- ℃ 11 تركيا
- 29 ديسمبر 2024
رضا طاهر الفقي يكتب: نتنياهو ابن الخطئية والدماء
رضا طاهر الفقي يكتب: نتنياهو ابن الخطئية والدماء
- 23 نوفمبر 2023, 5:52:05 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ذلك الشبح الاسود يتسلل مثل مصاص دماء ليغزو شاشه التلفاز ، كلما امعنت النظر اليه فهو شبيه بهم وجهه شاحب كملك الموت ذو عينان غائره تملؤها الأكاذيب مغلفه بالقسوة والخداع ، تلقي بظلها علي ماضي كمستنقع من الخيبات ليس به طوق نجاه ، كلما طل علينا رأينا كيف ارتسمت تلك النكبات علي جبينه وكيف اثقلت ظهره فألقاها علينا دماء فصرخات الاطفال الخدج وصلت لعنان السماء لاذنب لهم أو لنا سوي ان القدر القي ذلك المسخ بنيامين نتنياهو في زمان تواجدنا فيه مرغمين ، ذلك البولندي الأمريكي الحائر المحير مثل والده صهيون مايلكوسيكي والذي كان من كبار مساعدي الصهيوني المتطرف زئييف جابوتسكي الذي كان يري ان التاريخ لا تصنعه إلا الأحذية الثقيلة ، وكان الصوت البكر للصهيونيه ودعي إلي تهجير الفلسطينين لتبقي الدوله اليهوديه نقيه .
وقد قام نتنياهو بتغيير اسمه البولندي إلي الإسم الحالي ، الأب كان محبطا من عدم الاندماج في المجتمع الذي عاش فيه كمؤرخ وكان يريد عملا يشبع فيه طاقاته علي حد تعبيره ، هل لأنه كان يكتب التاريخ اليهودي ويعرف كم الأكاذيب الملفقه ،، وقد تم رفضه من قبل الجامعه العبرية في القدس فلم يستطع التدريس فيها مما زاد سخطه فقد كان يدرس في جامعه كورنيل ،، فأصبح كارها لكل النخب في المجتمع الاسرائيلي وخاصه حزب العمل ، وأسقط سخطه علي أبناءه فزرع في عقولهم أن الدنيا صراع مستمر لا مكان فيه للعاطفه ، ولذلك دائما مانجد بنيامين نتنياهو بأن غالبيه العرب بمن فيهم عرب ٤٨ يشكلون تهديدا وجوديا لإسرائيل واتسع مضمون هذه الفكرة ليشمل ذلك التهديد كل اركان العالم ، وأصبحت تلك الافكار مضمن كل خطاباته وتصريحاته وهي أفكار مركزيه في وعيه مثل الأمن اليهودي مهدد من الجميع سواء من الأرهاب الفلسطيني او الخطر الإيراني ، أصبح في نظرة الجميع معادي للساميه ، بعد ان عاد نتنياهو من أمريكا أشترك وهو ابن الثامنه عشر في الجيش ، وشارك في معركه الكرامه عام ١٩٦٨ ، وفي الهجوم علي مطار بيروت في السنه نفسها ، وفي حرب الأستنزاف علي الجبهه المصريه ، بل كاد يموت غرقا في قناه السويس حيث دمر الجيش المصري القارب الذي كان يتسلل اليه هو ومجموعه من جنود الأحتلال .
الأب كان يريد للأبناء العمل في السلك الدبلوماسي خاصه الخارجيه ، إلا أن نتنياهو وأخيه الأكبر يوناتان نتنياهو كان كلاهما أكثر تطرفا و رأي كل منهم تناقض والدهم الذي يعشق اسرائيل بينما يعيش في أمريكا، فرفضوا الانخراط في السلك الدبلوماسي وانخرطا في الحلم المتوحش لإسرائيل، ، وأنتقل نتنياهو إلي مرحله جديدة من حياته وهي الحياه الزوجيه ، إلا أنه اخذ شخصيته المخادعه معه التي لا تعرف عاطفه ، فعلاقاته مع زوجاته يغلب عليها الكذب والخيانه فنجد زوجته الاولي مريم ويزمن وهي اسرائيليه المولد الا انها قد اكملت دراستها في الولايات المتحدة الأمريكية، ارتبطت ب نتنياهو وتزوجا في سبعينات القرن الماضي وانجبا ابنه عام ١٩٨٧ م ، إلا أنه اثناء حمل الزوجه الأولي تعرف في مكتبه الجامعه علي فتاه بريطانيه وهي " فلور كيتس " واقام معها علاقه عاطفيه مما دفع الزوجه الأولي لطلب الطلاق ، فتزوج نتنياهو عشيقته والتي اعلنت اعتناقها اليهوديه إلا أنه طلقها بعد ثلاث سنوات ، ثم تعرف علي مضيفه طيران اسمها سا رة ارتزي التي تزوجها بعد ان حملت منه وانجب منها ولدين وهي زوجته الحاليه المعروفه بسلوكها غير المستقر المتسم بالعنف خاصه اثناء تعاملها مع الخادمات وقد تم مقاضتها في اكثر من قضيه .
أما نتنياهو فيغلب عليه الشعور بعداء الأخرين كما جاء علي لسان بعض مستشاريه المحيطين به ، فهو شخصيه غير عقلانيه ومنطوي لا يملك الكثير من الأصدقاء المقربيين ، ومن الصعب ان يثق بأحد حتي زوجته ، فهو يمتلك عقدة النقص منذ نعومه اظافرة ونتيجه لعدم الشعور بالأمان الشخصي ، ويشير شاؤؤول كيمحي وهو احد مستشاريه الذين قضوا حقبه زمنيه برفقه نتنياهو ليست بقليله انه اثناء عمله معه فترة كان يرتكب اخطاء سخيفه ولا يعبأ بنصائحنا ، كما أن ارتباطه بالأفراد مرتبط بالأستفادة القادمه منهم ، كما تدل سماته وتاريخه النفسي فهو يميل إلي الكذب والتنصل من اي وعود يقطعها علي نفسه ، ويري الخداع امر مقبولا في السياسه ولا يعرف تأنيب الضمير