- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
شركة استخبارات إسرائيلية: جنرالات مصر وقيادات الغرب يستعدون للإطاحة بالسيسي
شركة استخبارات إسرائيلية: جنرالات مصر وقيادات الغرب يستعدون للإطاحة بالسيسي
- 6 فبراير 2022, 9:34:43 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كبار جنرالات الجيش المصري مع دوائر صنع القرار، تواصلوا مع الغرب لطرح فكرة استبدال الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، خشية حدوث ثورة شعبية تنهي سيطرتهم على السلطة في مصر، وقدوم الإسلاميين مرة أخرى، بعد 70 عاما من الهيمنة التامة على كل مناحي الحياة في البلاد.
هكذا خلص تقرير بموقع "جافاج"، والتي تعرف نفسها، بأنه شركة حلول استخباراتية متخصصة، تقدم معلومات استخباراتية "غير مسبوقة" عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قبل خبراء متمرسين.
التقرير الذي حمل عنوان "تعاون الجيش المصري مع السيسي.. وقوى عالمية تسعى لتعيين (علاء) ابن (الرئيس السابق حسني) مبارك لتحقيق حالة نجاح"، نقل استياء المصريين البالغ من سياسات "السيسي"، بحيث يتم دفعهم بشكل جماعي إلى حد "تغيير النظام".
التقرير أشار إلى أن "السيسي" بات مكروها علناً في بلد يحكمه بقبضة من حديد، بعدما تركت حملته القمعية للحقوق والحريات المدنية، فضلاً عن سياسته بعدم التسامح مع المعارضة وإجراءاته الاقتصادية القاسية بشدة، المصريين غاضبين ويائسين، وعرضة للتدخل الأجنبي وصعود الإسلاميين المتطرفين، بحسب الموقع، مما جعل المصريين يائسين لأي شكل من أشكال التغيير بما في ذلك عودة نظام "مبارك" القديم.
التقرير قال أيضا إن النخبة العسكرية الحاكمة في مصر تشعر بالقلق وتفكر في تغيير قد لا يشمل "السيسي" أو نجله (محمود).
ونقل تقرير "جافاج" عن دبلوماسي غربي مقيم في القاهرة، قوله: "لم نشهد قط مصريين غاضبين من حاكمهم كما هم اليوم.. ولم أر قط حاكماً عربياً غير مبال بصورته العامة ونسبة التأييد له".
كما نقل عن ضابط متقاعد بالقوات الجوية المصرية، قوله: "يفرض السيسي قوانين مجنونة جديدة كل يوم، ولا أحد بمنأى عن الضرائب المفروضة على كل شيء، حتى أن السيسي يفرض ضرائب على الإكراميات على سائقي توصيل الطعام، وبدأ في مصادرة أموال التبرعات المقدمة في المساجد".
وتابع: "ماذا يجب أن يقبل الناس أيضًا؟، ليس لديهم ما يخسرونه بعد الآن ونحن (الضباط العسكريون) نخشى أن يقلب جميع السكان ضدنا ".
ومنذ الإطاحة بالنظام الملكي عام 1952، يحكم الجيش مصر، وباستثناء فترة حكم الرئيس "محمد مرسي"، كان جميع الرؤساء المصريين ضباطًا في الجيش، فالقوات المسلحة المصرية أشبه بحزب سياسي، حيث يشكل كبار الضباط معظم المناصب الحكومية المهمة.
وبعد تقاعد الجنرالات المصريين، يتم تعيينهم بانتظام في وظائف حكومية رفيعة المستوى، وحتى في وظائف القطاع الخاص التي اشتهروا بتدشينها بشكل سيء للغاية، وفق التقرير.
جميع الشركات المملوكة ملكية عامة، لديها جنرالات متقاعدون من الجيش في مجالس إدارتها، وعادة ما يتم تعيينهم من قبل الحكومة نفسها.
لقد خدم النظام العسكري المصري صفوفه بشكل جيد للغاية، وأصبح العسكر المصريون طبقة حاكمة، وجمعوا ثروات لا تصدق وظلوا ينقلون وظائفهم إلى أبنائهم منذ عقود، حيث يتمتعون بحصانة كاملة من القانون في مصر.
لقد خدم الوضع الراهن الجيش المصري وأفراده لعقود من الزمن، ومع ذلك، فإنهم قلقون من أن صورة "السيسي" الشائنة قد تعرض النظام الذي استفادوا منه أكثر من غيرهم للخطر.
وأكد أكاديمي مصري له اتصال كبير بالسفارات الأمريكية والبريطانية والألمانية في القاهرة، وكذلك كان في وقت من الأوقات قريبًا جدًا من عائلة "مبارك"، أن "النخبة الحاكمة قلقة من أن قد يحبطهم السيسي جميعًا بتهوره".
وأضاف: "مجرد حقيقة أنه لا يستطيع السيطرة على فمه وتمكنه من استفزاز الشعب المصري بخطاباته العامة، يدل على أنه متعجرف ولا يستمع أبدًا لنصائح جنرالات الجيش الأكثر ذكاءً وأكثر استنارة منه".
وتابع المصدر أن "الجنرالات المصريين المعنيين لا يخجلون من إبداء شكواهم على السيسي داخل دوائرهم الخاصة، ويطلقون عليه اسم (السيسي المجنون)، بالإضافة إلى ذلك، فهم لا يخجلون من التعبير عن مخاوفهم مع الدبلوماسيين (الغربيين) والملحقين العسكريين عندما يلتقون بهم".
وكشف "جافاج"، نقلا عن مصدر في المخابرات المصرية، على اتصال منتظم مع الدائرة المقربة من "السيسي"، عن اجتماع عُقد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في قصر خاص لضابط عسكري كبير في ضواحي القاهرة.
وقال المصدر إن الاجتماع حضره "كبار جنرالات الجيش وضباط المخابرات العسكرية وإلى حد ما أبقوه سراً عن السيسي نفسه".
وأضاف المصدر أن "المجتمعين ناقشوا صورة السيسي واحتمال قيام ثورة أخرى في مصر بفعل أفعال السيسي واقتصاده الطائش".
فيما قال مصدر يشغل منصب السكرتير العسكري للواء مصري رفيع المستوى، كان قد حضر الاجتماع، إن المجتمعين أبدوا اشمئزازًا تامًا من "السيسي"، وأن بعضهم وصفه بـ"القذافي الجديد"، في إشارة إلى حكم الزعيم الليبي الراحل.
وردا على سؤال عما إذا كان الجنرالات يخشون تداعيات ذلك بسبب تصريحاته، رد المصدر بالقول إن "السيسي لا يستطيع أن يقضي على النظام الذي يحميه".
وأضاف المصدر أنه "يحتفظ بالفعل بمعظم الثروة المسروقة لنفسه، وأنه قطع وصولهم إلى الأموال العامة".
وختم المصدر بالقول إن "الناس غاضبون ولهذا يتحدثون ضده".
ومع ذلك، لا يفهم "السيسي"، والحديث للتقرير الاستخباراتي، أن غالبية كبار جنرالات الجيش ليسوا سعداء به على الإطلاق.
وأضاف: "هؤلاء الجنرالات كانوا يرددون ما كانوا يناقشونه بالفعل مع الدبلوماسيين الغربيين، لذلك فهم يعرفون أن الغرب قد غطى ظهورهم حول هذا الموضوع، فلو كانوا مقتنعين بأن السيسي مدعوم من الغرب، فلن يجرؤوا على الكلام".
وأفاد مصدر استخباراتي غربي عمل في مصر منذ عقدين من الزمن، بأن "السيسي يمثل حالة فريدة في تاريخ مصر الحديث، إنه غير ذكي لدرجة أنه لا يستطيع تقييم المخاطر ومتغطرس للغاية بحيث لا يستمع إلى التحذيرات".
وأضاف: "من الآمن أن نقول إنه إذا استمر، فقد يكون الرجل الذي يسقط النظام المصري، وليس فقط نفسه".
وأوضح أن "مبارك كان ذكيا لأنه سمح للمعارضة بالعمل واستوعبها، بالإضافة إلى ذلك، سمح للشعب المصري بالحد الأدنى من مستويات المعيشة".
وتابع الدبلوماسي الغربي: "السيسي هو العكس.. يعتقد أنها مباراة كرة قدم، وقد قضى على كل معارضة معتدلة، وترك الناس بلا مكان للتنفيس عن غضبهم".
وأضاف أن "السيسي سعى أيضًا وراء كل قرش يملكه الفقراء المصريون، ولا يخجل حتى من التباهي بثروته المكتسبة حديثًا".
واستطرد أن "السيسي فشل في معالجة الاهتمامات السكانية والوطنية الرئيسية"، واستشهد بمثال سد النهضة الذي تقوم إثيوبيا ببنائه.
ويخشى المصريون أن يتسبب السد في موتهم من العطش، وفشل "السيسي" في معالجة هذه المشكلة أو إعطاء أي ضمانات مطمئنة للجمهور المذعور.
وختم الدبلوماسي الغربي قوله: "ليس لدى المصريين ما يخسرونه الآن، وربما تأتي ثورة هائلة، بعد كل شيء، لم يتوقع أحد أن ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2001 قادمة".
التقرير نقل كذلك عن مصدر استخباراتي عربي رفيع المستوى، قوله إن "محمود" نجل "السيسي"، هو من يدير الدولة نيابة عن والده.
وأضاف: "هذا الشاب عديم الخبرة حقًا، وذكاءه الظاهر لا يمكن أن يعوض نقص الخبرة، إنه متحمس للغاية، ولكن في الوقت نفسه، يعاني من عيوب والده الرئيسية: تجاهل النصيحة، والأنا المتضخمة، والتفكير في أن عائلة السيسي هي عائلة ملكية، كما يعتقد أنه سيخلف والده".
وتابع المصدر: "فكرة الخلافة بحد ذاتها جنون، مبارك أراد أن يخلفه نجله جمال، لكنه لم يستطع فعل ذلك، وانتهى الأمر بكارثة (الثورة) رغم أن مبارك كان أقوى سياسياً وكان أكثر قبولاً لدى الجمهور من السيسي".
واتفق معه ضابط كبير بالجيش المصري، عمل مع ثلاثة رؤساء مصريين (مبارك ومرسي والسيسي)، بأن نجل "محمود السيسي" هو الحاكم الحقيقي لمصر.
وأضاف أن "السيسي أعطاه قدرًا أكبر من ذلك بكثير، لقد وضع هذا مصر في صراع محتمل مع ليبيا، وأساء إلى دول الخليج العربية وأحرجنا (المصريين) أمام العالم في مناسبات متعددة، وهذا يشمل أيضًا العلاقة الإشكالية للغاية مع إيطاليا (أزمة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني) والتي كان لها دور فعال".
وتابع ضابط الجيش: "محمود يتعلم عن طريق التجربة والخطأ، ولا يمكنك تحمل ذلك في ركننا من العالم، ناهيك عن بلد ضخم مثل مصر".
فيما نقل "جافاج"، عن ضابط مخابرات عربي تعتبر بلاده قريبة جدًا من نظام "السيسي"، أن "ابن السيسي مرتبط بمجموعة معينة في المخابرات العامة، وبعضهم من الحرس القديم، والبعض الآخر قد لا يحمل حتى النوايا الحسنة للسيسي وابنه".
ومع ذلك، يعتقد نجل "السيسي" أنه لا يقهر، باتباعه بالضبط ما تخبره به بعض الشخصيات البارزة في المخابرات، حسب المصدر.
و"يأتي هذا في وقت أصبحت فيه معظم الحكومات العربية حذرة من المخابرات العامة المصرية بعد عقد من الربيع العربي، كان خلاله العديد من مسؤولي المخابرات يشاركون في الأفكار المجنونة التي جلبت للمنطقة الكثير من الكوارث"، أضاف المصدر.
وتابع أن "الجيش المصري نفسه وجه تحذيرات للرئيس السيسي من زيادة الضرائب وطرد المواطنين من منازلهم وتنفيذعمليات إعدام".
وكانت النصيحة التي أعطيت لـ"السيسي" واضحة، حسب ضابط المخابرات العربي: "أبق على المعارضة في السجون لأطول فترة ممكنة، ولا تجعلهم شهداء بإعدامهم.. هذه النصيحة لم تلق آذاناً صاغية، على ما يبدو لأن محمود يريد أن يلعب دور رامبو".
التقرير نقل كذلك عن "رجل دولة" مصري عمل مع "سوزان" زوجة "مبارك"، ويقيم الآن في دولة غربية، أنه "كثيرًا ما يُقال إن ابن مبارك، جمال، هو الذي أسقط والده، وبالتأكيد، سيكون محمود الذي سيسقط السيسي".
وأضاف: "من الآمن أن نقول إن السيسي وابنه يشكلان تهديدًا للنظام المصري نفسه، ومن الواضح أن هذه هي الطريقة التي يرى بها كبار ضباط الجيش الأمور اليوم، وهم يعرفون أنه حتى الأسماء الصغيرة تعرف الشيء نفسه ولكن لا يمكنها التحدث علانية".
فيما كشف مصدر استخباراتي غربي كبير، أن العديد من صانعي القرار في الغرب، وكذلك في العالم العربي، يشاركون مخاوفهم بشأن بقاء نظام "السيسي" والأضرار التي يمكن أن تسببه للنظام العسكري الذي دام 7 عقود.
وعلق أحد المسؤولين بالقول: "السيسي يحرض الشعب المصري والمؤسسة العسكرية على نفسه، وهذا قد يزعزع أسس مصر ويسقطه إلى الأبد، ويجعل مصر ليبيا أخرى أو أسوأ".
وختم المصدر بالقول: "إن هذا من شأنه أن يضر بمصالحنا ومصالح الأمريكيين والإسرائيليين (..) نحن جميعًا نتطلع إلى بدائل محتملة، وهي خطة (ب) إذا كنت ترغب في تسميتها كذلك ".
ويقول التقرير إن "القضية ليست ما إذا كان السيسي سيتم الإطاحة به، ولكن بالأحرى إنه في كل يوم يقضيه في السلطة، يتسبب في ضرر قد يكون من الصعب جدًا إصلاحه"، وعلى هذا النحو، فمن غير المحتمل أن يريه الجنرالات المصريون الباب في وقت ما لينقذوا أنفسهم.
ووفق التقرير، ففي الوقت الحالي لا يوجد انقلاب عسكري في طور الإعداد، لكن لا يمكن استبعاده، فجنرالات رفيعو المستوى تحدثوا إلى أمريكيين وبريطانيين وروس وأعلنوا معارضتهم لـ"السيسي"، وعبروا عن مخاوفهم ورغبتهم في التغيير، لافتين إلى أن النظام العسكري قد استهلك نفسه، وربما يقع تحت ثقله.
ويتوقع التقرير أن عزل "السيسي" إلى جانب خلافة حكومة مدنية، سيسمح للجيش بالسيطرة على الدولة، وهذا علاج مثالي للتغيير الذي قد ينزع فتيل غضب الجمهور".
وأفادت المصادر بأن "صناع القرار الغربيين وأجهزة المخابرات الرئيسية نظروا في سيناريوهات مختلفة للتغيير في مصر بما في ذلك بدائل "السيسي" في حال سقوطه".
ولفتوا إلى أن "الشيء الوحيد الذي أثبتته أبحاثهم وتحقيقاتهم هو أن الجمهور يتوق إلى أيام مبارك قبل الثورة، لأن الأسعار كانت أقل بكثير، وكان الاقتصاد مزدهرًا".
وتحدثت مصادر مخابرات لـ"جافاج"، عن "علاء مبارك"، النجل الثاني للرئيس المصري الراحل، كخليفة محتمل مقبول لـ"السيسي".
وأضافت: "إنه مدني، وليس له أي علاقة بقضايا فساد حكومية، وعلى عكس شقيقه جمال، لم يسبق له أن تولى منصبًا عامًا، قد يكون هذا هو البديل الذي يود الجيش المصري وضعه في السلطة بعد رحيل السيسي".
في وقت قال دبلوماسي غربي يمثل قوة عظمى: "لا أحد يجبر السيسي على التنحي أو يدفع علاء مبارك ليصبح رئيساً، ولا نخطط للتدخل في اختيار مصر للرئاسة.. ومع ذلك، فإن جنرالات الجيش ومسؤولي نظام مبارك السابق وبعض الحكومات العربية يتواصلون مع علاء مبارك منذ شهور ويسألونه عما إذا كان سيفكر مستقبلا في السياسة".
وتابع: "بل إن البعض ذهب إلى حد حثه على التفكير في الترشح لمنصب الرئيس، والتعهد بتقديم الدعم المالي والإعلامي الكامل له".
بالإضافة إلى ذلك، اجتمع معه ضباط كبار من المخابرات العسكرية المصرية بعد سنوات من تجنب أسرة "مبارك" ككل، حسب الدبلوماسي.
وأكدت مصادر أخرى، أن بعض المسؤولين الغربيين التقوا مع "علاء مبارك" لاختبار نواياه ومعرفة أنه غير راضٍ عن الطريقة التي يتعامل بها "السيسي" مع الشعب المصري، وهم يعتقدون أنه لن يقوم بأي "تحركات" إلا إذا علم أن "الشعب المصري يريدها ويؤيدها".
وأضافت أن "علاء سيخدم الوطن إذا استدعى الأمر".
وعلق أحد المصادر المرتبطة بـ"علاء" نفسه قائلاً: "إنه لا يتحدى السيسي حتى الآن، لكنه يبقي بابه مفتوحًا".
وختم التقرير بالقول: "بغض النظر عن الاتجاه الذي تتجه إليه مصر، هناك شيء واحد مؤكد: مصر أكثر من أي وقت مضى منفتحة على التغيير ولا ينبغي (أو يمكن) استبعاد أي خيار أو فكرة".