- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
د.محمد خليل صالح يكتب: تقدير موقف
د.محمد خليل صالح يكتب: تقدير موقف
- 27 مايو 2022, 8:29:21 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بناء على المعطيات الكثيرة والتصريحات المتكررة والاستعدادات الأمنية والتعاون بين الأجهزة الشرطية والأمنية والجيش من جانب الاحتلال سواء إعلاميين أو مسؤولين في الكيان المحتل وحديث عن السيادة على القدس وتداعيات ذلك إذا تم تغيير المسار إعلان حرب مبكرة ورسائل رعية مبكرة؛ لكن بناء على قراءتي للمشهد والنفسية والضغوطات الداخلية والخوف من المغامرة والمفاجأة منا نتائج الحرب هناك رغبة موجودة في البحث عن حل لمنع التصعيد واشهال فتيل الحرب، وان الكيان يسعى عبر الوسطاء بإيجاد مخرج لهذه المعضلة ، وأن استشعار حكومة بينت خطورة التراجع على مستقبلها والمفاضلة بين السيناريوهات؛ فهي تتمنى من الوسطاء إقناع المقاومة وحماس بعدم الانجرار إلى تفاعلات عاطفية و الا النتائج لن تكون مرضية للجميع.
مع أني أرى في ضعف وتردد في اتخاذ القرارات وفي التدخل الأمريكي وفحص مسار مسيرة الأعلام نوع من الضغط على اسرائيل لإيجاد بدائل أو تعديل على مسار المسيرة حتى لا تنفجر الاوضاع؛ لكن وضع الكيان الداخلي لا يسمح بأي تغيير والا سقطت الحكومة بانسحاب أعضاء من اليمين وهذا سوف يخفف من الضغط الأمريكي على حكومة بينت ووزير جيشها غانتس.لا ينسي بينت وأعضاء حزبه انه بناء على الاتفاقية الداخلية التي تقول اذا تم إسقاط الحكومة بانسحاب وزراء من اليمين تنتقل المرحلة الانتقالية إلى لبيد وهذا ما لا ترغب فيه أحزاب اليمين لان احتمال تشكيل حكومة من أول انتخابات للكنيست شبه مستحيلة أو غير مضمونة ما يعني استمرار المرحلة الانتقالية للوزير لبيد رئيس حزب يش عتيد حزب الوسط العلماني.
أن تضاريس الخارطة السياسية والأمنية في الكيان معقدة جدا ووعرة وأي قرار منها غير محسوب قد يسقط لذلك يطلب من حماس والمقاومة ضبط ردة الفعل لمستوى إلا تقوم المنطقة في حرب تترك الخيار للضفة الغربية وأراضي المحتلة في 48 المدن العربية للانتفاضة من الداخل، وشل أعمال الحكومة والاستعدادات العسكرية والامنية والتأثير على مسار مسيرة الاعلام من خلال الاضطرابات الداخلية، واشغال الأمن على حساب امن مسيرة الأعلام. عدم الرغبة من الأطراف في الانجرار الى مواجهة واسعة مع قطاع غزة؛ تمنح فرصة البحث عن مخرج؛ يمنح الطرفين فرضية إعلان الانتصار على الآخر.
ومع ذلك فرضية الحرب محتملة، لانها تتوقف على تطورات الميدان العسكرية، والاستفزاز الإسرائيلي وسلوك المستوطنين وزعماؤهم خاصة بن غفير .لا شك ان الحفاظ على الحكومة أولوية قصوى للائتلاف، لكن البعد الشخصي و والعمل على الأمان السياسي في المستقبل؛ من أعضاء الأحزاب تدعهم يتصرفون بنظرية الكلاب المنفردة؛ حماية المستقبل السياسي لكل واحد منهم بغض النظر عن انعكاس ذلك على الحزب؛ خاصة أعضاء حزب يمينا رئيس الحكومة بينت. احتمال سقوط الحكومة وتشكيل حكومة وطنية لا يتعدى ال 50% لكن هذه مخاطرة الائتلاف الحاكم في الكيان المحتل وحماية الحكومة اذا أجرت للحرب قد تلجأ إلى تكتيك الأرض المحروقة في قطاع غزة لتعويض الخسارة السياسية والعنوية وفرض معادلة السيادة على القدس، وفي هذه الحالة قد تشهد المنطقة تداعيات وتطورات في الموقف بفتح حبات متعددة ويجد حزب الله فرصة لتغيير الواقع السياسي اللبناني و الرد على حرب اسراىيل السرية سواء على الأراضي الايرانية أو السورية و إعادة الحرب الى العمق في الاراضي المحتلة .
ومع ذلك نحن أمام مشهد يمتاز بالفوضى الخلاقة سياسيا وأمنيا، وهو جزء من التطورات السياسية والأمنية عالميا وإقليميا.
السؤال خارج نطاق تقدير الموقف الذي قد يغير الواقع المستنفر: هل عدم رغبة الإدارة الأمريكية بإنفجار الوضع، وترتيب الأوضاع والعلاقات في الشرق الأوسط، والتقدم في ملف التطبيع لمصلحة الكيان؛ سيغير موقف الكيان المحتل من مسيرة الاعلام قبل حلول موعدها الأحد القادم؟.