- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
سميح خلف يكتب: ما هو مطلوب من الفلسطينيين بعد قرارات الكابينت ؟
سميح خلف يكتب: ما هو مطلوب من الفلسطينيين بعد قرارات الكابينت ؟
- 30 يناير 2023, 3:24:49 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بالتأكيد ان هناك متغيرات تحدث في حالة الصراع على الارض ففي الضفة يحدث المتغير و في غزة يبقى الثابت ففي فنون حرب العصابات والمقاومة الشعبية فهي ارهاصات جادة في الضفة و متناميه نتيجة انسداد الافق السياسي حتى لدولة على اراضي 67 بالاضافة الى عوامل الفساد والبيروقراطية المصابة بها السلطة ، اما الثابت في غزة فلقد تحولت غزة الى جيش نظامي واجهزة سيادية تنطبق على اي مواجهة الفنون العسكرية التي يتفوق فيها الاحتلال هذا من جانب وان كانت غزة تؤلم الاحتلال اقتصاديا في كل مواجهة ولكن للان لم تصل الى الكسر المؤلم للعدو في خسائره البشرية .
اذكر ان للفيتناميين كان لهم نقد لسلوك الثورة الفلسطينية ما قبل احداث ايلول عندما طورت الثورة الفلسطينية نفسها بأسلحة بعيدة المدى مثل صواريخ الجراد والكاتيوشا و كان هذا اعدادا عسكريا للاسناد ولكن الفيتناميين كان لهم رأي اخر انه كلما ابتعدت الثورة الفلسطينية عن حرب العصابات المباشرة والمجموعات الصغيرة التي تشتبك بشكل مباشر مع الاحتلال فكل المسافات التي تبتعد بالاسلحة هي نفس الابتعاد عن النصر وقضية التحرير وهزيمة الاحتلال
.
ما يبشر بالخير هو المتغير الحادث في الضفة الان والذي يخرج عن سياق النظام السياسي الذي انتهج الخيار السلمي والتفاوضي مع الاحتلال للحصول على دولة بل بالعكس قد استفاد الاحتلال من هذا الخيار الفلسطيني واستخدم جميع الاتفاقيات والتفاهمات لصالح النظرية الصهيونية (الاقتصادية والامنية والديموغرافية) ولذلك هذا المتغير الذي يحدث في الضفة وبالتأكيد انه اوجع الاحتلال واحرج السلطة وضرب نظرية الامن سواءا من جان بالاحتلال او من جانب السلطة فالمجموعات المقاومة تتزايد والعمليات الفردية اصبحت ترهق امن الاحتلال و ترهق امن السلطة ايضا .
الاوضاع في الضفة الغربية لن تعود كما كانت في السابق وكل المحاولات الضاغطة على السلطة ورئيسها لن تغير من حجم المتغير مالضطرد في اتجاه المقاومة الشعبية الكاملة ، فبعد عمليتي القدس و حملة الاستنكارات الامريكية والاوروبية وبعضها العربية للعمليتين وكالعادة هرعت امريكا لدعم الكيان الصهيوني والالتزام بأمنه وادانت كما هي اوروبا تلك العمليات في تحد صارخ لارادة الشعب الفلسطيني المحتلة اراضيه و هنا قد نعود لنشآة هذا الكيان و كيف اتى واي قرارات واي مساعدات و من اي دول فهي نفس القوى ونفس الدول التي انشأت هذا الكيان الذي يخدم مصالح تلك الدول على حساب الدم المراق من اصحاب الارض في الدفاع عن حقوقهم ام من اتوا الى هذه الارض يدفع دمهم كقربان للامبريالية والسرأس مالية وهي حقيقة .
وزير خارجية امريكا بلينكن و مدير السي اي ايه يتجولان في المنطقة في زيارة القاهرة و تل ابيب والسلطة فقد يكون لهؤلاء نفوذ على النظام السياسي ولكن لا يمكن ان يكون لهم نفوذ او ضغوط على المقاومة الفردية التي تحدث في الضفة الغربية وهل تستطيع تلك الدول ان تجعل حكومة الفاشية الجديدة من اليمين الديني ان تعود للحل السياسي بخيار حل الدولتين في ظل برنامج اعلنت عنه لتوسيع الاستيطان وضم المنطقة سي بل ازيد من ذلك عندما يصرح وزير المالية بأن الفلسطينيين ليس لهم حق في اي ذرة تراب على تلك الارض وبن غفير كذلك وزير ما يسمى الامن الوطني ولكي يشعر الفلسطينيين بأي انجاز تحقق حتى بدولة منقوصة السيادة ؟! .
بالتأكيد ان حكومة الفاشية الجديدة بزعامة الليكود وسيطرة الاحزاب التموذية على مقاليد السلطة في اسرائيل و تغيير منهجية محكمة القضاء العليا و نية بن غفير انشاء حرس وطني قد يوازي في النفوذ والقوة الجيش الاسرائيلي والقوى العلمانية هي نقطة البداية للعودة للخلف و للتكوين الصهيوني من عصابات المستوطنين من الارجون والهاجانا واشتيرن ونفس السلوك في ممارسة العدوان على الديموغرافيا الفلسطينية في عملية ترانسفير محلية و هي تلك القرارات التي اتخذها الكابينيت في الهدم والترحيل ومنع البناء في المنطقة سي اي ان السلطة الفلسطينية التي اتت بأوسلو لم تعد ذات جدوى بالنسبة للاسرائيليين و خاصة في عجزها عن كبت واخماد الروح المقاومة في الضفة الغربية .
اذا الكيان الاسرائيلي والانقسام الحاد والواضح في كيان الجيش و الكيانات السياسية بين الجناح الصهيوني الديني والصهيوني العلماني وسيطرة اليمين على مقاليد السلطة وانشاء مؤسسات قتالية جديدة وامنية قد يعود بهذا الكيان الى نقطة التحول في اتجاه تجسيد النظرية التلمودية اليهودية على تلك الارض واقصى ما يمكن ان يأخذخ الفلسطينيين هي روابط المدن وادارات محلية تحدثت عنها منذ عام 2017 .
اذا كيف سيواجه الفلسطينيين هذا الخطر ؟