- ℃ 11 تركيا
- 25 نوفمبر 2024
د. غسان مصطفى الشامي يكتب: فلسطين وشعبها العظيم في وداع الشهيد الباسل الأسير ناصر أبو حميد
د. غسان مصطفى الشامي يكتب: فلسطين وشعبها العظيم في وداع الشهيد الباسل الأسير ناصر أبو حميد
- 23 ديسمبر 2022, 2:37:07 م
- 412
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يوم حزين عاشته فلسطين بالأمس على وقع نبأ استشهاد عميد الأسرى في سجون الاحتلال القائد الكبير أسطورة السجون والزنازين الأسير البطل ناصر أبو حميد، الذي استشهد في سجون الاحتلال الصهيوني جراء سياسة التعذيب، وممارسة الإهمال الطبي بحقه وبحق جميع أسرانا البواسل في سجون الاحتلال وزنازينه وأقبيته.
إن هذا المحتل الظالم الذي يواصل القتل المتعمد بحق أكثر من 6 آلالاف أسير في السجون الإسرائيلي؛ وربما فيما هذا المقال أبدئه بالترحم على الشهيد البطل أبو حميد، وأتقدم لفلسطين وشعبها العظيم بنعي هذا الأسير البطل؛ وأعان الله خنساء فلسطين والدة الشهيد أم ناصر التي تحدت وصبرت وصمدت في وجه المحتلين، وهي أم الشهداء عبد المنعم وناصر، وأم الأسرى ناصر ( 7 مؤبدات) ونصر وشريف ( 4 مؤبدات)، ومحمد مؤبدين وإسلام مؤبد؛ لقد كانت أمنيتها الوحيد أن ترى الشهيد ناصر قبل أن يموت في سجون الاحتلال الصهيوني، وكانت دوما تناشد وتطالب العالم والمؤسسات الدولية أن يسمحوا لها برؤية ولدها الشهيد ناصر.
وفي هذا المقال أقتبس بعضا من كلمات خنساء فلسطين والدة الشهداء والأسرى أم ناصر حيث قالت :" الاحتلال لم يستطع النيل من ناصر بمحاولات الاغتيال المتعددة، واستغلوا اعتقاله لينالوا منه، ولكن هيهات هيهات، ناصر معنوياته عالية وسينتصر على المرض، وإذا أراد الله له الشهادة أتمنى أن يستشهد في فلسطين في الأرض التي ناضل من أجلها وأن أكون إلى جواره، لا أريد أن يستشهد ابني بين أيديهم أو أن يضعوه في ثلاجة الموتى.".
لقد كان بالأمس يوما فلسطينيا حزينا وهي تودع الأسير البطل ناصر أبو حميد؛ وقد ودع الشهيد أبو حميد فلسطين وشعبها العظيم بكلماته الأخيرة التي رسمت الدرب والطريق نحو مواصلة الجهاد ومواصلة مقاومة الاحتلال حتى تحرير أرضنا من دنس المحتلين؛ وقال في كلماته الأخيرة : أنا ذاهب إلى نهاية الطريق، ولكن مطمئن وواثق بأنني أولاً فلسطيني وأنا أفتخر، تاركًا خلفي شعب عظيم لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى، وأنحني إجلالاً وإكبارًا لكل أبناء شعبنا الفلسطيني الصابر وتعجز الكلمات عن كم هذا المشهد فيه مواساة ؛ وأنا مش زعلان من نهاية الطريق لأنه في نهاية الطريق أنا بودع شعب بطل عظيم، حتى التحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي وأنا سعيد بلقائهم".
إن أقلامنا ترتجف وكلماتنا تتبعثر أمام هذه الكلمات الشامخات وأمام صمود وباسلة أبطال السجون وأسرى الحرية؛ وهم يسطرون أسمى معالم الصبر والصمود والفداء ويواجهون أقسى وأجرم أساليب التعذيب والإجرام في سجون الاحتلال الصهيوني.
وما أن أعلن خبر استشهاد الأسير البطل ناصر أبو حميد؛ عجز قلمي وعجز لساني وتجمدت أفكاري عن الكتابة؛ وعن الوصف، وماذا أكتب عن الأسرى؟؟ وماذا أكتب عن الأسير ناصر ؟؟ وكيف أنعاه وهي الحر الطليق ونحن الأسرى؟؟ وما هي الكلمات والحروف التي تفي بحقه ؟؟ وهو تعرض للقتل العمد والتعذيب الشديد أمام مسمع ومرأى العالم وأمام جلسات الأمم المتحدة التي تنادي بالحقوق والديمقراطية ( الزائفة) .
لقد واجه الأسير الشهيد ناصر أبو حميد ظروفًا صحية قاسية جرّاء الإصابات التي تعرض لها برصاص الاحتلال الصهيوني ، حتّى ثبت منتصف العام2021 إصابته بسرطان في الرئة، حيث تم إهماله عمدا من قبل سلطات السجون ولم يتم تقديم العلاج اللازم له، ولم يسمح لأهله والأطباء بزيارته أو الاطلاع على حالته، وواصل الأسير أبو حميد صموده رغم مرضه الشديد في مواجهته القتل البطي إلى أن أعلن استشهاده صباح أمس؛ وتعرض لأطول ملاحقة ومطاردة من قبل الاحتلال عام 2002م، حيث قامت سلطات الاحتلال بهدم منزل عائلة أبو حميد (5) مرات، فيما قضى في سجون الاحتلال أكثر من (30) سنة، وتعرض لحكم عسكري قاسٍ حُكم عليه بالسجن المؤبد (7) مرّات و(50) سنة.
إننا اليوم ككتاب ومحللين سياسيين لا تسعفنا الكلمات والعبارات في الحديث عن أسرى الحرية، عن جنرالات الصبر والصمود، عن الرجال الذين ضحوا وأفنوا زهرات شبابهم في سجون وزنازين الاحتلال الصهيوني؛ أننا كلماتنا نفدت وعباراتنا توقفت أمام صبرهم وصمودهم في سجون الاحتلال؛ ولا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، ونسأل الله الرحمة وجنات الخلد للشهيد ناصر وكافة شهداء فلسطين الأبطال، ونسأل الله الفرج القريب والعاجل لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات في سجون الاحتلال.
إلى الملتقى ،،