- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
سميح خلف يكتب: إسرائيل ما قبل و ما بعد الحرب
سميح خلف يكتب: إسرائيل ما قبل و ما بعد الحرب
- 21 ديسمبر 2023, 6:12:03 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ثمة ما هو مهم وضع الذاكرة ما قبل 7-10 و حالة التيه السيادي و السياسي في اسرائيل و خمس انتخابات لم تحقق فيها اسرائيل اي انجاز لفكفكة ازماتها الداخلية ، اسرائيل تعاني منذ اكثر من 7 سنوات من ازمات حادة في نظامها السياسي و في حالة تخبط حتى استشعر بعض السياسيين الاسرائيليين والمفكرين ايضا ببداية تفكك الدولة الصهيونية وربما برز عامل اخر في هذا التفكك من اختلافات ثقافية وراثية وقديمة ترجع الى طبيعة المسافات و الانتماءات لما قبل ما يسمى اعلان الاستقلال الاسرائيلي ، و الكثير منهم اصبح ينظر لمستقبل اسرائيل بسوداوية وربما كانت حركة النزوح اصبحت كفكرة اي الهجرة المعاكسة .
ولكن في السابع من اكتوبر قد ترسخت فكرة ما يسمى تفكك دولة اسرائيل التي عجزت فيها المؤسسة السيادية الاسرائيلية من اجهزة مخابراتها و أمنها من الرصد و المعلومات التي يتوجب فيها على تلك الدولة من معرفة حسابات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة و ما تعده من هزيمة لدولة اسرائيل بكل المقاييس ، و برغم العلانية والثقة الزائدة لدى المقاومة الفلسطينية بأن اعلنت عن نيتها لاستهداف غلاف غزة وربما ادارتها من خلال مؤتمرات عقدت في غزة تجمع نخب وقيادات ، وبذلك في ظل ازمة هذا الكيان الداخلية تعززت فكرة الاحتمالية في زوال ما يسمى دولة اسرائيل قبل العقد الثامن من وجودها .
هذا كان ما قبل المعركة فقد تحققت هزيمة تلك الدولة منذ ذاك التاريخ و لم تمحو هذه الهزيمة اي ردات فعل اخرى لدولة اسرائيل تجاه المقاومة الفلسطينية وقطاع غزة والضفة الغربية ، ونحن نقارب الان ل 75 يوم من الحرب على غزة ولو قارنا السقف الاستراتيجي لهذا العدوان للقضاء على حماس واسترجاع الاسرى وتدمير ما يقارب 60% من مباني غزة ومستشفياتها و جوامعها فلم تحقق اسرائيل اي انجاز استراتيجي بل كما قال وزير الدفاع الامريكي بأن اسرائيل هزمت استراتيجيا و ان حققت بعض الانجازات القليلة التكتيكية باحتلالها مقاطع مفصلية في قطاع غزة و التي لا تنم عن سيادة عسكرية فمازالت من خلال تلك المناطق تنطلق الصواريخ نحو تل ابيب الكبرى و مستوطنات غلاف غزة و مازالت المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها تحقق خسائر فادحة في صفوف تلك القوات التي ترجمتها بعض حركة المستشفيات ب 3000 قتيل و حوالي اكثر من 5000 جريح و ما يقارب اكثر من 300 دبابة وناقلة جنود و بالحسابات العسكرية لقد فقدت اسرائيل في مواجهتها مع قطاع غزة اكثر من لواءين و اجهضت قدرات الوية النخبة هذا ما بعد الحرب .
الحرب على غزة اظهرت ان الجيش الاسرائيلي ليس جيس بمحارب بالمعطيات العسكرية الرسمية والفنية والقانونية فهي تعتمد على سلاح الطيران للتدمير العشوائي والنوايا بقتل الانسان الفلسطيني كهدف في حد ذاته وهذا يخدم شعارات تحالف اليمين المتطرف و المسيحية الصهيونية في امريكا وبريطانيا و ارضاءا لغرور الهوس الديني لسمورتيتش و بن غفير و ناتنياهو و لكن في الحقيقة في الحسابات العسكرية لم تحقق اسرائيل وجيشها نصرا يحسب في الذاكرة العسكرية .
اسرائيل في هذا الحال قد ازدادت تفككا واختلافا وخلاف علنية وسرية في مجلس الحرب الاسرائيلي و ظهر منها البعض على العلن ولكن يجتمعون جميعا بأن استمرارية الحرب انقاذ لهم مما قد يحدث ما بعد السكون في المجتمع الاسرائيلي والمؤسساتي وبروز معالم الهزيمة حيث زادت من تفكك هذا الكيان ما قبل الحرب اي ان تنفجر اسرائيل من الداخل وربما الى حرب اهلية و لذلك هم حريصون هم و الامريكان هلى رفض وقف اطلاق النار المطلق بل من خلال هدن متتالية و متجزئة و قد ندرك هذا المفهوم من الشجارات و النقاشات التي تعرضها القنوات الاسرائيلية ولذلك اسرائيل وامريكا مازالت تعرضان الهدن الانسانية مقابل البحث في الافراج عن الاسرى و تعرض اعادة انتشار في قطاع غزة والسيطرة على محور فلادلفيا ولذلك كان تصريح الرئيس الاسرائيلي في هذا السياق وكذلك البيت الابيض الامريكي ، اما الموقف الاوروبي فقد بدأ في التفكك والتحالف بدأ بالتفكك حيث تطالب اوروبا بوقف دائم لوقف اطلاق النار والبحث عن تصور سياسي لاقامة الدولة الفلسطينية بموجب القرار 2/4/2 .
اذا المعركة الدبلوماسية الان مفتوحة بين المقاومة الفلسطينية و اسرائيل في عواصم اوروبية و عربية في لندن وباريس و مصر و قطر فالمطالب للمقاومة الفلسطينية بوقف دائم و انسحاب اسرائيلي من غزة وتبادل اسرى متدرج زمنيا متوافقا مع تصور و حراك سياسي لتصور الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة و بالتالي موقف المقاومة لازال رافضا للهدن المؤقته التي تسمح للاسرائيليين باسترجاع قواهم المنهكة في قطاع غزة وسعيا لعملية التبريد للرأي العام العالمي بعد المشاهد و المذابح التي ارتكبتها اسرائيل في قطاع غزة التي لم يعدها بشر وفي اكثر الحروب همجية من التتار للمغول للهكسوس للصليبيين ، و هنا المقاربات التي يلعب بها الوسطاء بين المطالب الاسرائيلية و المقاومة الفلسطينية سيرجحها الميدان و مدى الخسائر التي تحققها المقاومة الفلسطينية في صفوف الالة العسكرية الاسرائيلية .