أطلقت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، مناورات وعمليات واسعة لفحص الاستعداد القتالي في المنطقة الجنوبية التي تضم القرم في ظل توتر بالغ مع الغرب حول الأزمة الأوكرانية.

وذكر مدير المكتب الصحفي للمنطقة العسكرية الجنوبية، فاديم أستافييف، في بيان صحفي أصدره اليوم الثلاثاء: "تم استنفار الوحدات العسكرية للمنطقة العسكرية الجنوبية بإشارة إنذار تدريب مع خروج لاحق إلى مناطق التمركز. ووفقا لخطة الفحص بدأ عدد من التشكيلات والوحدات العسكرية في القيام بمسيرات بطريقة مشتركة إلى ميادين تدريب للقوات المشتركة تقع على مسافة كبيرة من نقاط المرابطة الدائمة لتنفيذ مهمات تدريب قتالي".

ويشارك عملية الفحص القتالي أكثر من 6000 عسكري، وسيتعين على التشكيلات والوحدات العسكرية التدريب على العمل في إطار المجموعات التكتيكية، ومن المخطط شن رمايات نارية تدريبية.

وذكر قائد المنطقة الجنوبية أن العملية ستشارك فيها وحدات من الجيش والقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي ومجموعة سفن لأسطولي البحر الأسود وبحر قزوين.

وأشار إلى أن هدف هذه الفعاليات يتمثل في تقييم قدرة قادة التشكيلات والكتائب على تنظيم العمل المشترك وإدارة الوحدات من الفرع المختلفة للقوات.

وفي بيان منفصل أفادت المنطقة العسكرية الجنوبية بإطلاق تدريبات لأسراب من المقاتلات والقاذفات تشمل 60 طائرة على تنفيذ ضربات صاروخية على المسافات الأقصى في أراضي مقاطعتي فولغوغراد وروستوف وإقليم كراسنودار والقرم.

وأوضح البيان: "تشكيلات الطيران والوحدات العسكرية التابعة للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي للمنطقة العسكرية الجنوبية وكذلك الطيران البحري لأسطول البحر الأسود ستعمل في إطار فحص الاستعداد القتالي على التعاون في تنفيذ ضربات صاروخية على أهداف في أقصى مسافة ضمن أسراب من مقاتلات سو-27 إس إم وسو-30 إس إم 2 والقذائف المقاتلة متعددة المهمات من نوع سو-34".

وسيتم أثناء الفحص نقل المقاتلات والقاذفات إلى مطارات التشغيل وسحب الطائرات من مرمى نيران عدو وهمي.

وإضافة إلى ذلك ذكرت المنطقة العسكرية الجنوبية في بيان آخر أنها أطلقت تدريبات على الرمياة لوحدات الدبابات التابعة لقواتها في أراضي شبه جزيرة القرم.

وأفاد البيان: "تقوم الدبابات بإطلاق النار من المكان بتوجيه مباشر وكذلك أثناء التحرك على أرض وعرة في إطار محاكاة معركة جارية على جبهتين".

بالإضافة إلى الرمايات على الأهداف، سيتدرب جنود وحدات الدبابات على تكتيكات تدمير وقمع نقاط إطلاق النار على الدبابات لعدو وهمي أثناء الهجوم.

وتشارك في العمليات، التي تجري في ميدان أنغارسكي، أطقم دبابات من طراز ت-72 ب 3، تابعة لفيلق الجيش بالمنطقة العسكرية الجنوبية.

وتأتي هذه التدريبات على خلفية توتر متصاعد بين الغرب وروسيا في ظل ادعاءات الولايات المتحدة والأطراف الأخرى في الناتو حول استعدادات روسية لشن عملية غزو محتملة لأوكرانيا.

وأكدت روسيا مرارا أنه لا نية لها لشن أي عملية ضد أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة، والغرض من هذه الادعاءات يتمثل في تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا استعدادا لعقوبات اقتصادية جديدة وتبرير توسع الناتو شرقا، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة كونه يهدد الأمن القومي الروسي.

ومع ذلك أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أمس الاثنين رفع مستوى تأهب بعض قواتها داخل الولايات المتحدة وخارجها واحتمال نقل 8.5 ألف عسكري أمريكي إلى أوروبا في ظل التوتر حول أوكرانيا.

كما ذكر الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبيرغ، أن الحلف يدرس إمكانية إرسال مجموعات قتالية إلى منطقة البحر الأسود، لكنه أشار إلى أن أي قرارات بهذا الشأن لم يتم اتخاذها بعد.