- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
سعيد البدري يكتب: رسالة إيران: انتهى زمن اضرب واهرب !!
سعيد البدري يكتب: رسالة إيران: انتهى زمن اضرب واهرب !!
- 21 يناير 2024, 5:13:39 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يبدو الامر مفهوما للملايين ممن يثقون بمحور المقاومة، فيما يتعلق بالضربات الصاروخية الدقيقة التي وجهها الحرس الثوري الايراني لأوكار التجسس الصهيونية ومجاميع داعش التي ترعاها أميركا ومخابراتها في أربيل و سوريا وباكستان ،نعم من يثقون بقدرة إيران وأحقيتها في الدفاع عن نفسها وشعبها ،الذي تعرض لمخطط إجرامي عبر استهداف المدنيين في كرمان وقبل ذلك المنشآت الحيوية في إصفهان وعدد من المراكز الحدودية و المدن الايرانية..
الرد الايراني جاءت تفاصيله متناسقة التوقيت ،مؤكدة الاهداف ،متسقة مع ما يراد من عقاب للمعتدين ،فقد وجهت قوات الحرس الثوري الايراني ضربات دقيقة بالصواريخ الباليستية على أكثر من مقر للموساد ،وأوكار كانت تتخذ ملاذا لتجمعات عملائه، ممن ينفذون العمليات التخريبية من المحسوبين على ما يسمى بالمعارضة الكردية في إيران ،والذين جرى تدريبهم وشراؤهم بثمن بخس ،فكانوا أداة رخيصة تديرهم وتدربهم مجموعة متخصصة من عناصر الموساد الصهيوني، لأغراض التخريب وتنفيذ الاغتيالات ،وبخلاف ما أعلنت أربيل ،فأن هذه المقرات كانت تدار صهيونيا وأمريكيا وبالتنسيق مع عناصر كردستانية في أربيل، إذن المعلومات المؤكدة المتوافرة لدى استخبارات الحرس الثوري،وكل المعطيات كانت تشير لوجود صيد ثمين ،حيث يجتمع شخوص المخططين والمنفذين للعمليات التخريبية ،وهنا يكون وقت ومكان الحساب بلاريب ولا تردد ولاتراجع ،وهو ماحققته إيران عبر هذه الضربات الماحقة .
بالتزامن مع ضربات أربيل انطلقت ساعة صفر أخرى، مستهدفة بعدد من صواريخ فاتح 110 اجتماعا لعصابات داعش في الاراضي السورية، ويالها من مفاجأة، فالاجتماع المذكور كان بتنسيق أميركي وبوكر أميركي لمجاميع استهدفت كرمان وهددت إيرانُ و رجالاتِها ،لنفهم الاسباب والدوافع الاخرى لحرس الثورة ، فعلينا أن نحلل الحدث السوري بمعزل عن حدث أربيل ،و لايمكننا فهم اللغز الا بالرجوع قليلا الى الوراء فالادوات ذاتها هي من سهلت اغتيال غادر للشهيد السيد القائد رضي الموسوي ،ويبدو أن هذه المجاميع كانت شبكة جواسيس داعشية تراقب وترصد الاهداف، وتقدم المعلومات للاميركيين ومنهم للصهاينة ،وعليه فأن القصاص الذي حل بهم هو عقاب فوري وتنفيذ لوعيد كان قد أطلقه رفاق الشهيد السيد رضي ،والوفاء به واجب لا يحتمل التأجيل، فزمن الصبر على المارقين قد ولى والحزم ومحاسبة المجرمين والقصاص منهم ،رسالة إيرانية بليغة الدلالات لهم ولمن جندهم ،وحاول عبرهم ممارسة البلطجة وزعزعة استقرار إيران واغتيال رجالاتها بواسطة هذه الادوات الرخيصة.
ولأنه رد شامل متصل متواصل، فلا ريب أن توجيه الضربات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة لمعاقل الارهابيين وفلولهم في الاراضي الباكستانية تأكيد لنهج العقاب ،فنالت عناصر وقيادات ما يسمى بـ( جيش العدل ) الارهابي نصيبها من الردع والانتقام ، فمن يظن أن الهرب والتسلل عبر الحدود وسيلة للنجاة بعد تنفيذ الجريمة فهو واهم ،والامر مرتبط بالأمريكي قبل غيره ،وبمن معه من عناصر الموساد المجرمين ،
فكانت ضربات ليلتي 16 و 17 كانون الثاني كابوسا على تلك المجاميع ،والتي لم يستوعبها الاميركيون والصهاينة الذين لم يفيقوا بدورهم بعدُ من صدمة قصف أوكارهم في أربيل والاراضي السورية ،فاستنفروا جهدهم وتلاحقت برقياتهم وعقدت غرف عملياتهم الطارئة اجتماعاتها بهدف تحديد الخسائر ،وفهم أسباب تداعي استخباراتهم وعدم علمها بكل تلك الضربات ،وأيضا لتحليل مضامين و رموز رسائل إيران ،التي زلزلت الارض من تحت أقدامهم بهذا الرد الخاطف المتقن، فما تم بنائه والتخطيط له خلال عقود تبخر بضربات دقيقة متلاحقة، أعلنت عن عهد جديد ومنطق جديد ،لم يكونوا يتوقعون حدوثه بهذه السرعة ،وفي ظل هذه الظروف حيث تمتد يد المقاومة وتتواصل ضرباتها للمحتلين الغاصبين وأدوات الاستكبار العالمي .
لقد أكدت إيران وقيادتها أن زمن ( اضرب واهرب ) قد ولى، كما أن هذا التكتيك الذي كانت تعتمده هذه العناصر الجبانة الغادرة بالتسلل للعمق الايراني وتنفيذ العمليات الارهابية ضد المدنيين بخسة ودناءة قد ذهب لغير رجعة ، كما ولى زمن الصبر ايضا ، وحل "وقت الحساب" ولابد أن يدفع المعتدون فاتورة الدم ،فالعين بالعين والسن بالسن ،والغدر والاغتيالات بالصواريخ الباليستية والمسيرات والبادئ أظلم .