- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
رسالة “قاسية” لإسرائيل من شخصيات أممية: تل أبيب تنجرف نحو الفصل العنصري واحتجاجاتها الداخلية تتعامى عنه
رسالة “قاسية” لإسرائيل من شخصيات أممية: تل أبيب تنجرف نحو الفصل العنصري واحتجاجاتها الداخلية تتعامى عنه
- 2 يوليو 2023, 8:51:13 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الناصرة- “القدس العربي”:
في سياق تلخيصها لزيارة دبلوماسيين أجنبيين للبلاد، قبل أسبوع، تؤكد كاتبة إسرائيلية، في مقال نشرته صحيفة “هآرتس”، وترجمته الكاتبة غانية ملحيس لصالح منتدى “ملتقى فلسطيني”، إن “إسرائيل تنجرف إلى الفصل العنصري وحكومتها تدفع التفوق اليهودي”.
تقول الكاتبة الإسرائيلية إستير سولومون إن أبرز ما رآه بان كيمون وماري روبنسون، في زيارتهما للبلاد، أن المجتمع الإسرائيلي يتآكل بسبب الانجراف نحو “واقع الدولة الواحدة”. منبهة إلى أن الرئيسة الأيرلندية السابقة (روبنسون)، والأمين العام السابق للأمم المتحدة، من مجموعة الحكماء الذين يزورون إسرائيل والمناطق الفلسطينية، لديهما رسالة قاسية لإسرائيل والمجتمع الدولي، ونتوقع أن يتم وسمهما بمعاداة السامية.
وزارت ماري روبنسون، رئيسة أيرلندا السابقة ومفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إسرائيل والأراضي الفلسطينية، قبل أيام، وهي الآن رئيسة مجموعة الحكماء، وهي مجموعة من القادة العالميين الناشطين في مجال حقوق الإنسان. وقالت لصحيفة “هآرتس” في تل أبيب إنه، منذ زيارتها الأخيرة في عام 2012، تدهورت الأوضاع السياسية والمجتمع المدني في المنطقة بشكل “خطير للغاية”، وأضافت: “إنه لأمر مروع ومحزن للغاية أن ترى واقع دولة واحدة، مع حكومة تقود نوعاً من التفوق اليهودي”.
روبنسون: إنه لأمر مروع ومحزن للغاية أن ترى واقع دولة واحدة، مع حكومة تقود نوعاً من التفوق اليهودي.
وأشارت روبنسون إلى أنه في كل اجتماع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية حضرتْه مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، نائب رئيس مجموعة الحكماء، “سمعنا كلمة فصل عنصري”. وقالت إنها طرحت موضوع الفصل العنصري في اجتماعاتهما مع رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ وزعيم المعارضة يائير لبيد، لكن كلا المسؤولين الإسرائيليين رَفَضا انطباق المصطلح. وتشير لقول بان كي مون، في مقال رأي نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” عام 2021، إن النظام القانوني التمييزي للاحتلال الإسرائيلي “يمكن القول إنه يشكل فصلاً عنصرياً”.
وتتابع الكاتبة الإسرائيلية: «رغم أن روبنسون تلاحظ حقيقة واقع الحال بقولها “لم نقل، بصفتنا الحكماء، هذا فصل عنصري”، فإن لغتهم تزداد صلابة. هذه الزيارة تعيدنا إليها. الفصل العنصري يصبح أكثر وضوحاً ما لم يكن بالإمكان مواجهته. وأشادت روبنسون بالاحتجاجات الجماهيرية ضد تشريع الإصلاح القضائي لحكومة نتنياهو، ووصفتها بأنها “صحية ومرحب بها” ، لكنها أعربت عن أسفها لعدم وجود نقاش إسرائيلي عام حول “الانتهاكات المنهجية والإفلات الممنهج من العقاب” في إسرائيل».
تآكل المجموعة الإسرائيلية
وحذرت روبنسون من أن “المجتمع الإسرائيلي يتآكل” بسبب التحرك نحو واقع الدولة الواحدة: إسرائيل تنجرف الآن عمداً إلى الفصل العنصري”، وتوفر المزيد والمزيد من الشروط التي تحدد “جريمة الفصل العنصري”.
في بيان عام، في نهاية زيارتهما، أشار المسؤولان الدوليان الكبيران إلى أنهما لم يسمعا في مناقشاتهما أي “دحض مفصّل لأدلة الفصل العنصري”، وحذّرا من أن “واقع الدولة الواحدة” الآن يغلق بسرعة آفاق حل الدولتين”.
وتابع بيانهما بالتوضيح أن «واقع الدولة الواحدة يقوّض “المُثل الديمقراطية” لإسرائيل، ويحرم الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير، ويخاطر بانفجار عنف لا يمكن السيطرة عليه من كلا الجانبين».
وتنبّه إستير سلومون أن مجموعة الحكماء أسسها نيلسون مانديلا، ورجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، في العام 2007، على أمل أن تقدّم مجموعة مستقلة من الدبلوماسيين المخضرمين وكبار الشخصيات العامة مراجعة نقدية مقنعة ومساعدة في مناطق الصراع حول العالم. وتقول إنه ربما يكون الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر مرتبطاً بشكل أوضح بعمله في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وقد قام بصفته عضواً مؤسساً بأربع زيارات.
زيارة كارتر
وتستذكر سلومون أنه عندما زار كارتر وروبنسون المظاهرة الأسبوعية في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، عام 2010، قال إن إخلاء الفلسطينيين من منازلهم هناك مخالف للقانون الدولي. وتنبه إلى أن روبنسون وبان كيمون التقيا، خلال زيارتهما، بالرئيس هرتسوغ وزعيم المعارضة يائير لبيد، قبل اسبوع، لكن طلبهما المرسل إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوبل بالصمت التام.
كاتبة إسرائيلية: يؤطر بان كيمون بشكل صريح مخاوفه على أنها قادمة من كونه صديقاً حقيقياً لإسرائيل، على عكس زعماء العالم الآخرين غير الودودين.
وتضيف: «في العام 2015، رفض الرئيس رؤوفين ريفلين ونتنياهو طلباً بزيارة جيمي كارتر لحي الشيخ جراح، على أساس أنه يتخذ “موقفاً مناهضاً لإسرائيل”. وقبل تسع سنوات، نشر كارتر كتاباً حظي بأفضل المبيعات بعنوان “فلسطين: سلام وليس فصلاً عنصرياً”..».
محكمة الجنايات الدولية
وطبقاً لإستير سلومون، فقد حرصت روبنسون على الإشارة بوضوح إلى المحكمة الجنائية الدولية ولعدم تناسق تحقيقاتها في جرائم الحرب، وقالت: «العالم بحاجة إلى محكمة، بحيث يُنظر إليه على أنه ليس لديه معايير مزدوجة». وقارنت بين إلحاح المحكمة الجنائية الدولية وتصميمها على تقديم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العدالة، فقد «تم بالفعل توجيه لائحة اتهام ضد بوتين، وأصدرت المحكمة أمر اعتقال دولي بحقه، وفي ما يتعلق بقضايا جرائم الحرب ضد إسرائيل و”حماس” لم يكن هناك تقدم، وليس الكثير من الدعم السياسي».
وأشارت روبنسون إلى أن “الأموال المتدفقة” من قبل المانحين الدوليين سهّلت سرعة وكفاءة جلسات الاستماع بحق بوتين، لكن القضايا المتعلقة بإسرائيل والفلسطينيين لم تحظ بمثل هذا الدعم.
وتشير لمعارضة كل من إسرائيل والولايات المتحدة بشدة تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب “المزعومة” التي ارتكبتها إسرائيل، مستشهدة بعدم اختصاص المحكمة، وتحقيقات إسرائيل نفسها في حوادث وقت الحرب.
وتتابع سلومون: “يتم تمويل نفقات المحكمة بشكل أساسي من قبل الدول التي صادقت على قانون روما الأساسي، ولكنها تقبل أيضاً التبرعات من الحكومات والمنظمات الدولية والأفراد والشركات. وتقول أيضاً إن هجوم حكومة نتنياهو على النظام القضائي الإسرائيلي يمكن أن يغير الحسابات الدولية والقانونية لهذه المعارضة”.
وتتابع الكاتبة الإسرائيلية: «كما قال وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق، عضو حزب الليكود سابقاً، دان ميريدور، في وقت سابق من هذا العام: “إذا كان لدى الدولة نظام قضائي جاد وتحقق في (الجرائم المزعومة) بجدية، وأصدرت لوائح اتهام، فهذا دفاع جيد جداً، ولكن إذا فقدنا ذلك، فإننا معرضون أكثر بكثير لملاحق الجنايات الدولية».
وتستذكر إيريس سلومون دعوة “الحكماء” باستمرار إلى مساءلة كل من إسرائيل و”حماس” لسنوات: «في العام 2015، حثَّ كارتر على أن أفعال الطرفين يجب أن “تقاس وفقاً لمعايير السلوك الدولية”، كما يتضح من لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في حرب غزة العام 2014».
وتشير سلومون لزيارة روبنسون وبان لرام الله، ولقائهما برئيس الوزراء ووزير خارجية السلطة الفلسطينية وممثلي المنظمات غير الحكومية الست، التي صنّفتها إسرائيل كمجموعات إرهابية في العام 2021، وهو تصنيف رفضته الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية. وتتابع الكاتبة الإسرائيلية: «لقد سمعوا ولمسوا “إحباطاً تاماً” من نشطاء المجتمع المدني حول الافتقار إلى القيادة الفلسطينية، و”انفصالها” عن الشعب، وزيادة الاستبداد، مثلما استمعا إلى أن قادة السلطة الفلسطينية يدعمون فقط نظام الاحتلال الإسرائيلي».
منبهة إلى أن بان كيمون وروبنسون يختلفان في طرق التعبير ويحملان أعباء مختلفة في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، تقول إنه، رغم رسائلهما المدمجة بإحكام، فإن لغتهما المتباينة تذكرنا بتعبير الشرطي الجيد والشرطي السيئ. وتتابع الكاتبة الإسرائيلية: «يؤطر بان كيمون بشكل صريح مخاوفه على أنها قادمة من كونه صديقاً حقيقياً لإسرائيل، على عكس زعماء العالم الآخرين غير الودودين».
وتوضح إستير سلومون أنه، في السنوات الست التي انقضت منذ تقاعده من الأمم المتحدة، يقول بان كيمون إنه شهد تراجعاً في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ليس أقله من حيث الدليل الواضح على “الهيمنة الدائمة وتعدي المستوطنات”، ومع ذلك، فهو حريص على استخدام لغة ودّية لحثّ إسرائيل على السعي إلى حل من شأنه تحسين تكاملها الإقليمي والعالمي، داعياً الإسرائيليين إلى “فتح قلوبهم وعقولهم وجعل كل الأصدقاء ممكنين”. وأشار بان كيمون إلى أن بلاده، كوريا الجنوبية، تواجه أيضًا “مشاكل سياسية”، وتهديداً أمنياً خطيراً من جيرانها، لكنه يعتقد أنها “تعمل بشكل أفضل بكثير من حيث إدارة العلاقات مع ذلك الجار”.
كاتبة إسرائيلية: الناشطون اليهود والإسرائيليون الذين حضروا مؤتمر الأمم المتحدة لعام 2001، والذي لعبت فيه روبنسون دوراً كبيراً، اتهموها بعدم الاستجابة بشكل كاف لبيئة معادية للسامية.
وترى الكاتبة الإسرائيلية سلومون أن لدى روبنسون تاريخاً طويلاً من الانخراط في الصراع، وتجربة مباشرة أكثر بكثير، ومن وجهة نظر أكثر أهمية.
وتضيف: «الناشطون اليهود والإسرائيليون الذين حضروا مؤتمر الأمم المتحدة لعام 2001 حول العنصرية في ديربان، والذي لعبت فيه روبنسون دوراً كبيراً، اتهموها بعدم الاستجابة بشكل كاف لبيئة معادية للسامية. تقول روبنسون إنها “تعلم” أن تصريحاتها أو تصريحات “الحكماء” بشأن إسرائيل والاحتلال تخضع لتدقيق شديد، إن لم يكن للهجوم، من قبل إسرائيل وآخرين. وتوقعت أيضاً أن تعليقاتهم “ستحصل على وصف معاداة السامية”، لكنها لم تنحنِ: “لسنا، لن نكون، لا يمكن أن نكون مدفوعين بمعاداة السامية”. وحول الأزمة في هذا المجال كما تقول: “على الناس أن يقفوا” ويتحدثوا علانية».