- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
قصيدة سارية الجبل
آذوني فيك
قالوا أنك صرت امرأة حبلي
من أول أيام التأريخ ومن قبل
بشارة مريم ومجيئ السيد عيسي
عرُّوك وزفّوك إلي كل مذابح هذي الدنيا
من يمناك ويسراك وأسفلك وأعلاك
أزواجك يا سيدتي عُرفا أو شرْعا
آذوني فيكِ
من يفشل في غزوة شطيك
يدور عليّ فيحبط أوراق الميلاد
ويشطب منها خان الأب وخان التاريخ
فما عاد الواحد منا يعلم نطفته
أو من أي اللدغات نبت
أغرقهم دمعك في زيف من شبق
غادر كل منهم عبر بحار في عينيك
تفور ولا تهدأ
إلا حين تمص الشمس
خواتيم الليل بعينيك
فيشرق وِلْد آخر
يحمل في كفيه ملامح حزنك
وبواكير الشفق المحمول علي شطيك
وصفحة جيدك يكتب فيها
وكأن كتابته بالحرف الأول والسطر الآخ
ختموا كل عيالك من أوهام المتعة
بتراب حملته رواحلُ
إخوةِ يوسف تحت قوائمها
وقت رموه بجوف الجب
آذوني فيك
قالوا أنك غانية وأنا أشتم روائح طهرك
من بين أظافرك الموشومة بالدم
المغروسة في الهم
وفي حجر اليم تضاجع موجات النشوة
تسعي كي أصبح ذاك الولد المخبوء الإسم
أن أولد من رحم النيل
أن آتي محمولا في مركب شمسٍ
لا تصطف علي جدران المتحف
أو تقعي تحت عيونٍ من كون آخر
أو تصفيقٍ مستشرق
يسعي للتصوير وللتأريخ
فولدت
.. حين صعدت أوشوش سرة نهدك
أستجدي فيضا من دفء ينساب إليّ
أدهشني كيف يصلي في شفتي
من دون وضوء
أو جزع ينساب لمريم بالرطب المطبوع
علي عين الله
قرات عليك قرآنا وإنجيلا وتوراة
ورحت الي أيام إبراهيم
أتلو في صحائفه
فألقوا بي إلي النيران في الكفين مصحَفَه
فما مسته شعلتُها
وما أحسست بالنيران في بدني
فعدت إليك سيدتي
أساوي بين رتقينا وألضم في مآقينا
أفتش بين أحرفنا عن المأوي
يا سين تلك فاتحة الكتاب
وتيك سبعٌ منجيات في الميادين تلوح
أكملي بردتك النبية قبلي نهرا غوته
فحولة التغريب عن شطيك
دثري ماءك
واخلطيه بشوق عينيه الأبية
واجعليني فارس البحر
وعنوني تلك البطاقة باسم عائشة التقية
وقعي باسمينا معا
واختميها باسم مارية المسيح
وعنوني إشراق ثورتها باسم سارية الجبل