د.غسان مصطفى الشامي يكتب: رمضان غزة.. حرب الجوع والإبادة الجماعية أين الضمير العالمي الإنساني؟

profile
د. غسان مصطفى الشامي كاتب فلسطيني
  • clock 16 مارس 2024, 10:04:25 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تتواصل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق غزة الجريحة وأهلها حيث حصدت أكثر من 40ألف شهيدا، و حصدت مجاعة الحرب أرواح قرابة 30 طفلا قتلهم الجوع والجفاف وقلة الطعام والشراب والدواء، ونجم عن هذه الحرب 180ألف جريحا ومصابا ومبتورا للأطراف السفلية والعلوية، كما نتج عن الحرب تشريد ونزوح أكثر من مليون وثلمائة ألف نازح ومشرد يعيشون في الخيام يلتحفون والأرض ويستترون السماء وسط البرد القارس وأجواء البرد القارسة

أين العالم من هذه الحرب؟؟ وأين الضمير العالمي الإنساني ؟؟ أين الأحياء في هذا العالم ( الظالم ) أين هم ؟؟  وأين محكمة العدل الدولية؟؟ وأين قضاة العالم الذي يلبسون بزة القضاء وهي بريئة منهم ؟؟؟ أين مؤسسات حقوق الإنسان؟؟ وما يسمى نفسه المجتمع الدولي؟؟ أين هؤلاء كلهم من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الإسرائيلي في شهرها السادس على قطاع غزة ذا المساحة الجغرافية الصغيرة تبلغ مساحتة 360 كيلومترمربع ويقطنه أكثر 2.5 مليون إنسان _ ومن أكثر مناطق العالم كثافة سكانية_ يعيش الناس في غزة الموت في كل دقيقة، تسقط على رؤوسهم أطنان أطنان المتفجرات البراميل المتفجرة التي ساوت بحجمها قنبلة نووية، تسقط القنابل على روؤس أهل غزة الأبرياء أمام مرأى ومسمع العالم، والمجتمع الدولي والشاشات الإعلامية، ومساحات الفضاء والتواصل الاجتماعي الزرقاء... أين الضمير الإنساني من الدبابات والطائرات الاسرائيلية الأمريكية التي قتلت و تقتل الآلاف من الضعفاء والمساكين والمشردين بل وقتلتهم وهم ينتظرون ساعات أمام قوافل المساعدة الانسانية وكيس الطحين، الذي بالكاد يسد رمق الأطفال لتصبح لقمة العيش مغمسة بالدماء والأشلاء.

أين أمتنا وأحرار العالم من حرب الإبادة في غزة وهم الآن في شهر رمضان الكريم يبتهجون وينعمون بزينة رمضان وأوقاته، ويحتفلون ويتسامرون في طعام السحور والإفطار بل موائدهم ملئ بما لذا وطاب من الطعام، والناس فس غزة جوعى قتلتهم الحرب وضربت أطنابهم ومضاجع نومهم وسكينة أطفالهم؛ وحيث أكل الناس في قطاع غزة أوراق الشجر ونبات الأرض وطعام ( الدواب والحيوانات ) أعزكم الله_ متى يصحو الضمير الإنساني من غفلته؟؟ ومتى يصحو الناس والامة في شهر رمضان الكريم من غفلتهم والناس في غزة يموتون من القصف والجوع والإبادة حيث سجلت وزارة الصحة استشهاد 30 طفلا ورضيع بسبب الجوع وأحوال الجفاف التي تضرب غزة؛ ولا أحدثكم هنا عن أسعار المواد الغذائية في غزة والتي بالكاد تجدها، عندما يصل سعر كيس الطحين (25 كيلو) إلى  1000 دولار أمريكي كيف يعيش الناس ويتدبرون.

أين صارت هذه الأحداث ونحن في العام 2024...أين هذه الأرقام من أعداد الموتى والجوعى وحياة الضنك الشديد في شهر رمضان المبارك ؟؟؟..والعالم اليوم بأسره شاهد عيان ويتفرج على المقتلة الكبرى والمحرقة العظمى في التاريخ البشري الحديث.

إننا يا سادة في قطاع غزة نعيش أحداث وساعات المقتلة الكبرى بحق أكثر من  (2.5مليون ) إنسان في غزة ..أين حقوق بني آدم والانسان في الحياة والعيش الكريم التي تتغنى بها المواثيق الأممية ونظريات المجتمع الدولي الظالم والمواثيق والمبادئ المعلنة من قبل هيئة الأمم اللامتحدة؟؟ أين المبادئ الإنسانية التي يتغنى بها المنظرين والمنظرات أصحاب الحناجر تلعالية وربطات العنق والقمصان الفاخرة من رجال المجتمع الدولي والمحامين والحقوقيون والنشطاء من المشتغلين في مؤسسات حقوق الانسان والهيئات الاممية الدولية، أين هؤلاء من اتفاقيات ومذكرات حقوق المواطنة والتعايش و( المساواة) والحياة الكريمة.

أين ما تسمى بين مزدوجين مؤسسات ومنظمات حقوق المرأة وهيئاتها والنساء الأمميات صاحبات ( اتفاقيات سيدوا) مما يحدث بحق النساء الفلسطينيات القاصرات والحوامل والمسنات والمريضات في غزة وهن يتعرضن لأبشع أساليب للقتل والتعذيب وحالات العنف الجسدي والإهانة الجسظية والنفسية والمعنوية_ وحتى  الاغتصاب والتهديد.

أين مؤسسات المرأة ( الحرة)  في هذا العالم ومؤسسات الجندر الحقوقية ومنظمات المرأة والأمومة والطفولة بالعالم من استشهاد أكثر من عشرة آلاف إمرأة وطفلة وصبية، أما عدد الجريحات من النساء وذوات الأمراض النفسية فعددهن يصل إلى (100 إمرأة وطفلة ) أو يزيد على هذا العدد _ نظرا لعدم الوصول لأرقام رسمية مؤسساتية بسبب تدمير الاحتلال الاسرائيلي للمؤسسات والمراكز الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني وبسبب انقطاع الاتصالات وخطوط الكهرباء والاتصالات..أين العالم الحر والإنساني مما تعيشه غزة تعيش في ظالم دامس وتقطع عنها الكهرباء والاتصالات وماء الشرب وكافة إمدادات الحياة الطبيعية ..أين ضمير الأمة والضمير الإنساني.

ألا يكفي يا سادة هذه الحرب الطويلة المتعبة التي تمضي في شهرها السادس تقتل وتفتك بالأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ والفتيان، وهم يعيشون شهر رمضان الكريم المبارك ولا يجدون فتات الخبز ويصومون صوما فوق صيامهم .. بل وتؤصد وتغلق  عليهم كافة المعابر والأبواب _ إلا باب الرحمن الكريم المنان_ كيف يحيون أهل غزة وكيف يعيشون ويتدبرون أيام رمضان بين الركام وحطام المنازل.. بل و أين يصلون ويقيمون شعائرهم الدينية في شهر رمضان المبارك ولم يتبق مسجد أو مصلى إلا قصفته الطائرات الإسرائيلية ودمرته بالكامل؛ وهناك مساجد دمرتها الطائرات العدوانية على روؤس المصلين _ حتى الكنائس تم قصفها وتدميرها وخير مثال ما حدث في الكنيسة الأرذثوكسية في غزة التي قصفت مع قصف المستشفى المعمداني .

هذه الكلمات من كاتب المقال الشاهد الحي على الجريمة الانسانية وحرب الإبادة الجماعية والمقتلة التاريخية الكبرى بغزة، ونحن نسطرها بأقلامنا لكي يشهد التاريخ على جريمة القرن والحرب بحق أهل غزة ونسائها وأطفالها وشيوخها ...يا سادة يا أحرار العالم أيها المتشدقون بحقوق الإنسان والديمقراطية ومبادئ الانسانية الدولية أيها المطبلون على الشاشات وصفحات العالم الأزرق ومنصات الإكس والواي والزد..أين أنتم مما يحدث في غزة .. خرست ألسنتكم وأصبحتم عاجزين حتى عن الدفاع حتى عن كيس الطحين، ولقمة العيش المغمسة بالدماء، لماذا هذا العجز الأممي والدولي عما يحدث في قطاع، حتى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدولي والمنظومة الحقوقية العربية كلهم كلهم وعلى رأسهم أمريكا العظم والعجوز اللعين المهترئ الشيطان الأكبر ( بايدن) وجماعتهم القتلة اللصوص من إدارته المجرمة  لم يستطيعوا أن يحققوا هدنة إنسانية في غزة ..كلهم شهود على جريمة العصر والقرن والمقتلة الكبرى في غزة.

يا سادة العصر والزمان غزة الجريحة المكلومة الصامدة منذ 6 شهور وشهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمودة، ستتوقف عن المناشدات للعالم النساني اللاحر والضمير الميت والأمة العجوز المشغولة المأزومة داخليا .. وستلم غزة العزة الصامدة _  أمرها لربها الجبار المنتقم وبارئها، ولن تنكسر وتنهزم إرادة غزة ..وستبقى غزة عبر التاريخ والأزمان مقبرة للغزاة وستبقى غزة وممرا لثوار الأحرار والفاتحين لأرضنا الفلسطينية المباركة، وستبقى غزة عنوان الصمود  والكرامة والشجاعة والتحدي في وجه العدو الصهيوني ومجازره..وستبقى غزة والصخرة الكأداء التي تتحطم عليها كافة المشاريع والمؤامرات الدولية والأممية الخبيثة ومشاريع التوطين والتهجير وابتشريد اللعينة؛ وسيبقى أهل غزة العزة  صادمون مرابطون ثابتون على أرضهم متمسكون بحقوقهم الأصيلة، وثوابتهم وعدالة قضيتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس .
إلى الملتقى


[email protected]

التعليقات (0)