهم وعتادهم.

إن الكيان الاسرائيلي في ورطة كبيرة، وقد غرق في أوحال غزة ولم يحقق أي شيء أو أية أهداف عسكرية من حربه المجنونة والمسعورة على غزة، وقد انقلب السحر على الساحر، وها هي (إسرائيل) محاصرة وتوسم بوسم الاجرام العالمي وهي تركب في كل ساعة جرائم إبادة جماعية بحق الانسانية - ها هي إسرائيل المزعومة تورط وستورط العالم والمجتمع الدولي (الظالم) بل وتدخل في حروب إقليمية واسعة؛ حيث ولاتنام واشنطن والبيت الأسود  ولا تنام لندن ولا تنام باريس - من أجل حماية (إسرائيل) الشيطان الأكبر في العالم -وهم جميعا يقفون على أرجلهم من أجل مواجهة الحرب الاقليمية التي قد تحدث ضد الكيان الإسرائيلي- بعد قصف مقر السفارة الايرانية في دمشق بل إن الغرب الظالم كله أصبح على أهبة الاستعداد للتأهب للدفاع عن الكيان لمواجهة الحرب الاقيلمية الواسعة.

حتى إن الرئيس الامريكي جوبايدن ورئيس المخابرات CIA والاستخبارات الأمريكية ومدير العمليات العسكرية في الجيش الأمريكي والمنطقة الوسطى قطعوا إجازاتهم وأرواحهم ونومهم وأوقاتهم الهنية وسعادتهم من أجل الدفاع عن الكيان الصهيوني المسخ.

بل صنعت الدول الغربية جسور من  الطيران الجوي والبري العسكري على مدار الساعة بين الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء مع الكيان لإرسال جنود لإسرائيل  لحمايتها والحفاظ على حياتها الدنيئة في الوطن العربي السليب.

حيث يمكث هذه الأيام في ( تل أبيب) المئات المئات من القيادات العسكرية الإجرامية من الأمريكيين لمتابعة ما يحدث في الميدان والتأهب للدفاع عن الكيان - بعد استهداف السفارة الايرانية وإعلان طهران أنها (سترد) على الهجوم الاسرائيلي - بل طلبت اسرائيل الاغاثة والمساعدة ممن تسميهم (حلفائها وأصدقائها في المنطقة) للوقوف بجانبها وحمايتها من الحرب الإقليمية عليها.

كل هذا يحدث للكيان الصهيوني من خوف وفزع ورعب بسبب غزة وصمود غزة وشهداء غزة وباسلة وكرامة أهل غزة الصابرون الأحرار الأبرار وصخرة غزة الكأداء العصية على الانكسار .. حتى ان المظاهرات في أوروبا وغيرها دعما لفلسطين والقضية الفلسطينية باتت في إزدياد يوما بعد يوما وقد سئم العالم إسرائيل وجرائمها بحق الفلسطينين والعالم والانسانية جمعاء ؛ بل أن اسرائيل المجرمة  فقدت ما تتغنى فيه من (سمعتها ومكانتها) في العالم بسبب مجازر وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

إن غزة وهي تقترب من مائتي يوم من حرب الإبادة الجماعية أثبتت للعالم كله بصمودها وكبريائها على مدار  أن الحقوق والثوابت والمبادئ الفلسطينية في الدفاع عن الأرض والعرض وشرف الأمة والإنسانية لاتضيع وستبقى غزة محطة الدفاع عن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، وستبقى غزة الصخرة التي تتحطم عليها كافة المؤامرات على شعبنا وقضيتنا الفلسطينية وثوابتنا المقدس؛ ولو كلف الأمر الملايين الملايين من الشهداء والأرواح والقلوب والأفئدة ومن أجل الكرامة والفداء لهذه الأرض الطيبة فلسطين.

إلى الملتقى

التعليقات (0)