سهاد الشمري تكتب: قبل أيام من إجراء انتخاباتها.. كركوك ورؤية الديمقراطي الكردستاني

profile
سهاد الشمري كاتبة عراقية
  • clock 11 ديسمبر 2023, 9:08:30 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ببادرة حسن النوايا، وبرصانة التصور، شكل انسحاب البارتي من المقر المتقدم وإهداؤه لجامعة كركوك، صوراً وتصورات عن أن حزب حين يتصرف بهذا الاتجاه، فهو على علم ودراية، بأن القادم يختلف، وله جملة تبعات أهما وأولها، بأن الشراكة لامناص منها، مهما حصلت من مشكلات، ومنها سيبدأ العمل مع الكل وبدون تفرقة وتمييز، وهذا ما أكدت عليه دوما كل قيادات الحزب وفصلته وترجمته قائمة (197) من خلال برنامجها الواعي والجامع والحافظ لكل المكونات العربية والتركمانية والمسيحية.

ومع البدأ بالعد التنازلي لإستحقاقها، تزينت كركوك بأعلامها، وبدت بأجمل حلّتها، فهي تنتظر ومن أكثر من (17) عاماً حقها الدستوري، والذي غيّب عنها قسراً، ودفعت ومن خلال هذا التغييب كثيراً من الحقوق، وفقدت كثيراً من الواجبات المفروض تقديمها لمواطنيها، والذين استرخصوا حتى دمائهم في سبيل بقاء محافظتهم عزيزة عصية على كل من حاول إذلالها وقهرها.

ومع انتظار الكركوكيين يومهم الحاسم، يتطلعون وكباقي العراقيين، لإنهاء الأزمات والتي أثقلت سير الاصلاحات، فهوية المحافظة مهمة جداً في وقت تحتاج المحافظة لنهضة حقيقية، ولخدمات واقعية، وكل ذالك لايحدث إلا من خلال متصدٍ منتخب ذات صلاحيات حددها الدستور بصلاحيات واسعة، لكن التوظيف لتلك الصلاحيات كان غائباً، ولم تكن الادارة والإرادة هي المتسيدة في مشهدٍ ظلت الضبابية، وعدم وضوح الرؤية هي الغالبة بأغلب مفاصل تلك المحافظة.

ومع كل الهفوات وسوء استخدام المال، وغياب التوظيف الأمثل للميزانيات،كانت هنالك رؤية منبثقة من الشعور بالمسؤولية، بتصحيح المسارات، وإيجاد الحلول، ومن خلال منهج قابل للتطبيق، وليس سرداً إنشائياً، كل ذالك حملته قائمة (197) المتطلعة للتغيير وإيجاد بيئة جامعةٍ للكل، للوصول الى تطبيق القوانين المرحلة والمعطلة وأهمها تطبيق المادة (140) الدستورية، والتي -ومع الأسف- حاول البعض قتلها بشتى الطرق، ولكنهم جهلوا بأن المواد الدستورية لا تنتهي بتقادم الوقت، إلا بتشريع جديد، فبتطبيق هذه المادة ستحل الكثير من العقد والإشكالات التي واكبت مجمل إجراءات العملية السياسية.

فالاتفاق مع شركاء الوطن، هو الباب الوحيد ولاسواه، لبناء الوطن، والدخول كذالك بحوار شامل مع كل الفرقاء، فالوطن لايبنى من جهة واحدة، ولا بقرار أحادي، بناء الوطن يتطلب الإيثار من الكل وعدم المغالبة، وترك مفهوم الخاسر والرابح، لأن بالنهاية الكل عراقيون، وحقوقهم واحدة، ولايمكن ان تبقى الأمور وتدار بالمزاجية، والكيفية، والأفكار الضيفة، ووجب على الكل خلق المناخات الآمنة، لإيجاد مفاهيم بدل الخلافات، ومشتركات بدل المناكفات، وكل ذالك تبناه الحزب الديمقراطي الكردستاني، كخارطة طريق على الكل المضي بها للخلاص من واقع والإنتقال لواقع جديد أساسه العدل والمساواة بين الجميع.

التعليقات (0)