- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
د. يوسف رزقة يكتب: تركيا تستدير إقليميا، لماذا؟!
د. يوسف رزقة يكتب: تركيا تستدير إقليميا، لماذا؟!
- 1 مايو 2022, 12:10:14 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا استقرار في المواقف السياسية لقادة الدول. السياسة تجري عندهم جريان حركة الماء في بحثه عن الواطئ من الأمكنة، وتجنب المرتفعة، حيث يصعب الجريان بحكم الخاصية . الدول تجري خلف مصالحها خلف المرتفعات الفكرية، وأحيانا على حساب المبادئ التي تفرض نفسها أحيانا بعاطفة، فهل تقع زيارة أردوغان للمللكة في هذا الإطار؟!
يرى بعض المحللون أن الزيارة إلى الرياض تقع في هذا الإطار وهذا المعنى، ويقولون:
هذه الزيارة سبقتها ما يمكن تسميته بالمقدمات اللازمة لإذابة جليد الجمود في العلاقات الثنائية بعد مقتل جمال خاشقجي الكاتب السعودي المعارض على الأرض التركية. نظرت تركيا للقتل بعاطفة الحرمة الوطنية على أنها جريمة تقف خلفها جهات حكومية رسمية في المملكة، وجرت فصولها في السفارة السعودية على الأرض التركية، وهذا مرفوض قوميا وأخلاقيا. هذا وللقتل تفاصيل ومشاهد تناولها الإعلام باستفاضة، ونتج عنها جمود في العلاقة بين البلدين.
بعد سنوات من الجمود وحركة الشد والجذب في هذا الملف وتداعياته على البلدين على المستوى الاقتصادي والسياسي، توصل البلدان إلى ضرورة طي صفحات هذا الملف المشكل، والنزول من المرتفعات التي اعتلوها، تمهيدا لتطوير العلاقة بينهما، وقد اقتضى هذا النزول خطوة تركية تمهيدية تمثلت بقرار قضائي تركي ينقل بموجبه ملف جريمة قتل خاشقجي للقضاء السعودي.
إن تركيا تستدير نحو علاقات إقليمية جديدة فيها تعديل لأوضاع سابقة، تحت عنوان كسب الأصدقاء، حيث تعيش تركيا مخاضا سياسيا على مستوى الداخل والانتخابات القادمة، وعلى مستوى العلاقات الخارجية. إنه وبسبب أوضاع داخلية، وأوضاع خارجية ذات تأثيرات داخلية لا سيما في باب العلاقة مع أميركا وروسيا والحرب الأوكرانية والغاز الإسرائيلي وحصة تركيا ودورها في حركته لأوربا، قررت تركيا مغادرة بعض القديم المرتفع.
هذا الحكم القضائي تقف خلفه بحسب المعارضة التركية توجهات سياسية جديدة للتقارب مع المملكة، ويبدو أنه فيما تقوله المعارضة ما هو صواب، إذ تبع هذا الحكم بدء الإعداد لزيارة أردوغان للمملكة، واللقاء بالملك وبولي العهد، وتجديد التعاون المشترك بين البلدين سياسيا واقتصاديا، وتنسيق المواقف في الأزمات الخارجية. وفي نهاية زيارة أردوغان للملكة والعودة أمس، صرح أردوغان أننا في مرحلة كسب الأصدقاء، ونحن جاهزين للتعاون مع مصر أيضا.
وهنا تبدأ عملية التقييم الموضوعي والعلمي للسياسة التركية حيث يصفها البعض بأنها استدارة كبيرة تعطي انطباعا أن السياسة السابقة كانت مسكونة بالخطأ، والعاطفة، وأن ما سمي بالمبادئ كان تعطيلا غير مدروس لمصالح تركيا، التي دخلت في أزمات اقتصادية ومالية كبيرة معروفة.
الاستدارة التركية الكبيرة نحو كسب الأصدقاء بدأت بالإمارات المتحدة، ولقاء أردوغان لمحمد بن زايد ولي العهد، ثم جاءت زيارته للرياض في خطوة ذكية، وقد تكون مصر هي المحطة التالية، حيث ستساعد الدولتان في الإعداد لهذا اللقاء.، وقد خطت تركيا خطوات ذات مغزى باتجاه مصر كوقف فضائيات المعارضة المصرية التي تبث من تركيا.
الاستدارة التركية وإن اختلف المهتمون في تقييمها، بدأت باستعادة العلاقة الدافئة مع (إسرائيل) فكانت زيارة الرئيس الإسرائيلي لأنقرة، وتلبية أنقرة لبعض مطالب أسرائيل في شأن الفلسطنيين المتواجدين على أرضها.
خلاصة القول: إن تركيا تستدير نحو علاقات إقليمية جديدة فيها تعديل لأوضاع سابقة، تحت عنوان كسب الأصدقاء، حيث تعيش تركيا مخاضا سياسيا على مستوى الداخل والانتخابات القادمة، وعلى مستوى العلاقات الخارجية. إنه وبسبب أوضاع داخلية، وأوضاع خارجية ذات تأثيرات داخلية لا سيما في باب العلاقة مع أميركا وروسيا والحرب الأوكرانية والغاز الإسرائيلي وحصة تركيا ودورها في حركته لأوربا، قررت تركيا مغادرة بعض القديم المرتفع.
ما قيل في الاستدارة الاقليمية يحتاج لتقييم وتقدير، وبيان تأثيراته على القضية الفلسطينية، وموقف تركيا من الحقوق الفلسطينية. وهذا قد يكون موضوعا لاحقا إن شاء الله تعالى.