رباب يحيى : أبطالنا المنسيون عمداً

profile
  • clock 13 يونيو 2021, 9:57:36 م
  • eye 780
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سليمان الجوسقي الشيخ الذي ألقاه نابليون من فوق أسوارالقلعة

ولد الفتى “سليمان الجوسقي” في القرن الثامن عشر في قرية “جَوْسَق” التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية،. نشأ محروما من نعمة البصر، والتحق بكتّاب القرية وحفظ القرآن الكريم، ثم انتقل إلى الجامع الأزهر.. ولم تقف الإعاقة حائلا أمام طموح الفتى، فتفوق فى دراسته

كان الجوسقي أثناء دراسته بالأزهر محبوبًا من العامة والعميان فااختاروه شيخًا لطائفة العميان ومشرفًا عامًا على أوقافهم وتجارتهم فنجح الرجل بمحبة العميان في أن يجمع ثروة كبيرة لا بأس بها .

يقول الجبرتي عن تعامل الجوسقي مع العميان: “وسار فيهم بشهامة وصرامة وجبروت وجمع بجاههم أموالًا عظيمة وعقارات”.

وعدما اندلعت ثورة القاهرة الأولى ضد الاحتلال الفرنسي في أكتوبر عام 1798 . واشتدت ضربات مدافع الفرنسيين لجأ له العامة فطالبهم بالصمود وقال مقولته المشهورة: "إنكم بشر مثلكم مثلهم ، فاخرجوا إليهم فإما أن تبيدوهم أو يبيدوكم" .

كون الجوسقى جيشا من العميان للقيام بعمليات جاسوسية ونقل المعلومات إلى الوجهاء والمشايخ وزعماء المدن والقرى.. كما كلف بعضهم باغتيال الجنود الفرنسيين رغم فقدانهم للبصر، من خلال التصدي للسكارى منهم لحظة خروجهم من الحانات بعد منتصف الليل، و تمكن «جيش العميان» من قتل عدد كبير من الجنود

أخرج الجوسقي ما لديه من مال واشترى السلاح ووزعه على الناس وكان يشق القاهرة بحماره ليتفقد المتاريس والحصون و يتفقد احتياج المجاهدين للسلاح و يأمر بارسال السلاح والمؤن إلى الاماكن المحتاجة .

ثار نابليون وأمر بإلقاء القبض على الجوسقي محاولا استمالته مقدما له العديد من العروض التي رفضها الشيخ وقابلها بالاستهزاء إلى أن قدم له العرض الأكبر، وهو أن يجعله سلطانا على مصر.

أظهر الشيخ قبولا للعرض، ومد نابليون يده إليه متنفسا الصعداء وكذلك مد الشيخ يده اليمنى مصافحا إياه، فكانت المفاجأة أن رفع يده اليسرى ليصفع نابليون بونابرت صفعة قوية على وجهه قائلا له: "معذرة يا بونابرتة هذه ليست يدي.. هذه يد الشعب".. فاسشتاط نابليون غضبا وأمر بإلقاء الجوسقي من فوق القلعة.. ثم رمي الجثة بنهر النيل.

رحم الله كل من روت دمائه الطاهرة ثرى هذا الوطن .. والخزي والعار لكل من فرط وباع

التعليقات (0)