سليم صفي الدين يكتب : "إيفلين" مصرية الروح والهوى

profile
سليم صفي الدين كاتب صحفي
  • clock 3 يونيو 2021, 12:13:14 ص
  • eye 1429
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فنانة متفردة اتخذت من فن يحاكي التفاصيل والتراث ويتجلى فيه الجمال والإبداع سبيلا للعيش والنهوض بقرية تونس المصرية بمحافظة الفيوم. إيفلين بوريه، فنانة سويسرية أخذت الخزف طريقا لنشر السلام والمحبة والنور، حولت مدينة تونس إلى واحد من أهم المزارات السياحية في مصر.

جاءت إلى مصر في عام 1936 –تقريبا- أي منذ نحو 65 عاما، في رحلة لبحيرة قارون بمدينة الفيوم. ورحلت عن عالمنا أمس. كانت بصحبة زوجها السابق الشاعر المصري الكبير سيد حجاب، وقعت في أسر غرام الطبيعة الخلابة التي تتميز بها الفيوم، فكان للخضرة والحياة البسيطة عامل السحر في جذبها للخلاص من محيط العالم الذي يمضي إلى التكنولوجيا الرقمية والصناعية بسرعة كبيرة، ويبتعد عن الطبيعة والزراعة، لتقرر أن تكمل حياتها في قلب البساطة. 

أشترت قطعة أرض في قرية تونس، وأقامت عليها منزلها البسيط، الذي عاشت فيه بطبيعة المدينة، فكانت تضيئ المنزل على "لمبة الجاز" وتشرب من "الطلمبة" واستمرت على هذا الوضع نحو 10 أعوام كاملة. إلى أن قامت بتنظيم أول مهرجان للخزف في القرية، ما أدى إلى لفت أنتباه المسؤولين إليها، فتحولت القرية من الظلام والمياه الجارية إلى النور والماء العذب بعدما قررت الدولة توصيل المرافق إلى إليها.

آنذاك كان ينحصر متعة أطفال القرية على اللعب في الطين، ما دفع "بوريه" إلى تعليمهم فن صناعة الفخار. افتتحت مدرسة لتعليم الخزف والفخار، فانطلقت بقرية تونس إلى آفاق جديدة، لتصبح بعدها قرية سياحية من الدرجة الأولى، تشارك سنويا في مهرجانات دولية لصناعة الخزف، فضلا عن تنظيم مهرجانات خاصة بصناعتها وما تنتجه المدرسة كان يحضره المسؤولين وفنانين من كافة أنحاء العالم.

تحولت قرية تونس المصرية البسيطة إلى خلية نحل في إنتاج الخزف والفخار والفنون اليدوية، وأصبحت المهرجانات والمعارض جزءا من تكوين القرية. فقد تجد أعمارا سنية صغيرة لها معارض فنية ضخمة يعرضون فيها إنتاجهم.

 

إيفلين، كانت تهوى العيش بعيدا عن الأضواء، فكانت قليلة الظهور الإعلامي، بسبب حبها للعمل والقرية والحالة التي استطاعت خلقها بداخل كل بيت فيها، فكانت نموذجا للحب والفن المُبهر على كافة المستويات الاجتماعية والإنسانية.

التعليقات (0)