تكبير الخط تصغير الخط

بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، يقدم موقع "180 تحقيقات" لقرائه الأعزاء، حلقات يومية على مدار الشهر المعظم، يجول فيها بكافة دول العالم ليستخرج منها عادات وعبادات المسلمين في جميع أنحاء المعمورة خلال الـ 30 يوما.
 

وفي الحلقة التالية، يستطلع "180 تحقيقات" عادات وعبادات المسلمين في الأردن بشوارعها المضاءة بالأهلة والمصابيح، والفوانيس المعلقة على أسطح البيوت، الخيم الكثيرة امام المخابز والتي تزدحم بعشاق القطائف والسمبوسك والحلويات الرمضانية.

أبرز المأكولات

ومن أبرز وأشهر الأطباق التي تؤثث المائدة الرمضانية في هذا الأردن ، نجد “المنسف” الذي يعتبر سيد المائدة، وهو عبارة عن وجبة شعبية يتم إعدادها بالأرز واللحم “البلدي” واللبن المجفف ورقاق الخبز، إلى جانب “القطايف” الحلوى الرئيسية التي تتواجد بدورها وبشكل يومي على المائدة الرمضانية، وبعض المشروبات مثل “قمر الدين” و”العرق سوس” و”التمر الهندي”.

إفطار الصائم

يتم إطلاق مبادرة تسمى “إفطار الصائم”، وتتمثل في توزيع المياه والتمور على المارة في الشوارع والطرقات والذين لم يسعفهم الوقت للوصول إلى وجهتهم قبل وقت الإفطار، إلى جانب المبادرات التي تقوم بها جمعيات من خلال نصب خيم لمساعدة المحسنين وأهل الخير على إقامة مأدبة إفطار الصائم للأسر المعوزة وللطلبة من الدول الإسلامية والعربية الدارسين بالجامعات الأردنية.

وفي هذا الشهر العظيم، وفي إطار التعايش الديني بين المسحيين والمسلمين، نجد مبادرات محمودة يقوم بها عدد من أبناء الطائفة المسيحية في بعض محافظات المملكة من خلال توزيع التمور على الصائمين وإقامة موائد وإفطارات رمضانية، ضاربة بذلك أروع الأمثلة في المودة والتآخي والتعايش والتسامح والمساندة بين أبناء الوطن الواحد في رمضان وغيره من الشهور الأخرى.

المسيحيون يشاركون المسلمون الاحتفال

وفي نفس الإطار، تشارك الطائفة المسيحية بالأردن المسلمين احتفالاتهم بأجواء هذا الشهر الأبرك، بالانضمام إلى الأعمال الخيرية، من خلال برنامج الإعانة الرمضاني الذي تنفذه جمعية “مجلس الكنائس للشرق الأدنى لإغاثة اللاجئين” والذي يشمل الإستجابة لحاجات ما يقرب من 3090 أسرة لاجئة ومحتاجة يقدر عدد أفرادها بحوالي 18 ألف و540 شخصا موزعين على مجتمعات محلية في عدد من المحافظات الأردنية.

ومن بين المظاهر الأخرى التي تميز شهر الغفران، الجانب الروحي الذي يحظى هو الآخر باهتمام كبير لدى كافة أفراد الأسر الأردنية على غرار باقي المسلمين في بقاع العالم، حيث تكثر فيه العبادة وتبادل صلات الرحم والزيارات بين الأقارب، إلى جانب المواظبة اليومية على أداء الصلوات الخمس والتراويح في المسجد، وكذا الإقبال على تلاوة القرآن والأذكار وحضور المجالس العلمية التي قلما نجدها على مدى باقي أشهر السنة.

العصائر

كما تنتشر بالأردن أكشاك العصائر الرمضانية في الشوارع والتي تبيع التمر الهندي والخروب وعصير الليمون الطازج والبرتقال الذي يعصر امامك ليصبح وجود هذه العصائر اللذيذة على سفرة الإفطار عادة اردنية لا غنى عنها.

أبرز الطقوس

ولعل من أجمل الطقوس التي ستشاهدها وقت اقتراب الغروب هي انتشار المتطوعين على الإشارات الضوئية محملين بزجاجات الماء وعلب التمر، والتي يوزعونها بالمجان على الجميع في حال حلول اذان المغرب قبل وصولهم لبيوتهم في مشهد رائع من التآخي والتكافل الاجتماعي الذي تعكسه اخلاق هذا الشهر الفضيل.

موائد الرحمن

وتكثر الموائد الرحمانية التي تقيمها الجمعيات الخيرية ودور الايتام وبعض المساجد التي تفتح أبوابها لكل محتاج حيث يمكنك ان تكون جزءًا من هذه المشاريع التطوعية وسببًا في ادخال الفرح والطمأنينة في روح صائم.

الأسواق الشعبية في وسط عمان

تكثر الفعاليات والأنشطة الرمضانية التي يمكنك القيام بها بعد الإفطار، فيمكنك القيام بجولة في الأسواق الشعبية في وسط البلد في عمان او الاستمتاع بشرب القهوة وتناول الحلويات الرمضانية في أحد المقاهي، او يمكنك التوجه الى بوليفارد العبدلي حيث تقام فيه الكثير من الفعاليات الرمضانية العائلية طيلة شهر رمضان، او زيارة أحد المولات التجارية المليئة بالفعاليات والمسابقات والبازارات الرمضانية الغنية بالمنتوجات المحلية والصناعات الحرفية اليدوية. ولا ننسى الخيم الرمضانية التي تستقبل مرتاديها من بعد الافطار حتى وقت السحور مقدمة أشهى الحلويات الرمضانية واطباق السحور الشعبية والعالمية ممزوجة بالمسابقات والفعاليات وفرق الانشاد والموشحات والعروض المسرحية العائلية التي ترضي جميع الاذواق حيث تنتشر هذه الخيم بفعالياتها المتنوعة في كافة محافظات المملكة.

ومن النفحات الرمضانية الجميلة والعادات العربية القديمة التي تضفي طابعًا جميلاً للشهر الكريم "المسحراتي" وهو شخص يقوم بإيقاظ الصائمين للسحور عن طريق قرع الطبول وأداء جمل بنغمات مميزة وكلمات تحفز النائمين على الاستيقاظ لتناول طعام السحور وقد يقوم بمشاركة المسحراتي بعض أطفال الحي في التهليل والدعوات حاملين معهم الطعام لمشاركة المسحراتي طعام السحور.