- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
رغم تحذيرات واشنطن.. أبوظبي تنوع شراكاتها بموسكو وبكين
رغم تحذيرات واشنطن.. أبوظبي تنوع شراكاتها بموسكو وبكين
- 17 مايو 2023, 3:16:52 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لخدمة مصالح بلاده عبر تنويع شراكاتها، يواصل رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تعزيز علاقات أبوظبي مع روسيا والصين، على الرغم من تحذيرات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تعتبر موسكو وبكين منافسين استراتيجيين لواشنطن، بحسب تقرير لصحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal) أعده كل من ستيفن كالين وروري جونز ومايكل أمون.
وتابعت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه تمت دعوة بن زايد لزيارة واشنطن من أجل إتمام اتفاق دفاعي وتجاري بعدما التزم البلدان معا بـ100 مليار دولار لمشاريع الطاقة النظيفة، لكن في الوقت نفسه وسَّع الإماراتيون علاقاتهم مع روسيا والصين.
واعتبرت أن بن زايد والإمارات "ظهرا كفائزين من عملية إعادة الترتيب الجيوسياسي منذ غزو روسيا أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، لكن ليس بدون ثمن، فاستراتيجية "صديق الجميع" امتحنت العلاقات مع الولايات المتحدة، حليف الدول النفطية الخليجية".
ووفقا لمسؤولين إماراتيين فإن بن زايد "لا يرى أن علاقة الإمارات الوثيقة مع واشنطن تحول دون إقامة علاقات مع موسكو أو بكين، بل إن مثل هذه العلاقات يمكن أن تساعد واشنطن".
وقال المستشار الدبلوماسي لبن زايد، أنور قرقاش، للصحيفة: "لن نريد أن نُعرف من خلال التنافس بين القوى العظمى".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، التقى بن زياد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سانت بطرسبرغ، حيث عرض المساعدة في تبادل أسرى يتضمن لاعبة كرة السلة الأمريكية ريتني جرينر، وبالفعل بعد ثمانية أسابيع، تم إطلاق سراحها في مقابل تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت.
واشنطن تراقب
على الجانب الأمريكي، قال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحيفة إن "البيت الأبيض راقب بن زايد وهو يحقق نجاحات في السنوات الأخيرة مع روسيا والصين أدت إلى توتر علاقة الإمارات بواشنطن، وحذره مسؤولون أمريكيون من أن التعاون الوثيق مع البلدين في الأمور العسكرية والاستخباراتية سيعرض العلاقات مع الولايات المتحدة للخطر".
وأضاف أن "بن زايد تشاور مع المسؤولين الأمريكيين بشأن روسيا والصين بشكل أكبر في الأشهر الأخيرة وعلاقات واشنطن معه تتحسن، فقبل وبعد زيارة روسيا مثلا، تحدث مع مسؤولي الولايات المتحدة والأمم المتحدة ثم اتصل بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي".
وواشنطن، وفقا للصحيفة، "تعتبر الإمارات شريكا في مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، مع استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة، كما طبَّع بن زياد العلاقات مع أكبر حليف لواشنطن في الشرق الأوسط، إسرائيل، في 2020".
قاعدة صينية
و"في السنوات الأخيرة، توترت علاقة بن زايد بالولايات المتحدة، وكاد بناء قاعدة عسكرية صينية سرية بالقرب من أبوظبي أن يقلب العلاقات في 2021، وقال مسؤول أمريكي إن بن زايد أوقف المشروع تحت ضغط أمريكي، فيما قال المسؤولون الإماراتيون إنهم يعتقدون أنه ميناء تجاري بحت".
وتابعت أن "العلاقات المتنامية مع الصين أدت إلى غموض بشأن بيع طائرات مقاتلة متطورة من طراز F-35 إلى الإمارات، كما احتجت واشنطن على استعانة أبوظبي بشركة هواوي (Huawei) الصينية لبناء شبكة (اتصالات) الجيل الخامس".
كما تتجاوز التجارة بين الإمارات والصين 70 مليار دولار وتتجاوز حدود النفط وتتوسع لتشمل التمويل والتكنولوجيا والتبادل الثقافي.
وأردفت أنه "في الأشهر السبعة الماضية، خفَّضت الإمارات، عبر منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، إنتاج النفط بالتنسيق مع موسكو، على الرغم من اعتراضات واشنطن (ارتفاع أسعار النفط يُضر بجهود واشنطن لخفض التضخم)، وحذر مسؤولون أمريكيون الإمارات من مساعدة موسكو في التهرب من العقوبات، حيث يتدفق الروس إلى دبي لتجارة النفط وشراء العقارات وإخفاء الأموال".
وأضافت أن "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرضا عقوبات على الشركات الإماراتية التي تسَّهل تجارة النفط الروسية، لكن ارتفاع أسعار النفط وطفرة سوق العقارات التي غذاها جزئيا الأثرياء الروس دفع إلى توسع اقتصادي إماراتي".
وفي فبراير/ شباط 2022، رفضت أبوظبي التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين غزو روسيا لأوكرانيا، حيث سعت للحصول على تأييد موسكو لمشروع قرار آخر يصف الحوثيين بأنها منظمة إرهابية. كما استثمرت صناديق الاستثمار الإماراتية مليارات الدولارات في روسيا.
سياسة مستقلة
وبحسب مسؤولين أمريكيين وإماراتيين فإن "بن زايد صاغ سياسة خارجية أكثر استقلالية بينما كان يراقب تأرجح السياسة الأمريكية خلال أربع إدارات".
وعن دافع أبوظبي لتنويع شراكاتها عبر بكين وموسكو، قالت دينا اسفندياري، كبيرة مستشاري الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، إن "الإمارات لن تحصل أحيانا على ما تطلبه من الولايات المتحدة".
فيما قال مسؤولون إماراتيون إنهم شعروا بعدم اليقين بشأن التزام واشنطن بتوفير الأمن منذ الضربات التي استهدفت حقول نفط بالسعودية وناقلات نفط في مياه الخليج عام 2019، والتي أُلقيت باللائمة فيها على إيران ولم تلق أي رد من واشنطن، كما فوجئت أبوظبي بالمحادثات السرية التي أجرتها في 2015 إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما مع إيران وأدت إلى الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
كما اشتكى المسؤولون الإماراتيون من رد واشنطن على ما تعرضت له أبوظبي في يناير/ كانون الثاني 2022 من هجمات بصواريخ وطائرات بدون طيار شنها من اليمن المتمردون الحوثيون (مدعومين من إيران)، بحسب الصحيفة.
وقال سلطان الجابر، الوزير الإمارتي الذي يشرف على السياسة الصناعية والمناخية ويدير شركة النفط الوطنية، إن "الإمارات تريد أن تنمو علاقتها مع الولايات المتحدة، ولكن ليس على حساب الدول الأخرى".