APril is the cruelest month

بيت شعر ل T.S.Eliot أمي كانت بتردده من وأنا طفلة. هو طبعا في القصيدة يقصد غير اللي هي كانت تقصده وما عرفتش ده غير لما كبرت. 

لكن من وأنا عندي ٦ سنين بخاف من الربيع وباترقب مجيته وأبريل فضل بالنسبة لي أقسى الشهور.

 ذكراك بتيجي والناس تقول لي تعيشي وتفتكري وأنا بجاهد علشان أفتكر.

 بجاهد علشان ما أنساش صوت ضحكتك وحضنك ومشية إيدك على الورقة وقعدتك جنبي على الأرض نرسم ونلعب. 

بجاهد عشان أتعرف عليك من خلال شغلك وحكاوي الأهل والأصحاب عنك كإننا أغراب.

 لكن أغراب إزاي وإنت واحشني كده ومفتقداك كده وحاسة بالفراغ اللي سبته في قلبي مافيش أي حد أو حاجة ممكن تملاه.

 حفرة غويطة جدا في قلبي لما باحاول أبص فيها وأنده عليك باسمع صدا صوتي. 

مع إنك حاضر في كل حاجة حواليا! في الأغاني اللي بيغنوها الأطفال في المدارس وفي الجدالات السياسية وفي أغاني الفرق الجديدة وفي شعر كل الشعراء اللي جم بعدك. عايش وحاضر وموجود ومرافقني في كل خطوة كإنك في الهوا اللي باتنفسه. عارفة إن وجع أبريل عمره ما هيروح وحافضل أجاهد علشان ما اقعش في الحفرة إياها. 

من أربع سنين ربنا قرر يبعتلي هدية يوم ذكراك. إبني علاء اللي كان معاد ولادته ٢١ أبريل وطلبت من دكتوري الحبيب الدكتور ماهر عمران يولدني ٢٢ أبريل علشان ما يبقاش نفس يوم الذكرى. هدية من ربنا كإنها بتجسد البيت اللي قلت فيه "الأصل هو الموت ولا الحياة؟ عجبي"

حفيدك جه وخلى الربيع أحلى. حوله من ذكرى لعيد. وبقيت على قد ما باخاف من أبريل برضه باستناه علشان نحتفل بالحياة اللي "لا دخلناها برجلنا ولا كان لنا ميل". علاء السنة دي بقى أربع سنين وبيغني أبريق الشاي وأحسن ناس وبابا يا بابا ويا واد يا تقيل والليلة الكبيرة.

 وفاطمة بقت عشر سنين وبتقرا شعرك وبتتعلم من كاريكاتيراتك وتحاول ترسم. 

مش علاء وفاطمة بس. كل البلد أحفاد وأولاد، أجيال ورا بعض بتتعلق بيك وتلعب معاك وتتعلم منك. 

موت مين ده يا بابا اللي يحوشك عنّا؟. تصبح على خير.