- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
رمضان في القدس.. استمرار العادات والتقاليد رغم الاحتلال والتصعيد
رمضان في القدس.. استمرار العادات والتقاليد رغم الاحتلال والتصعيد
- 20 مارس 2022, 8:24:11 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
القدس– منير الغول- مع اقتراب حلول شهر رمضان في فلسطين وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس الا أنهم يؤدون عادات وتقاليد الشهر الفضيل دون تغيير جوهري عن السنوات السابقة ليحافظوا على إرث تركه الاجداد والآباء خلفهم فيحمل رجال اليوم المشعل ويحافظوا على قدسية وروحانية هذا الشهر الذي ينطلق من القدس وزينة البلدة القديمة والاسواق التاريخية والابواب السميكة التي تحيط بواحدة من أهم مدن العالم المحتلة والمقهورة ولا يختلف الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث صعوبة تحصيل لقمة العيش ورغم ذلك هناك عادات يحافظ عليها سكان قطاع غزة والضفة الغربية ايضا ويجسدونها بشكل نموذجي رغم المعانيات التي يواجهونها جراء الاحتلال .
ومنذ احتلال القدس في العام 1967 وضم القدس الشرقية بسطت اسرائيل سيطرتها على المدينة بالكامل وتحكمت بزمام الامور وقامت ولا زالت بتقييد حركة الوصول الى مدينة القدس وخصوصا خلال شهر رمضان المبارك وسمحت لأعداد قليلة من مواطني الضفة الغربية وقطاع غزة بالوصول الى المسجد الاقصى المبارك حيث تتميز القدس في رمضان عن غيرها من المدن بوجود المسجد الاقصى، الذي يشد إليه الرحال آلاف المصلين، وفيها المدفع الأثري الذي يعلن انتهاء يوم الصيام، كما أنها تتميز ببعض العادات الاجتماعية المتوارثة جيلا عن جيل .
يعتبر الحج الى مدينة القدس من أكثر المظاهر الاجتماعية شيوعا في شهر رمضان وتفوت الاجراءات الأمنية على عشرات الآف الفلسطينيين فرصة الوصول للمدينة وأداء الصلوات وشعائر العبادة وخصوصا في ظل الظروف السياسية القاتمة والتي لا تنذر حتى اللحظة بأفق انفراج ..
بناء عليه تبقى عادات وتقاليد شهر رمضان في كل منطقة جغرافية من الوطن على حالها وتتميز بخصوصياتها لكن الاحتلال يعيق على سبيل المثال عمل المسحراتي الذي ينطلق في ساعات الفجر في مدينة القدس لايقاظ الصائمين لتناول طعام السحور معتبرا أن في ذلك ازعاج للمستوطنين كما يعيق أحيانا رفع الأذان للصلوات ويطالب بتخفيض ايقاع وصوت سماعات ومآذن المساجد.
ومع مرور أكثر من عامين على جائحة كورونا التي أضافت معاناة جديدة أمام مواطني الضفة والقطاع وحرمتهم من الوصول الى القدس فان كافة المؤشرات لهذا العام تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن اسرائيل لن تسمح الا لأعداد قليلة جدا وباجراءات مشددة الوصول الى المسجد الاقصى ووفق سياسة التصاريح التي تمنح فقط خلال أيام الجمعة من شهر رمضان المبارك.
وشهد شهر رمضان العام الماضي في مدينة القدس صدامات عنيفة بين الشبان وشرطة الاحتلال، الامر الذي اعاق حركة المواطنين في الوصول الى اماكن العبادة واشاع اجواء من التوتر في المدينة التي تفوح منها رائحة القطايف بجوار شراب الخروب والسوس، وعلى ايقاع أضواء الزينة التي تلون سماء المدينة .
ويخشى مواطنو مدينة القدس تحديدا من تكرار أحداث العام الماضي ورغبة الاسرائيليين بتفريغ أي تواجد شبابي في منطقة باب العامود وأبواب المدينة الأخرى لكن هذا القلق لا يمنع اسواق القدس الصاخبة من الحركة خصوصا في ساعات النهار حيث تعلو أصوات البائعين التي تجذب اهتمام المتسوقين .الذين يقبلون على شراء الفواكه والخضار والحلويات والمقبلات والألعاب وهدايا الاطفال.
وعندما يحل موعد صلاة التراويح التي تعقب الافطار يسارع الجميع رجالا ونساءا، أطفالا وشيوخاً إلى الاصطفاف في صفوف متتالية تبدأ من داخل المسجد الأقصى حتى تصل إلى أبواب الحرم القدسي الشريف الخارجية، ويجهز كل مصل نفسه لأداء صلاة العشاء ثم صلاة التراويح، حيث يلتقي الأهل والأصدقاء في أجواء إيمانية وفرحة بهذه الليالي المباركة لكن ما يعقبها من مواجهات محتملة يظل السؤال الشائع هذه الايام ونحن على بعد اسبوعين فقط من الشهر المبارك .
وتتميز مدينة القدس عن سائر مدن العالم بوجود مدفع رمضان الذي ينطلق ايذانا باعلان انتهاء الصيام يوميا ويتم اطلاقه في أول أيام العيد كتقليد تختص به مدينة القدس.
واحتفالا بحلول الشهر الكريم تقوم العديد من المؤسسات المقدسية بعدة فعاليات خلال أيامه ولياليه، وخصوصا احتفالات الفوانيس المضيئة وتشكيل فرق الاناشيد وهدفها استرجاع الماضي للتأكيد على إسلامية القدس وعروبتها في وجه التهويد الذي تعيشه هذه الأيام .
ويتم في القدس كسائر المدن الفلسطينية تقديم موائد الرحمن في الاقصى وغيره من الاماكن لمساعدة الفقراء لكن العادة التي يشترك بها الجميع هي الالتفاف حول سفرة رمضان لجميع أفراد العائلة وهو الأمر الذي يزيد من اللحمة والنسيج الأسري والاجتماعي وصولا الى نهاية الشهر الفضيل وتحضير كعك العيد الذي تشتهر به فلسطين.
ولا تختلف عادات الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة عن أشقائهم في مدينة القدس باستثناء بعض التغييرات الهامشية والمميزات الخاصة بكل مدينة ويبقى القاسم المشترك بين جميع الفلسطينيين والسؤال المركزي : هل تسلم عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني من الاجراءات الاسرائيلية ويمر شهر رمضان بدون حوادث تذكر أم أن اسرائيل واجراءاتها لهم رأي اخر؟