- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
د.محمد خليل مصلح يكتب : الحسابات السياسية في الكيان الصهيوني
د.محمد خليل مصلح يكتب : الحسابات السياسية في الكيان الصهيوني
- 3 أبريل 2022, 6:09:55 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا أظن أن أصحاب القرار في الكيان المحتل سواء السياسي والأمني يرغب بأخذ أي قرار بالحرب أو المواجهة المفتوحة مع المقاومة في قطاع غزة وذلك لأسباب ودواعي كثيرة
منها الاولى : ماهو خارجي مرتبط بالمتغيرات والتطورات الإقليمية والدولية أوالجغرافية السياسية .و منها الثانية: الداخلية المرتبطة بالكيان مباشرة الأمنية والسياسية.
اما الخارجية..
اولا : فهي تتطلب تهيئة البيئة لاقامة العلاقات الأمنية والسياسية؛ التطبيع و خلق المجال الحيوي للكيان مع دول الإقليم خاصة الخليج؛ في مواجهة التهديد الإيراني و الحوثيين والحركات الإسلامية في المنطقة، وهذا يتطلب معادلة سياسية أمنية في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي؛ كما يتبلور في حدوده الدنيا و النأي المتعمد لدول التطبيع عن القضية الفلسطينية .
ثانيا : خشية الاحتلال من المقاربة مع الحرب الروسية الأوكرانية، و تصنيف الاعتداء على غزة بما يجري في أوكرانيا جرائم حرب؛ المجتمع الدولي لم يعد ياقبل أو د أن يتسامح مع أي جرائم حرب لأي دولة، والكيان لم يعد خارج هذه المقاربة او يمكن حمايته والتغطية على جرائمه؛ و الإدارة الأمريكية تعد تلك هامش التمييز في المواقف و توفر للكيان بيئة سياسية وقانونية منحازة لمبرراته الامنية المتعلقة بالتهديد الوجودي.
صفرية المعادلة العسكرية
كل الحروب السابقة على قطاع غزة لم تسفر عن نتائج أمنية أو ردع عسكري دائم، أو على مستوى اضعاف الإرادة والقرار والدوافع المعنوية والايديولوجية للمقاومة الفلسطينية، بل العكس زادت من ثقة المقاومة في نفسها وإمكانياتها في إدارة المعركة وخوضها بكفاءة وخبرة افضل من السابق، واكتساب الخبرات العسكرية والسياسية على صعيد المفاوضات غير المباشرة لفرض التهدئة.
اما الدواعي الداخلية
اولا: غياب الحلول السياسية في الأيديولوجية الصهيونية للصراع وهذا أسس التهديد للاستقرار وحماية الوجود اليهودي؛ لأنه يحمل في طبيعته بل يدفع إلى ابقاء، وإشعال الصراع في المنطقةمع الفلسطينيين ومحور المقاومة جبهة الشمال و الجولان.
ثانيا: اجندة الدبلوماسية الصهيونية في الحكومة؛ تثبيت فرضية أن الكيان الاسرائيلي؛ كيان طبيعي تتقبله دول المنطقة وهو جزء من الأمن الاقليمي في مواجهة التهديد الخارجي، وأنه ركيزة في الاستقرار في مواجهة العدو المركزي ايران ودول محور المقاومة والحركات السياسية الاسلامية حزب الله وحماس الجهاد الإسلامي و الحوثيين في اليمن .
ثالثا: تهميش القضية الفلسطينية و فرض تكتيك تقليص الصراع مع الفلسطينيين؛ تمرير نظرية وهم الحل السياسي بالاقتصادي، و زيادة فرص التنمية والتطور الاقتصادي؛ استبدال الحل السياسي بالحل الاقتصادي، وتعزيز التعاون الأمني في المنطقة وتعزيز موقف السلطة .
خشية القيادة السياسية والأمنية من الفشل والهزيمة ومن دفع اثمان على الصعيد الشخصي تؤثر في مستقبلهم السياسي.
ملخص رؤيتنا أن القناعة لدي اغلب قيادة الاحتلال على مختلف مستوياتها السياسية والأمنية؛ أنها لا تملك قدرة الحسم في أي حرب تخوضها مع المقاومة في قطاع غزة؛ طالما لا تقدم حلولا سياسية، وان الصراع لا يوجد له حل سياسي أو أمني في المدى القريب.