- ℃ 11 تركيا
- 18 نوفمبر 2024
سميح خلف يكتب: الجنرال المعجزة
سميح خلف يكتب: الجنرال المعجزة
- 18 أكتوبر 2024, 4:31:28 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
(فما وهنوا لما أًصابهم في سبيل لله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)
صدق الله العظيم , خير ما نستهل به هذا المقال وفي هذا الظرف لنتحدث عن ظاهرة فريدة من نوعها وعبقرية فكرية وقتالية , فالمعنى في الاية الكريمة وهي خير ما نستدل بها عن هذا الجنرال الذي اخذ بمرتبته ورتبته وزمانه ومكانه ليأخذ مقعد علي الاقل في العصر الحديث بدون ان نغوص في ملاحم التاريخ الجهادية والنضالية لهذه الامة ومنذ بزوغ الهداية والرسالة السماوية للامة الاسلامية , فهذا الرجل اخذ مرتبته (الجنرالية) ربما تساوي او اكثر ما كتب في سطور التاريخ لشخصيات احدثت متغيرات امنية وجغرافية في هذا العالم , فلنتذكر ما كتب في سطور التاريخ عن عظماء , الجنرال وما احدثه من متغيرات علي مستوي منطقة الشرق الاوسط كما يعبر عنها اوروبيا بل علي مستوي العالم انه الجنرال يحيى السنوار (ابو ابراهيم) , فأخذ مكان من شريط حياته منذ الاسر الذي دام 21 عام الي الفكر , ثم في مسارات النضال الميدانية والقيادية والامنية , فهو الدارس الجيد لطبيعة الكيان الصهيوني وهو مؤلف كتاب في هذا الشأن وهو المتقن للغة عدوه ايضا , وبالتالي هو فهم, درس ,خطط , وبالمسميات تضاريس هذا الكيان وشخصياته ونفذ من خلالها ليحدث تفجير القنبلة النووية الفلسطينية في المشروع الصهيوني والنفوذ الامبريالي الامريكي في المنطقة وبقايا الامبراطورية العجوز بريطانيا , سيكتب اسم يحيى السنوار في مقدمة الذين احدثوا متاغيرات كبرى الي جانب ارنيستوا جيفارا , مانديلا , شيخ الشهداء عمر المختار , جول جمال ,سليمان الحلبي (بباختلاف الظرف والمكان والزمان ) هو من الرجال الذين يلحقون اسلافهم وهم يدافعون عن ارضهم ويذودون عن حقهم , اكرم الله نزلهم جميعا وسود الله وجوه من شمتوا بهم .
لم يكن يوم السابع من اكتوبر هو يوما عادي كأيام سبقتها من مواجهات علي طريق النضال الوطني الفلسطيني فما حدث في هذا اليوم قد يكون لهذا القرن اهمية اكثر من تدمير الاسطول الامريكي في قاعدة بيرل هاربر في السابع من ديسمبر 1941 وتدمير الاسطول الامريكي في المحيط الهادئ(عن بكرة ابيه) ,والتي دخلت بموجب هذه النتيجة الحرب بشكل مباشر في الحرب العالمية الثانية فيوم السابع من اكتوبر ومنذ البدايات اهتزت فيها هيبة امريكا قبل هذا الكيان الصهيوني التابع وانتهت نظرية الردع التي تعتمد عليها امريكا في المنطقة وانتهت اسطورة الجيش الذي لا يقهر , قوة الجيش التي تعتمد عليا امريكا وبريطانيا بشكل خاص , وانتهت نظرية الرعب التي تحيط بأنظمة المنطقة , بالتالي دخلت امريكا الحرب بشكل مباشر بادارة المعركة مع الاحتلال سواء في غزة او جنوب لبنان او في اليمن او العراق وبأحدث التكنولوجيا حيث تشارك كل من امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا بطائرات تجسس عالية القدرة والدقة لتغطي سماء غزة وتكون دليل لتحركات طياران سلاح الجو الصهيوني , القوات البرية الصهيونية في غزة التي مازالت تحت النيران لتدمر الحالة البيئية في كل مناحي غزة , عام مضي ومازالت المقاومة بقيادة الجنرال تجعل العدو يغرق في وحل رمال غزة من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها هذه قدرات الجنرال الخارقة التي ادهشت قادة الجيوش العظمي وفاقت ما كتب التاريخ عن تشيرشل ومونتي جيمري او جياب او هوشي منا او ماوسيتونغ , فقد مضي الجنرال منذ خروجه محررا من الاسر في عملية اصلاحات كبرى داخل حركة المقاومة الاسلامية حماس وفي نفس الوقت ذو التوجه الوطني غير المتعصب للحزب او الفصيل لذلك كان البناء وطني مع كل الفصائل الفلسطينية وهذا يسجل لهذا الجنرال المعجزة , فما حدث يوم السابع من اكتوبر بتحطيم اقوي فرق الجيش الاسرائيلي بعدد قليل من المقاتلين متجاوز ومموها لكل الاجهزة الامنية المتقدمة التي يمتلكها الاحتلال , كما قلت سالفا بأن وجود هذا الكيان هو وجود عنكبوتي تصنعه امريكا وبريطانيا من قبلها , وبالتالي كانت المفاجئة لكل النظريات العسكرية المتقدمة للمدرسة الامريكية والغربية التي بني علي اساسها ما يسمي بالجيش الاسرائيلي , هذا هو الجنرال المعجزة.
لا أريد ان ادخل هنا في تفاصيل ما حدث في السابع من اكتوبر وما بعده ولمدة عام الي ان كان القدر باستشهاد الجنرال المعجزة الذي صفع كل الاقاويل الصادرة عن ما اشاعه العدو والطابور الخامس والملحقين بالطابور الخامس وبأنه يعيش مختبئ في الانفاق ويعيش بدروع بشرية من الاسرى , بل هو الذي يدير المعركة في كل المواقع وبزيه العسكري وسلاحه , وكانت نهاية هذا الجنرال ليس بقدرة استخبارات بل بمحض الصدفة في حالة اشتباك مباشر .
بتأكيد ان هذا المقال لن يغطي ولو جزئية بسيطة من حياة هذا الجنرال واحداثه التغير سواء في حركة حماس او القوي الوطنية او ما حدث طوال عام مضي ومازالت المقاومة مستمرة , ولكن ساوجز ان استشهاد هذا الجنرال لا يمكن ان تكون بتوقف الرواية الفلسطينية بل هي في حالة نسيج متجدد منذ ثورة البراق ومن كان يراهن او مازال يراهن علي ان استشهاد هذا القائد سيحدث تغير في نهج المقاومة وقادتها كما حدث في حركة فتح فهو واهم وخير ما نستشهد به اغتيال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي ليأتي ما هو اشد وهو يحيى السنوار وهو اشد ومن اذهل كل العالم وجعل كل العالم ( يقف علي رجل ونصف) بل ان استشهاد هذا القائد كان نموذج لمن بعده وحاضنة اكبر , اما الذي يتحدث عن النصر المطلق باغتيال راس المقاومة ويحلم بشرق اوسط جديد وتوسع جغرافي جديد وما يتحدث علي ان الحرب لم تنتهي في غزة فقد اعلنها قائد جديد في حركة المقاومة (خليل الحية) بأن لا تنازل عن الثوابت الفلسطينية من النهر الي البحر ومن الشمال الي الجنوب , وما اعلنته جبهات الاسناد في اليمن ولبنان والعراق وكفي ان هذا الكيان المصطنع الذي كان يتغطي بما يسمي المحرقة قد فضح امام العالم وادين من القانون الدولي بارتكاب جرائم حرب التي تحاول امريكا ان تغطي التهمة المنسوبة اليها بتزويد العدو بأفتك الاسلحة وعادت القضية الفلسطينية بشعبها شعب الجبارين الي الواجهة العالمية وعادت القضية الفلسطينية الي واجهة الحدث بعد ان اوشكت ان توضع في طي النسيان ليكون الحدث هو مركزه القضية الفلسطينية ولا يمكن ان يكون هناك امن وسلام في المنطقة الا بعودة الحقوق الفلسطينية فلا تطبيع مع هذا الكيان بدون ان ينتهي الوجود الفيروسي في المنطقة فهي معادلتين لا ثالث لهما , اما النصر للمقاومة او المشروع المغاير لمزيد من الهيمنة الامريكية والمشروع الصهيوني في المنطقة.