- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
سلام شما تكتب: الطواقم الطبية في فلسطين تحت مطرقة الاحتلال
سلام شما تكتب: الطواقم الطبية في فلسطين تحت مطرقة الاحتلال
- 14 سبتمبر 2024, 9:19:24 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تتعمد آلة الحرب الاسرائيلي تصفية الوجود الصحي في غزة وتعتبره هدفاً سامياً، وهي بذلك تضرب عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية والبروتوكولات والاتفاقيات والقوانين الدولية، ومنها اتفاقية جنيف الرابعة، والتي كفلت موادها الحماية الكاملة للمشافي المدنية. ففي المادة 18 منها: "لا يجوز بأي حال الهجوم على المشافي المدنية المُنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات".
كما أن سيناريو استهداف سيارات الإسعاف وإعاقة حركتها قد أودى بحياة العشرات من المصابين، وتمركز الجيش الإسرائيلي عند مفترقات الطرق الرئيسية وإطلاق النار على هذه المركبات منعاً لحركتها وتأديتها لمهامها، وإعاقة عمل طواقم الدفاع عن المدني والمسعفين، وهو ما يتنافى بشكل كلي مع (المادة 21 )من اتفاقية جنيف والتي تنص على "احترام وحماية عمليات نقل الجرحى والمرضى المدنيين والتي تتم سواء في البر أو البحر".
وامتدت الكارثة لتشمل نقص المعدات والأدوية وحتى الغذاء والمستلزمات الطبية، إضافة إلى خروج بعض المشافي والمراكز عن الخدمة كمشافي غزة.
الـ 36 مشفى التي لم يتبق منها إلا بما هو بحدود العشر مشافي والـ (138) مؤسسة صحية أُخرى، والحالات أصبحت بحالة صعبة جداً والوضع اليوم يحتاج إلى ممرات آمنة لنقلهم للمشافي الكبرى والمتقدمة.
وبحسب المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام، فإنه في تاريخ الثلاثاء 10/9/2024 حذر المشفى الاندونيسي ومشفى كمال عدوان شمال غزه من خروجهما من الخدمه، بسبب نفاذ الوقود اللازم لتشغيل اقسامهما في ظل استمرار الحصار والقصف الاسرائيليين ومنع دخول الوقود.
وقد أفاد مدير المشفى الاندونيسي مروان السلطان بأن قسم العناية المركزة وصل طاقته القصوى، ويمتلئ بالحالات الحرجة.
ولوحشية الاحتلال دائما وقذارته حججه الواهية ومزاعمه الفاشلة لتبرير أعماله الوحشية، وقبيل استهدافه المشافي أعد رواية مفادها، أن حركتي الجهاد وحماس تتخذان من المشافي مقار لقيادة عملياتهما ومخابىء أسلحة، فـلحركة حماس مقر ضمن نفق مزعوم تحت مجمع الشفاء الطبي، وروج للرأي العام المحلي والغربي أن المجمع يحوي على مخازن أسلحة وأماكن لاختباء عناصر الحركة وتنفيذ العمليات ضد الاحتلال، فحوله لمحور لعملياته، وأن تدميره ضروري للقضاء على الحركة وضمان أمن اسرائيل، وهذا ما نفته مراراً وتكراراً حماس، وطالبت بتشكيل لجان دولية للكشف عن كذب وزيف ادعاءات الاحتلال.
لا يقتصر ذلك على مشفى الشفاء وحده إنما مشافي غزة بشكل عام التي تتعرض للهجمات، حتى صار شائعاً مصطلح حرب المشافي في شمال القطاع، حتى الأطفال الخُدج يحدق بهم الموت في أي لحظة جراء خروج المشفى عن الخدمة.
مجمع الشفاء قد تحول منذ عام 2007 إلى قلعة نضال ضد المحتل، من حيث استضافته وفود كسر الحصار واحتضانه لمؤتمرات صحية، وبنائه شراكات قوية مع المنظمات الدولية والصحية، فيسعى الاحتلال لكسر رمزية هذا المعلم الطبي، بإلحاق أكبر قدر من الأذى والمشقة بالنازحين إليه للاحتماء بمحيطه، وحرمانهم من الرعاية الطبية التي تغطي مساحة جغرافية كبيرة، فهو قائم على مفترق طريق شهير في الجانب الغربي من وسط غزة، ليخدم صحيا المدينة بشكل خاص والقطاع بشكل عام، وسعى الاحتلال لإنهاك أكبر عدد من المرضى الذين هم في أوضاع حرجة، وغالباً ماباتت جروحهم حتى قد لا تُخاط، وتعمد استهداف المناضلين المصابين بالاشتباكات ليضمن عدم عودتهم الى ساحات القتال.
حتى مرضى السرطان باتوا لا يجدون إلا المسكنات البسيطة وأوضاعهم تزداد سوءاً وقهراً.
ولا يمكننا تجاهل ماحصل في المشفى المعمداني، الذي يعد من أقدم وأهم مشافي غزة وقد تعرض لأكثر من اعتداء وحشي، أبرزها مجزرة مروعة بتاريخ (17/ 10/ 2023) أصابت الغارة العنيفة الجوية ساحة المشفى التي تغص بالمرضى والنازحين، وأغلبهم نساء وأطفال مزقتهم أشلاء متناثرة وتحول المشفى إلى بركة من الدماء.
ويطلعنا المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة على بعض الإحصائيات حتى تاريخ 31/ 8/ 2024:
- 82 شهيدا للدفاع المدني
175 شهيدا صحفيا
855 شهيدا من الطواقم الطبية
7 مقابر جماعية داخل المشافي
94,060 جريحا ومصابا
177 مركز إيواء استهدفه الاحتلال
17,000طفل دون والديهم أو أحدهما
3500 طفل معرض للموت من سوء التغذية
10,000 مّرَيَـضّ سرطان يواجهون الموت
12,000جريح بحاجة للعلاج خارج القطاع
60,000سيدة حامل معرضة للخطر
35,000مريض مزمن بحالة خطرة بسبب منع دخول الأدوية
71,338حالة عدوى التهابات كبد وبائي
1,737,524 مصاب بأمراض معدية
10,000 مفقود
115 طفلا ولدوا واستشهدوا في الحرب
40,691 شهداء وصلوا للمشافي
11,296شهيدة من النساء
36,000 استشهدوا بسبب المجاعة
كل ما حدث وسيحدث والمنظمات الإنسانية كافة تكيل بمكيالين، وتغض بصرها عامدة عما يجرم به الاحتلال بحق المدنيين والأطفال والنساء على وجه الخصوص لتحقيق مآربه بتغير الخارطة الديمغرافية الفلسطينية في غزة.