د. محمد عبدالهادي : كيف يجتاز الممثل امتحان الاداء

profile
  • clock 28 أبريل 2021, 8:07:17 م
  • eye 811
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

للأهمية .. كلاكيت ثاني مرة  
كيف يجتاز الممثل في مصر إختبار الأداء ( الاودشن ) بأكبر قدر ممكن من النجاح ؟


سوف أقدم هنا بعض النصائح التي قد تكون مفيدة في الإجابة علي هذا السؤال ، هذا إن جاز لي تقديم النصائح اصلا .
اولا : نصائح عامة ..
نعلم جميعا أن هناك الكثير من الوساطات والعلاقات والصداقات والمعارف وأحيانا الماديات والهدايا تتدخل في تسكين الأدوار في الأعمال الدرامية ، ولكن السؤال هو : هل هذا يحدث بنسبة مائة في المائة ، بالتأكيد الإجابة بالنفي ، إذن لفترض ان النسبة ثمانين في المائة ، مع بعض المبالغة ، يبقي لنا إذن عشرين بالمائة يتم فيها الاختيار بناء علي الكفاءة ، أعلم إذن أن هذه العشرين بالمائة هي مساحة الفرص المتاحة لك .. لابد من رفض التعميم بالقول إن كل شئ سيئا ، أما أن ظللت تشكو وتتذمر وتعتقد أن الوسطة هي كل شئ ، وأنه لا أمل لك ، فالأفضل في هذه الحالة أن تجلس في منزلك ولا تذهب اصلا لاختبارات الأداء ، بالتالي يصبح هذا البوست غير موجه لك ، والافضل ان لا تستمر في القراءة وتنصرف لحال سبيلك .
أعلم جيدا انهم يحتاجون اليك كما انت في حاجة إليهم، ولذا عليك دون مبالغة ان تضع نفسك في موضع الند ، وليس الادني ، ولتحقيق ذلك عليك ان تتمثل ما يعرف بقوة الاستغناء ..
أعلم أن أي إختبار للأداء ليس اختبارا لك كممثل بشكل عام ، ولكنه اختبار لمدي ملائمتك لأداء دور محدد ، ليس هناك ممثلا جيدا او سيئا بشكل عام ، وإنما هناك ممثل جيد في دور ما ، وسئ في دور آخر ، ولهذا السبب وجد ما يسمي بالكاستنج ، وهو توظيف الممثل المناسب في الدور المناسب له ، وهو أمر يتوقف علي الملائمة الشكلية والجسمية وكذلك مجموع الخبرات الشعورية والحياتية للممثل ، وهي من الجوانب التي يمكن تنميتها .. ليس إختبار الأداء إذن اختبارا لك كممثل ، وليس معني عدم اختيارك لأداء دور معين انك ممثل فاشل ، كل ما في الامر ان هناك من هو انسب منك في هذا الدور ، عليك ان تستبعد تماما فكرة انك يمكن أن تقوم بأداء أي دور ، فحتي أعظم الممثلين لا يستطيعون ذلك ، ولكن يمكن أن تتعرف وتحدد مساحة الأدوار المناسبة لك ، ولأن الإنسان لا يري نفسه حقيقة ، عليك ان تسأل الآخرين من ذوي الخبرة . وكلما اتسعت خبراتك الشعورية والحياتية زادت مساحة الأدوار الممكنة والتي تستطيع أداءها بمهارة .
عليك أن تعلم أن الآخرين سوف يعاملونك كما تعامل نفسك ، فإذا كنت واثقا من نفسك ومحترما لها ، وثق بك الآخرون وابدوا لك الإحترام اللازم ، لا تبدو أبدا ضعيفا او مترددا ، فالناس بطبيعتهم لا يحترمون الضعفاء .. تعلم أن تثق بنفسك وبقدراتك دون مغالاه بأن تذكر نفسك دائما بالجوانب الإيجابية لديك ..
تعامل مع الآخرين بنوع من الذكاء العاطفي ، بحيث تبدي لهم الاهتمام غير المبالغ فيه ، واستمع أكثر مما تتكلم ، لا تقاطع أحد وكن مستمعا جيدا ، حاول جمع بعض المعلومات عن الأشخاص الذين ستقابلهم ، فالناس عموما يتعاطفون مع من يعرفهم ويعرف أعمالهم ، تذكر أسماءهم جيدا واستخدم معلوماتك عنهم دون مبالغة او نفاق ، فمجرد ذكرها فقط سيكون له أثر طيب ..
لا تكتسب أعداء بشكل مجاني ، أي لا لزوم له ، وذلك باتخاذ مواقف حادة ، لا تستجب لأي استفزاز مقصود او غير مقصود ، بل حاول استيعابه بأن تلقي به وراء ظهرك ، وكأنه صادر عن شخص لا يليق بك ان ترد عليه .
لا تكن أبدا منفرا متعاليا وعامل الآخرين بما تحب أن يعاملوك به حتي وان لم يفعلوا ذلك ، كذلك لاتكن لحوحا ثقيلا علي الآخرين ، لتترك انطباعا جيدا ، حتي وان لم توفق في الاختبار ..- أذكر دائما انك ترغب في التمثيل لأنك تحبه فقط لا غير ، وأذكر بوضوح مهنتك الاخري إن كانت لك مهنة اخري ..
لا تتوقع شيئا حتي لا تصاب بالإحباط ، ولكن هذا لا يمنع أن تأمل ، وإن حدث واصابك الإحباط ، تعلم كيف تحول الظرف المحبط إلي ظرف محفز ، كأن تقول لنفسك : انا اقبل التحدي وسوف استمر في المحاولة وبإصرار أكبر .. حين تفشل في اجتياز اختبار ما لاتنسي انك نجحت في اكتساب خبرة إضافية ..
عليك أن تعي أن التمثيل لا يتطلب الوجه الجميل والوسامة المفرطة ، وإلا كانت ملكات الجمال أعظم الممثلات ، أن التمثيل يتطلب الوجوه المميزة والخاصة وليست الشائعة . حاول أن تميز شكلك وهيئتك( الشعر والشنب والدقن والمكياج ) وكذلك ملابسك دون مبالغة ، ابتعد عن الألوان ذات الطاقة السلبية حتي وإن كنت تحبها ومنها الأسود والرمادي مثلا ..
ثانيا : نصائح خاصة بإختبار الأداء نفسه ..
عليك اولا ان تدرك الفارق بين الكاستنج واختبار الأداء ( اودشن ) ، الأول هو مجرد تسجيل لشكل الوجه والجسم مع بعض البيانات والهدف منه هو مجرد التسجيل في الأرشيف للرجوع إليه فيما بعد . أما الاوديشن فهو اختبار للقدرات التمثيلية لأداء دور محدد عن طريق مشهد تمثيلي ..
أول مشكلة تواجه الممثل حين أداء الاختبار هي التوتر الناتج عن الإحساس بوجود مراقب سوف يحكم علي عمله غالبا بالسلب ، والتوتر بلا شك معوق للأداء ، والتخلص منه يسهل بقوة التركيز فيما تفعله او تقوله ( هنا والآن ) وهو مفهوم ( دائرة التركيز ) وقد تحدثت عنه في بوست سابق ، ارسم حولك دائرة وهمية ، وبالطبع لا يوجد بها من يراقبك ، استغرق تماما في محتويات هذه الدائرة سواء كانت حقيقية او متخيلة وتجاهل ما هو خارجها ، بالطبع يحتاج هذا الأمر إلي تدريبات متواصلة ومكثفة منك في المنزل ، فالتركيز يعد عضلة ذهنية يمكن تنميتها وتقويتها ( راجع بعض تدريبات التركيز في بوست سابق )
الاسترخاء والتخلص من التوتر الزائد بإستخدام التنفس العميق ، لا تبدأ أبدا في الأداء إلا بعد التأكد تماما من انك مسترخي بقدر كاف ، اطلب بضعة ثواني قبل أن تبدأ تمثيلك ، لاتبدا أبدا علي الفور متصورا أن هذا هو الافضل ، خذ لحظة حتي تسترخي وتفصل بين العالم الحقيقي وعالم التمثيل الوهمي ، أغمض عينيك تنفس بعمق . لا تقل أنهم لن يسمحوا لك بذلك فهذا من حقك لو طلبت هذا بلطف وود حقيقي .
عليك أن تحفظ المشهد جيدا وفي أسرع وقت ممكن ، وهو ما يحتاج إلي تدريب مكثف في المنزل ، لا تعتمد علي الذاكرة البصرية في الحفظ ، بل الذاكرة السمعية وذلك بترديد الجمل بصوت مسموع وبطريقة الهرم المقلوب ( الجملة الأولي تردد عدة مرات ثم الثانية عدة مرات ثم الاثنين معا عدة مرات ثم الثالثة وهكذا ) والافضل دائما هو أن تلتزم بنص الجمل دون تغيير ..
حاول أن تفهم الموقف الدرامي للمشهد المعطي لك من خلال تحليلك لمعني الكلمات وما وراءها بالإجابة علي الأسئلة التالية : من يقول ولمن يقول ولماذا وأين ومتي يقول ، إذا لم يقل لك أحد شيئا عن ذلك عليك ان تفترض انت إجابات محددة عن هذه الأسئلة. .. أما إذا طلب منك أداء مشهد من عندك فلابد أن تكون جاهزا بأكثر من مشهد وتترك لهم الإختيار ، من المهم أن تكون هذه المشاهد مناسبة لك من حيث الشكل والجسم والخبرات ، ولك أن تحدد هذه المشاهد بسؤال بعض الأصدقاء ذوي الخبرة ، فليس أي مشهد يصلح لك ، إياك أن تكون هذه المشاهد معروفة من أعمال سابقة لممثلين معروفين ، فالمقارنة لن تكون في صالحك ، سواء بالتقليد او محاولة الاختلاف ..
العلاقة بالكاميرا .. من المهم أن تتجاهل وجودها تماما مع الاعتراف الضمني بمكانها بحيث تكون زاويتك معها مناسبة ، والافضل بشكل عام هو النظر اما إلي يسار الكاميرا او إلي يمينها مباشرة مع تخيل وجود شخص ما مناسب للموقف الدرامي ، وهو في الغالب اما صديق او غريم ، لا تعتبر الكاميرا مراقب لك بل مشارك معك في المشهد ، اعتمد علي خيالك في ذلك ، لا تنظر أبدا في عدسة الكاميرا ..
استمع جيدا لما يقال لك ، لا تناقش واسأل فقط إن كنت لا تفهم ما هو المطلوب منك بالضبط ، ولا تخجل او تتردد في السؤال ، لا تبدأ أداء المشهد إلا وأنت علي يقين من المطلوب بالضبط ..
لا تستجب لأي محاولة للاستفزاز او إثارة توترك أثناء اداءك للمشهد ، سواء بدت لك مقصودة أو غير مقصودة ، فأحيانا يكون ذلك لقياس رد فعلك ..
في حالة تعرض ممثلة لأي شكل من أشكال التحرش اللفظي ، عليها تجاهل الأمر او أخذه علي سبيل الهزار ، وفي حالة الإصرار عليه ، ما عليها سوي الإنسحاب في هدوء ..
من المهم أن لا تسأل عن نتيجة الاختبار ، فهو أمر في الغالب لم يتقرر بعد ، ولا تأخذ عبارات الإستحسان علي محمل الجد أيا كانت ، قل لنفسك فقط : لقد أديت ما علي فعله في احسن صورة ممكنه وان احتاجوا إلي سوف يتصلون بي ..
أخيرا ثق دائما في ان الله إلي جانبك ، طالما تقوم بما عليك أن تقوم به علي أفضل وجه ممكن ، فالله لاشك يسعي مع من يسعي بنفسه ولنفسه ..

التعليقات (0)