سنا كجك تكتب:يا أمة الخذلان ..احتفلوا "برأس سنتكم "في صمت! لا تزعجوا الشهداء والأبطال والخيم بغزة!!

profile
سنا كجك كاتبة صحفية مختصة بالشأن الإسرائيلي- مديرة مكتب 180 تحقيقات لبنان
  • clock 31 ديسمبر 2024, 11:08:49 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سنودع عام 2024 ...هذا العام غير مأسوف عليه ولا على ساعاته ودقائقه وثوانيه! هو عام كما سبقته سنة ال2023  كلها ابتلاءات ودموع.. وآهات والوجع الكبير الكبير جدا" على ما يحصل لأهلنا في غزة والمؤلم بحيث لا تحتمله النفس البشرية السوية وأعني هنا النفس التي تحمل كل معاني الانسانية السامية لأن هناك نفوس بشرية مليئة بالوحشية! لا تتألم ولا تشعر ولا تحس ولا من يحزنون!!

بعد ساعات لا أعلم كل يحسب ساعاته وفق توقيت بلده ووقته (واقصد أولئك الذين سيحتفلون على جروحنا) لست معنية بحساب ساعات موعد مُجونكم وجنونكم!!
الأربعاء الواقع في: 31/12/2024  هو آخر يوم من سنة النحس  والخذلان! سنة الدماء  والحزن والفاجعة لفقدان أغلى وأعز وأشرف القادة والشهداء الذين ارتقوا في غزة ولبنان..  

ولأننا ندرك أن هناك مجموعات وجماعات بالمئات والمئات في الوطن العربي  تتهيأ لإحياء ساعات الصخب والهلوسة  كل على طريقته ابتلينا بهم ويرتكبون المعاصي دون أن يستتروا 
( واذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا)
فلا شرف يردعهم ولا مشهد لطفل رضيع يتجمد من البرد يؤلم عاطفتهم" المتلبدة بغيوم" اللامبالاة !ولا اعتداء على مشفى مدني يرهق احاسيسهم العديمة الشعور!
كتبنا آخر مقال لعام 2023 لنطالبهم بالاحتفال في صمت رهيب!

أناس كثر ...وكثر... وجدا"... على امتداد الوطن العربي سوف يحتفلون ولكأن احتفالهم نكاية بأوجاع غزة وأوجاعنا عليها! هؤلاء لا يُبكيهم سماع الخبر عن شريفات نساء غزة اللواتي أجبرهن الجنود الصهاينة على خلع حجابهن في مستشفى كمال عدوان! وأمة المليارين مسلم تتفرج وتسمع!!

غزة الصامدة ...غزة الجريحة نود أن نخبركم بالنيابة عنها وعن الشرفاء أساطير الصمود فيها أنها تلعنكم الواحد تلو الآخر !!وتتبرأ منكم ومن عروبتكم ومن قوميتكم وحتى من اسلامكم !!

أجل ...أجل اسلامكم!
لا تفتعلوا الآن تعابير التعجب على وجوهكم الكالحة! فأنتم حتى هذه العلامات قد فقدت من  ملامح وجوهكم !!
لقد شاهدتم أمام شاشات التلفزة خيم غزة تتطاير في الهواء ويحاول مواطن غزاوي شريف من هنا أن يثبتها وآخر يحتضنها من هناك كي تحميه ولو قليلا"من "حبات "المطر القارصة!
ومع ذلك احاسيسكم ومشاعركم لم تتفاعل للخروج إلى الميادين والساحات ولو بمسيرة خجولة!!!أنتم من غضب الله عليكم لا تتفاعلون إلا مع حفلات المجون التي تتحضرون لها الآن!

دعونا نخبركم يا أصحاب البلادة والتفاهة أوتعلمون أنه حتى هذه الساعة فارق الحياة سبعة أطفال رضع لأنهم تجمدوا من البرد ؟؟!
ولن نحدثكم عن الأطفال الذين استشهدوا في المستشفيات من جراء نقص في الأدوية  والطعام الخاص بالأطفال..أكيد شاهدتم صورهم الموجعة ولكن افئدتكم كأفئدة الأموات!

حسنا"...لا عليكم نعلم أن "رصاص "كلماتنا لن يؤثر بكم !فمن لم يتأثر لمشاهد الرضع والأطفال الخدج والشيوخ والنساء وهم يحرقون ويقتلون ويهجرون وتُنتهك حرمة أجساد شهدائهم وتُقتل طواقمهم الطبية ورجال صحافتهم الذين يفضحون جرائم الصهاينة وجيشهم النازي  المتغلغل في صفوفه الجنود الذين يعانون من الحالات النفسية ومن الميول الشاذة!!لن تهزه البيانات ولا المقالات ولا السطور المفعمة بأريج الحرية!

صحيح ..بمناسبة احتفالكم برأس السنة الميلادية الجديدة هل سمعتم عن الطبيب البطل حسام صفية مدير مستشفى كمال عدوان؟؟ اسمعوا ولا ترفعوا رؤوسكم!لقد أعلن العدو الصهيوني في سابقة بين الجيوش عن عملية عسكرية للسيطرة على "مستشفى"!! وليس عملية لاقتحام قاعدة أو ثكنة عسكرية "لعدوه!!
بل اقتحم مستشفى طبي ودمر محيطها واعتقل مديرها والطاقم الطبي واخرج المرضى والجرحى وهم يحملون أمصال ادويتهم ودمهم لتمتزج "خيوط الدم" التي تغذي شرايينهم بالهواء والصقيع!!


كل هذا الاجرام والظلم والجبروت في حق ملائكة الانسانية على الأرض لأن الصهيوني اللئيم يدرك أنكم تتفرجون على غزة وأهلها يذبحون!!
بل ويعلم العدو عذرا" انا لن أقول عدونا كي لا نشملكم معنا في لائحة العداء ضدهم فلست متأكدة إن كنتم تعتبرون الصهاينة أعداء!
ما يهمكم اليوم هو أن تتجهزوا وتتأنقوا لتفوح منكم الروائح النتنة علما"  إنكم تبذرون مئات الدولارات على زجاجة عطر صغيرة !فقط لأنها باريسية الصنع! وذات ماركة من عاصمة برج إيفل!ورغم ذلك عطركم لن يرقى إلى مستوى عطر أهالي الشهداء وأبناء الشهداء... والقادة الشهداء!!والشهداء الذين قاتلوا من تحت الارض ومن فوقها وبين كل منزل وشارع في غزة!!!!هم رائحتهم من رائحة الجنة وأنتم من روائح الفسق والعربدة!

سؤال: هل شاهد أحدكم العمليات البطولية التي ينفذها القسام عندما يصطاد دبابات الجيش الدموي القاتل؟؟ "طيب" هل شاهدتم "شي مرة" قناصته الذين يفجرون أدمغة أعداء الدين والانسانية؟؟ 
هل شاهدتم ولو بالمصادفة مشاهد لسرايا القدس وهم يرمون بالقذائف على تجمعات قوات الاحتلال!؟؟
أنا أكيدة لا!! وكل من سيقرأ سطوري منكم سيقول: "معها حق" كيف علمت أن هكذا مشاهدات  للأبطال لا تعنينا!!؟؟ ولا "بتفرق معنا!"
ستدهشون وتبتسمون بسخرية من أنفسكم وتهمسون:صحيح كيف عرفت أن جل اهتمامنا هو ملأ "كروشنا" بما لذ من أصناف الطعام والشراب!؟
طبيعي أعرف.. لأنه من لا تحركه المشاعر الانسانية سوف تتولى تحريكه غريزة الأكل والشرب ومعها الغرائز الحيوانية!!

لقد حجزتم منذ الشهر وأكثر أماكنكم في صالات الفنادق الفخمة حيث الدفء والأضواء واستقدمتم الراقصات والمغنيات لتكتمل السفاهة وتحضر الشياطين!! 
ولما لا؟؟ ما همكم انتم؟؟ لا يعنيكم أن تداس كرامة دكتور فاضل كريم نزيه شريف يدافع عن شعبه لتضميد جراحهم وتسكين آلآمهم!
اعتقلوه وهو في لباسه الأبيض الانساني مشى باتجاههم شامخ كشموخ الأرز بين الركام ورائحة الدم تفوح من كل مكان  واجه دباباتهم وتقدم نحوهم للجبناء!

هل تخيل العالم الصامت المتحضر الذي يحاضرنا عن حقوق الانسان أن دبابات مُدججة بالمدافع تحاصر مستشفى مدني فيه جرحى وطواقم طبية وهم عزل من السلاح ؟فقط سلاحهم الدواء وحبة المسكن للأوجاع وبعض الأمصال والأدوية هذه هي اسلحتهم !
وليثبت الإسرائيلي للعالم العربي أنه لا يكترث به ولا بحضارته وجيوشه وشعوبه  اقتادوهم وهم شبه عراة في عز الشتاء والصقيع!!
"ما عليه" هذه ليست قضيتكم ولا هؤلاء هم اسلام وعرب!!

ستتأملون سطوري  ورغم ذلك ستذهبون وتتجهزون الآن" لسهرة العمر" كما تصفونها!!
في هذه السهرة المقيتة  ستحشون بطونكم التي لا تشبع  بكل إمدادات المأكولات البحرية والأرضية والجوية  بألوانهم ولحومهم ودجاجهم واسماكهم وفاكهتهم وخضارهم! ولن تشبعوا على فكرة!

أتعلمون أيها "السهيرا" ما الفرق بينكم وبين أهل الشرف والتضحية في غزة ؟ إن التخمة اصابتكم من شراهة الأكل الذي عطل عقولكم عن التفكير والادراك وحواسكم عن الاستشعار  الانساني!بدليل انكم تتهيأون الآن لتحتفلوا وفي غزة ارتقى أكثر من خمسين ألف شهيد عدا عن الجرحى والمفقودين!

وفي غزه "تخمة المجاعة" اصابتهم فأشعلت عقولهم وتفكيرهم وادراكهم بنيران الذكاء والفكر والابتكار لتكاد تجد أمام "دار" كل خيمة مساحة من الأمل مزروعة بالقليل من الخضراوات ليسكتوا بها صراخ بطونهم الطاهرة!! هل تستطيعون أن تجترحوا الأعاجيب من الأفكار لو كنتم في ظروفهم المأساوية القاهرة ؟مستحيل!!

هيا اذهبوا وجهزوا المسارح التي ستتمايلون عليها في الساعات  المقبلة! ولا تنسوا أن تكدسوا تحت الطاولات  آلاف من الدولارات "لترشوها "كالأرز على  الراقصات العاريات!

اذهبوا واحتفلوا ولكن بصمت! والصمت معناه لا تنقلوا حفلاتكم المجنونة في بث مباشر على شاشات التلفزة! ولا على مواقع التواصل الاجتماعي! ولا على مجموعاتكم الواتسية!
انتباه...  ليس لأن اهلنا وأحبتنا في غزة  ينتظرون هذه التفاهات والسخافات لا؟ بل راعوا مشاعرهم كي لا يسمعوا أو يلحظوا أنكم تتراقصون من الدفء وهم يرتجفون من البرد!

وأنتم تلتهمون الأكل وهم يحلمون برغيف خبز ساخن !
احتفلوا في الظلام!  احشروا  راقصاتكم ومغنياتكم في أماكن مظلمة! لا يهمنا المهم أن تختفوا في الظلمة!
المهم أن لا تسمع غزة حسكم وصراخكم!! وأصوات أهل الغناء الذين ينتظرون هذه الليلة ليسرقوا منكم جنى أعماركم !وأنتم بكل "استهبال" تدعمونهم!! احتفلوا بصمت يا أمة الخذلان مراعاة لمشاعر غزة!
فقط هذه المرة نطلب منكم أن تقفوا مع غزة "وما تفهمونا غلط"! نحن لم نقصد أن تقفوا كما وقف لبنان والعراق وما زال يقف اليمن
لا سمح الله إنما الوقوف هذه الليلة معها هو أن تغربوا عن وجهها وتحتفلوا بصمت!
غزة الجريحة لا ترغب بسماع ضحكاتكم وهي تبكي!
تبكي عروبتها.. وقوميتها...وطهارة أرضها المغتصبة ..

فيا أيها العالم العربي الذي عجزت عن ادخال كسرة من الخبز! كلا.. لتكن حبة من الشوكولا لا تُرى بالعين المجردة ادخلها رغما"عن أنف الصهاينة! احتفل بفجورك هذه الليلة ولكن بصمت! كصمت الأموات كي لا تجرح مشاعر غزتنا....

يا غزة العنفوان.. إن شاء الله لن تكون بداية هذا العام الجديد تكملة لعام خذلانكِ وقتلكِ ونزفكِ وجرحكِ وألمكِ من أبناء وطنك العربي...

يا غزة نامي هذه الليلة بهدوء ...فهم يحتفلون بحقارة..وأنتِ تتألمين بكرامة!!

قلمي_بندقيتي🖊️

[email protected]

التعليقات (0)