تكبير الخط تصغير الخط

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، بفرض رسوم جمركية جديدة على منتجات الأخشاب والألبان الكندية، وذلك بعد يوم واحد فقط من منح كندا مهلة لمدة شهر لتعليق رسوم انتقامية تصل إلى 25% على معظم السلع الأمريكية. وأكد ترامب أن الولايات المتحدة ستطابق الرسوم الكندية على الألبان "دولارًا مقابل دولار"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تُطبق "اليوم أو خلال الأيام القليلة المقبلة".

وقال ترامب في كلمة ألقاها من المكتب البيضاوي: "كندا تستغلنا منذ سنوات في مجالي الأخشاب والألبان"، مضيفًا أن الرسوم الكندية على صادرات الألبان الأمريكية يمكن أن تصل إلى نحو 250%. وأكد أن هذه الممارسات "غير عادلة" وأن الولايات المتحدة ستفرض رسومًا مماثلة.

من جهتها، رفضت وزيرة التجارة الكندية، ماري نغ، تصريحات ترامب، واصفةً اتهاماته بأن كندا "تستغل" الولايات المتحدة بأنها "غير صحيحة". وأكدت أن الرسوم المقترحة على منتجات الألبان والأخشاب "لا مبرر لها إطلاقًا"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستضر بالعلاقات التجارية بين البلدين.

جاءت تهديدات ترامب بعد يوم واحد من تعليقه الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة شهر، في إطار اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA). وكان هذا القرار قد منح قطاعات مثل السيارات والزراعة متنفسًا مؤقتًا، لكن التهديدات الجديدة أثارت حالة من عدم اليقين في الأسواق.

وأضاف ترامب أن التغييرات في الرسوم الجمركية ستستمر في المستقبل، قائلًا: "دائمًا ستكون هناك بعض التعديلات، إذا وجدت جدارًا أمامك، أحيانًا عليك أن تلتف حوله بدلاً من اقتحامه".

تأثيرات على الأسواق والاقتصاد

أدت تصريحات ترامب إلى هبوط مؤقت في الأسواق، قبل أن تعاود الارتفاع بعد تعليقات إيجابية من رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، حول الاقتصاد الأمريكي. واختتم مؤشر داو جونز يوم الجمعة بارتفاع بنحو 222 نقطة (0.5%)، بينما ارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 0.6%، وصعد مؤشر ناسداك التكنولوجي 0.7%.

ومع ذلك، فإن تهديدات ترامب تضيف مزيدًا من الغموض إلى اقتصاد يعاني بالفعل من ضعف في التوظيف وتراجع في ثقة المستهلكين وصعود التضخم. وقد تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة إلى تفاقم هذه التحديات، خاصة في قطاعات مثل الإسكان، حيث يُعتبر الخشب الكندي مكونًا أساسيًا في البناء.

خلافات حول الألبان والأخشاب

تفرض كندا رسومًا مرتفعة على بعض منتجات الألبان الأمريكية، بما في ذلك رسوم على الحليب قد تصل إلى 241%، مما أثار غضب المزارعين الأمريكيين. ومع ذلك، فإن هذه الرسوم تعتمد على نظام متدرج لا يطبق إلا بعد وصول الصادرات إلى حد معين، وهو ما لم يحدث بسبب السياسات الكندية الرامية إلى حماية قطاع الألبان المحلي.

وفي عام 2023، حكمت هيئة تسوية نزاعات تجارية لصالح كندا، مؤكدة أن الرسوم المرتفعة لا تنتهك اتفاقية USMCA. إلا أن بعض السياسيين الأمريكيين، مثل السيناتور تامي بالدوين، يعتبرون هذه الرسوم عبئًا غير مبرر على قطاع الألبان الأمريكي.

أما بالنسبة للأخشاب، فإن الخبراء يحذرون من أن فرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات الكندية قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار مواد البناء، مما يفاقم أزمة الإسكان في الولايات المتحدة.

تبدو الأسواق والشركات في حالة ترقب لسياسات تجارية قد تتغير بين ليلة وضحاها، بينما يحاول المستهلكون تقدير التبعات المحتملة على أسعار السلع الأساسية. وتُظهر التهديدات الأخيرة لترامب استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.