- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
رويترز: الإمارات تستعد لإدارة مطار كابول في صفقة مع طالبان
رويترز: الإمارات تستعد لإدارة مطار كابول في صفقة مع طالبان
- 7 يوليو 2022, 4:38:47 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تستعد الإمارات وحركة "طالبان" لعقد صفقة يمكن الإعلان عنها في غضون أسابيع تدير بموجبها الإمارات مطار كابول وعدة مطارات أخرى في أفغانستان، وفقا لمصادر مطلعة على المفاوضات.
ومن شأن الاتفاق أن يساعد "طالبان" على تخفيف عزلتها عن العالم الخارجي مع توليها حكم دولة تعاني من أزمة اقتصادية.
كما ستمنح الصفقة دفعة لأبوظبي في صراعها الدبلوماسي مع قطر على النفوذ مع حكام أفغانستان الجدد.
وطالبت "طالبان"، التي ما زالت حكومتها منبوذة دوليا وغير معترف بها رسميا، القوى الإقليمية، بما في ذلك قطر وتركيا، بتشغيل مطار كابول والخط الجوي الرئيسي لأفغانستان الحبيسة مع العالم الخارجي.
وقالت المصادر إنه بعد شهور من المحادثات، التي شهدت في وقت ما احتمال إبرام صفقة مشتركة بين الإمارات وتركيا وقطر، من المقرر أن تسلم "طالبان" العمليات برمتها إلى الإمارات، التي سبق لها إدارة مطارات أفغانية.
وأضافت المصادر أنه بموجب الاتفاق مع الإمارات، سيتم توظيف الأفغان في المطارات، وذلك يشمل أدوارا أمنية، وهو معيار مهم لـ"طالبان"، التي تعارض بشدة وجود قوات أجنبية.
وقالت المصادر إن متعاقدا إماراتيا مرتبطا بالدولة سيقدم أيضا خدمات أمنية، بينما ما زالت المحادثات مستمرة بشأن إدارة المجال الجوي الأفغاني.
وفازت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات، التي شاركت في إدارة الخدمات الأرضية والأمن في المطارات الأفغانية قبل سيطرة "طالبان"، بعقد الخدمات الأرضية في مايو/أيار بعد فترة وجيزة من زيارة مسؤولي "طالبان" لأبوظبي.
عقد أمني
قالت المصادر إن المفاوضات المشتركة بين قطر وتركيا مع "طالبان" انهارت في نفس الوقت تقريبا.
ولم يكن لدى المسؤولين الإماراتيين أي تعليق عندما اتصلت بهم "رويترز". ولم ترد هيئة الطيران المدني الإماراتية على طلب للتعليق.
وأكد متحدث باسم وزارة النقل التابعة لـ"طالبان" أنه تم بالفعل توقيع عقد لأمن الطيران مع الإمارات، لكنه قال إن عقد حركة الملاحة الجوية لم يتم الانتهاء منه أو تأكيده بعد.
وقالت المصادر إن شركات الطيران الإماراتية، التي لم تقم بأي رحلات إلى أفغانستان منذ استيلاء "طالبان" على السلطة العام الماضي، من المتوقع أن تستأنف رحلاتها إلى كابول وربما مطارات أفغانية أخرى بعد إبرام الصفقة.
وأضافت المصادر أنه في الأشهر التي سبقت إرساء عقد الخدمات الأرضية، أجرت "طالبان" مرارا تغييرات غير مبررة على فريقها الذي يتفاوض مع قطر وتركيا.
وقالوا إن "طالبان" سعت بعد ذلك إلى تغيير الشروط المتفق عليها من خلال زيادة رسوم المطارات والضرائب وإضعاف سيطرة قطر وتركيا على تحصيل الإيرادات.
ولم يكن لدى مسؤول قطري تعليق عندما اتصلت به "رويترز". وأكد مسؤول تركي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن المحادثات مع "طالبان" توقفت "منذ فترة".
ويقول مسؤولون غربيون إن هناك فائدة تجارية مباشرة قليلة في إدارة عمليات المطار التي تشكل تحديات أمنية كبيرة، لكن مطار كابول سيوفر مصدرا رئيسيا للمعلومات الاستخباراتية بشأن التحركات داخل وخارج البلاد.
وتعد مفاوضات الإمارات جزءا من جهود أبوظبي لتوسيع نطاق العلاقات القائمة منذ فترة طويلة مع حكام أفغانستان، التي شملت مساعدات حكومية وجهودا دبلوماسية في الأشهر التي تلت تولي حركة "طالبان" السلطة.
خصوم الخليج
يقول مسؤولون غربيون إن أبوظبي تنظر إلى أفغانستان، التي تشترك في حدود برية كبيرة مع إيران جارتها على الجانب الآخر من الخليج، على أنها جزء من فنائها الخلفي الأوسع؛ ولذا تعتقد أن لها مصالح مشروعة في الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلاد.
كما يقول مسؤولون غربيون إن الإمارات حريصة على مواجهة النفوذ القطري في أفغانستان؛ حيث نالت قطر إشادة من الدول الغربية لكونها بوابة لـ"طالبان"، لكنها تعد خصما لأبوظبي في الصراع على النفوذ الإقليمي.
ويشعر المسؤولون الغربيون بالقلق من أن التنافس بدأ الآن في أفغانستان. وقطعت الإمارات، إلى جانب السعودية ومصر والبحرين، العلاقات مع قطر من عام 2017 وحتى 2021 في إطار نزاع مرير طويل الأمد بين الدولتين الخليجيتين تم حله إلى حد كبير العام الماضي.
واستضافت قطر المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة، وهو منذ فترة طويلة أحد الأماكن القليلة لاجتماعات الحركة، وحيث تفاوضت الولايات المتحدة معها للانسحاب من أفغانستان.
كما ساعدت قطر في إدارة مطار حامد كرزاي الدولي في كابول بعد انهيار الحكومة المدعومة من الغرب في أغسطس/آب الماضي. وقامت الخطوط الجوية القطرية بتشغيل رحلات عارضة ووفرت القوات الخاصة القطرية الأمن على الأرض.
لكن يبدو أن علاقة قطر بـ"طالبان" متوترة الآن، وفقا لمسؤولين غربيين قالوا إن قادة الحركة أصبحوا قلقين من الاعتماد المفرط على دولة واحدة.