- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
د. ناصر محمد معروف يكتب: مائدتي إليكم: معالم المسجد الأقصى
د. ناصر محمد معروف يكتب: مائدتي إليكم: معالم المسجد الأقصى
- 1 يناير 2023, 7:14:12 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الحلقة الثانية قباب المسجد الأقصى:
أولا تعريف القباب:
(القبة): تستخدم للتسقيف، وهي عبارة عن نصف كرة مجوفة تقف على أعمدة أو جدران ومصنوعة من مواد مختلفة، يتوسط سقفها فتحة دائرية (عين) حتى تؤمن التهوية وتسمح بمرور الضوء، وتعتبر القبة عنصرا من عناصر العمارة الإسلامية.
بدأ بناء القباب بالطوب وانتشر في منطقة الجزيرة، وفي شرق سورية وشمال العراق وذلك في (القرن الأربعين قبل الميلاد).
كانت القباب في بدايتها تستخدم لتسقيف الأكواخ الطينية والمخازن والقبور، ثم تطورت بتطور مواد البناء حين شاع استخدام الطابوق والحجر على أيدي الأمم التي توالت على المنطقة.
اشتهر المعماريون الشاميون بقطع الأحجار ونحتها وبنائها بشكل محكم، وطوروها بإضافة مادة الخرسانة لتصبح بهذا الشكل الجميل.
ومع تطور العمارة أصبح المعماريون يطلون القباب بقطع الذهب وسبائك الذهب، وهي منتشرة في عدد من البلاد الإسلامية في فلسطين والعراق وإيران، وأشهرها على الإطلاق قبة الصخرة في فلسطين.
ثانيا قباب المسجد الأقصى:
يضم المسجد الأقصى المبارك عددا من القباب يبلغ خمس عشرة قبة جميلة، تضيف له رونق خاص، وتتوزع في محيط المسجد المبارك، بُني أغلبها في العهدين الأموي والأيوبي، وتختلف في طراز بنائها وارتفاع كل منها، وكذلك في استخدامها في الوقت الحالي، وهي كما يلي:
البطاقة الأولى: قبة الصخرة المشرفة:
قبة الصخرة: هي أول وأقدم قُبَّة في العصر الإسلامي على الإطلاق، بنيت بالنظام الإسلامي المتطور عام (72 هجرية) ــ (692 م)، وتسنى للمسلمين بعدها أن ينقلوا أعرافها إلى المغرب العربي والأندلس.
وتعتبر قبة الصخرة هي النموذج الوحيد من نوعه في تاريخ العمارة بأسره ؛ فقد أنشئت في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، تكريماً وتخليداً لذكرى الإسراء والمعراج حيث عروج النبي ﷺ إلى السماء من فوقها ليلة الإسراء، وقد سبق الحديث عنها في المصليات.
وقد استمر تشيد قبة الصخرة وزخرفتها ثلاث سنوات، حيث يبلغ قطرها 20.14 متراً.
وما يميز قبة الصخرة أن العاملين فيها هم من مسلمي الشام العرب، وقد زينوا القبة من الداخل بأكبر مجموعة من الزخارف الفسيفسائية في العمارة الإسلامية، وهذه الزخارف تخلوا من رسوم الكائنات الحية وتقتصر على وحدات وعناصر نباتية وهندسية وأشكال حلي وتيجان في مناطق تحدها إطارات، وهي تبدو في مجملها شديدة التألق بألوانها البراقة التي تزداد سطوعاً بسبب وجود مكعبات زجاجية ذهبية اللون وكذا صفائح معدنية مذهبة.
وقد سجل أحد الأوربيين بريشته أول رسم معروف لداخل قبة الصخرة في عام 1891، ولوحته التي تعد من الوثائق التاريخية توضح بجلاء موضع الصخرة المشرفة أسفل دائرة البقعة وشكل هذه البقعة المقدسة عند كل مسلم، وتظهر في هذه اللوحة مظلة من القماش لحماية الصخرة، وقد برع هذا الفنان الذي تخفى في زي حاج مسلم حتى يتسنى له الدخول إلى القبة في نقل الزخارف الفسيفسائية البديعة التي تزدان بها القبة من الداخل ويقال: إن ذاكرته البصرية خانته عندما نسي أن يرسم الكتابات التذكارية الفسيفسائية التي سجلها عبد الملك بن مروان بأعلى العقود.