- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
شجرة الانبياء يكتبها .. طاهر الكتبى .. الحلقة السادسة والعشرو ن
شجرة الانبياء يكتبها .. طاهر الكتبى .. الحلقة السادسة والعشرو ن
- 8 مايو 2021, 5:04:32 م
- 776
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سيدنا عيسى عليه السلام
"وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم"
كان سيدنا عيسى عليه السلام يرى العجائب فى صباه ، إلهاماً من الله ، فهو معجزة من الله منذ ولادته فقد حملت فيه أمه السيدة مريم وهى عذراء لم يمسسها بشر ،
ولم تتزوج. وعن أبى هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما من مولود إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إلا مريم وابنها". ويقول المولى عز وجل «وإنى أوعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم....
تكلم عيسى عليه السلام فى المهد وهو طفل بعد ولادته بأيام وكان أول كلام تفوه به «إنى عبد الله أتانى الكتاب وجعلنى نبياًû اعترف لربه سبحانه وتعالى بالعبودية.
تميزت دعوة عيسى منذ بدايتها حتى نهايتها بالشفافية والنقاء البالغين لكونها دعوة تستهدف خلاص الروح. كان عيسى عليه السلام يريد إحياء الروح الإنسانى ،
وقيادته إلى نور الخالق ، ولهذا السبب جاء عيسى مؤيداً بالروح القدس ، والروح القدس هو جبريل عليه السلام. فقد كانت حياة عيسى شىء ملائكى ،
وكانت لديه قدرة خارقة على المعجزات ، وبلغت قدرته حد إحياء الموتى بإذن الله ، كما بلغت قدرته حد النفخ فى طين صنع كهيئة الطير ،
فإذا هو يطير بإذن الله. لم يكن عيسى عليه السلام يقرب النساء أيضاً ، عاش حياته حتى رفعه الله لم يمس امرأة ، وهذه صفة ملائكية أيضاً.
« وإذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس فى المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذنى فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذنى وتبرئ الأكمه والأبرص بإذنى وإذ تخرج الموتى بإذنى .
فقد كرمه الله سبحانه وتعالى بمعجزات عديدة ، الأولى تكليمه للناس فى المهد ، والثانية تعليمه التوراة ، والثالثة تصويره من الطين كهيئة الطير ثم النفخ فيه فيكون طيراً ،
والرابعة إحياؤه للموتى ، والخامسة إبراؤه الأكمه ، والسادسة هى إنزال المائدة من السماء ، والسابعة هى ميلاده من غير أب والثامنة معجزة رفعه من الأرض إلى السماء حين حاولت السلطات الحاكمة صلبه.
فعيسى عليه السلام هو خاتم أنبياء بني إسرائيل وقد قام فيهم خطيباً فبشرهم بخاتم الأنبياء الآتي بعده ونوه باسمه وذكر لهم صفته ليعرفوه ويتبعوه إذا شاهدوه
. إقامة للحجة عليهم وإحساناً من الله إليه «وإذا قال عيسى ابن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدى من التوراة ومبشراً برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد .
قد بعث الله عيسى عليه السلام لقوم ماديين ينكرون الروح تماماً وينكرون البعث ، ويزعمون أن الإنسان جسم بلا روح ، قوم يعتقدون أن دم المخلوق هو روحه أو نفسه ،
وهم قوم سادتهم فلسفة أساسها أن خلق الكون كان له مصدر أول وكان له وجود سابق. فكان منطقياً أن تجىء معجزات عيسى إعلاناً لعالم الروح.
استمر عيسى عليه السلام يدعو الناس إلى الله ويضع لهم ما يمكن تسميته بدستور الروح ، فاعترف الحواريون بالإسلام «وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بى وبرسولى قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون
أمر عيسى بن مريم الحواريين بصيام ثلاثين يوماً فلما أتموها سألوا عيسى إنزال مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها وتطمئن بذلك قلوبهم أن الله قد تقبل صيامهم
«إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين.
خاف عليهم عيسى عليه السلام ألا يقوموا بشكرها ولا يؤدوا حق شروطها فأبوا عليه إلا أن يسأل لهم ذلك من ربه عز وجل ،
فلما لم يقلعوا عن ذلك قام إلى مصلاه وتضرع إلى الله فى الدعاء «قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين.
فأنزل الله تعالى المائدة من السماء والناس ينظرون إليها تنحدر بين غمامتين ، وجعلت تدنوا قليلاً قليلاً ، وكلما دنت سأل عيسى ربه عز وجل أن يجعلها رحمة لا نقمة
وأن يجعلها بركة وسلاما فلم تزل تدنوا حتى استقرت بين يدي عيسى عليه السلام وهي مغطاة فقام عيسى يكشف عنها ، ثم أمرهم بالأكل ،
فأكلوا منها فبرأ كل من به عاهة أو آفة أو مرض مزمن ، فندم الناس على ترك الأكل منها لما رأوا من إصلاح حال أولئك ، وقيل إنه كان يأكل آخرهم كما يأكل أولهم حتى قيل إنها كان يأكل منها نحو سبعة آلاف.
ثم أمر الله عيسى عليه السلام أن يقصرها على الفقراء والمحتاجين دون الأغنياء ، فشق ذلك على كثير من الناس وتكلم منافقوهم في ذلك ، فرفعت بالكلية.
عن عمار بن ياسر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نزلت المائدة من السماء خبزاً ولحماً وأمروا ألا يخونوا ولا يدخروا ولا يرفعوا لغد ،
فخانوا وادخروا ورفعوا ، فمسخوا قردة وخنازير. وقيل إنها كانت تنزل يوماً بعد يوم ، كما كانت ناقة صالح يشربون لبنها يوماً بعد يوم .....