د.يسري عبد الغني : عبد الله شمس الدين

profile
د. يسري عبدالغني ناقد وكاتب
  • clock 30 أبريل 2021, 12:43:38 م
  • eye 956
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تصدى للعدوان الثلاثي بـ الله أكبر فوق كيد المعتدي

مع اندلاع العدوان الثلاثي على مصر، بزغ نجمه، فكانت أشعاره أقوى من قنابل الإنجليز على أرض القناة، خاصة حين تحولت أنشودة "الله أكبر فوق كيد المعتدي"، التي لحنها الموسيقار محمود الشريف، وغنتها المجموعة، إلى نشيد وطني للكفاح المسلح ضد الغزاة، بل إن هذا النشيد، جنبًا إلى جنب مع أغنية "والله زمان يا سلاحي" لكوكب الشرق أم كلثوم، وأغنية "دع سمائي" لفايدة كامل، قد جعل بريطانيا تقدم على قصف دار الإذاعة حتى لا تلهب هذه الأغنيات حماس المقاومة في بورسعيد والقناة والإسماعيلية، إنه الشاعر الكبير "عبد الله شمس الدين" الذي تحل اليوم ذكرى رحيله.

حظي الشاعر بالعديد من الألقاب، ومنها "شاعر التوحيد"، ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام الجمهورية من الطبقة الأولى تقديرًا لدوره في إثراء الحياة الأدبية ولمكانته في الشعر والأدب، كما مثل مصر في العديد من مهرجانات الشعر في مختلف الأقطار العربية في سوريا وفي ليبيا وفي كثير من الدول.

ولد الراحل بالقاهرة عام 1921، وحفظ القرآن في صباه، ثم التحق بالأزهر الشريف فعمل مستشارًا ثقافيًا بالمجلس الأعلى للشبان المسلمين، شارك في الحياة الثقافية المصرية والعربية وكان له دور بارز في المشهد الأدبي المصري وأسس ورأس العديد من المنتديات الأدبية والشعرية فكان رائدا لندوة شعراء العروبة ورائد ندوة شعراء الإسلام وغير ذلك من الأنشطة التي ساهمت في تشكيل الوعي الأدبي على مدار الخمسينات والستينات.

كتب عبد الله شمس الدين العديد من القصائد ذات الطابع الإسلامي والعربي، ولكن أشهر قصائده على الإطلاق هي النشيد الوطني "الله أكبر فوق كيد المعتدي" الذي كتبه سنة 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر ولحنه محمود الشريف ووزعه عطية شرارة وغنته المجموعة، ونال "الله أكبر فوق كيد المعتدي" المركز الأول في استفتاء شعبي جرى في مصر بعد انتهاء العدوان الثلاثي، بينما نال نشيد والله زمان يا سلاحي الذي غنته أم كلثوم المركز الثاني، ونال نشيد "إلى المعركة" المركز الثالث، ولكن - وقع الاختيار على النشيد الثاني ليكون هو النشيد القومي لمصر، وقد أصبح نشيد "الله أكبر فوق كيد المعتدي" فيما بعد النشيد الوطني للجماهيرية الليبية إلى أن حل محله نشيد ليبيا ليبيا ليبيا بعد إسقاط نظام القذافي في أكتوبر 2011.

توثقت مسيرة شمس الدين بشكل كبير مع "الغناء الديني"، وارتبطت أشعاره بأشهر عملاقين موسيقيين ارتبطا بهذا اللون المحبب من الغناء الصوفي، هما الموسيقار محمد فوزي، وإمبراطور القصائد العربية رياض السنباطى، و أثناء محنة المرض التي خاضها محمد فوزي، أطلق الموسيقار الفذ مجموعة من الأغنيات الدينية مثل "قف بالخشوع" للبُرعى و"إلهنا ما أعدلك.. مليك كل من ملك" لأبي نواس، وطالع فوزي دواوين شمس الدين، واختار منها أنشودة بعنوان "يا رب يا سند الضعاف".

وتعاون شمس الدين، مع رياض السنباطي، وهو أبرع من لحن القصيدة العربية على الإطلاق وبلا منافس، لا سيما القصائد الدينية، حيث تطغى دائمًا الناحية الصوفية في ألحانه، وشدت المطربة اللبنانية فدوى عبيد، من كلمات عبد الله شمس الدين، وألحان رياض السنباطى بقصيدتها الرائعة الشجية "لبيك يا ربي".

ورحل شمس الدين عن عمر السادسة والخمسين مخلفًا وراءه إرثًا كبيرًا من الشعر الديني، الذي تزدان به دوحة الشعر العربي.

التعليقات (0)