منذ انتشار وباء كورونا زادت تضحيات الأطباء في مصر وتفاقمت مع تزايد الوباء ، وخاصة مع ضعف الإمكانيات وسوء الظروف التي يعملون بها، وخرج الكثير منهم وهو يستجدي القفازات أو الاقنعة أو المطهرات ، ولذلك قدم المئات منهم روحه وحياته أثناء تأديته عمله، وقدم آخرون عيونهم أو صحتهم وهم يؤدون واجبهم ببسالة في ربوع مصر، وكانت حصيلة شهداء البالطو الابيض " الذين حرمهم السيسي من لقب شهيد" 426 شهيداً رغم أنف الديكتاتور، والذين ضن عليهم النظام بلقب الشهيد أو تكريمه مثلما يحدث مع ضحايا العمليات الأمنية، لكن النظام الغاشم رفض ذلك، وضن عليهم بهذا التكريم، واستكثر عليهم أننالوا هذا الشرف الذي يستحقونه ، لأنهم قضوا نحبهم في ميدان العزة والشرف، وجادوا بأرواحهم وهم يخدمون وطنهم ويعالجون إخوانهم من أفراد الشعب المصري المطحون من قبل حكامه والبائس من الجائحة الفتاكة . 

و كان للمرأة نصيب في البطولة والتضحيات،  أيضاً حيث قدمت النقاب الأطباء ة 46 شهيدة، في مواجهة فيروس كورونا المستجد، في ظل مواجهة الجائحة.

تلك الملحمة العظيمة  قدمتها ولا تزال الفرق الطبية فى مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، بدأت قبل أكثر من 10 أشهر مع هذا الوباء العالمي، بعدما ارتقى مئات الشهداء نتيجة الإصابة بالفيروس اللعين، لاحتكاكهم بشكل مباشر مع المرضى بصورة يومية فى المستشفيات والعيادات ، والمراكز الصحية .

ويلاحظ زيادة معدلات الإصابة بين  الأطقم الطبية نتيجة  التعرض المستمر لجرعات عالية من الفيروس، وذلك كنتيجة طبيعية لمقابلة الأطباء بشكل يومى للمرضى، فى حين أن 80% من مرضى الكورونا لا تظهر عليهم الأعراض، وهذا  التعرض المستمر لجرعات من الفيروسات يؤثر بشكل كبير على حالة المُصاب، وهذا هو السبب الرئيسى فى ارتفاع أعداد الوفيات بين الأطباء.

 حسب تاقديرات اتحاد النقابات  الطبية في مصر فقد تخطت  أعداد الإصابات بين أعضاء الفرق الطبية الـ7 آلاف إصابة بين «الأطباء البشريين، أطباء الأسنان، الصيادلة، الأطباء البيطريين»، طبقاً لإحصاءات رسمية من واقع كشوف  صرف تعويضات لها.

أما عن الصيادلة، فحسب تصريحات أعضاء بمجلس نقابة الصيادلة بالقاهرة فقد  بلغ إجمالى عدد شهداء  من الصيادلة نحو 100 صيدلي ، وهو العدد الذى تمكنت النقابة من الوصول لهم، 50% منهم صيادلة عاملين بالمستشفيات الحكومية، و50% للصيادلة الأحرار بالصيدليات المنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية .   

كما سطر التمريض فى مصر بتضحياته ملحمة تاريخية تكتب في  صفحات المجد  ، فهم خط الدفاع الأول عن شعوب العالم فى الحرب التى تخوضها البشرية ضد فيروس "كورونا"، حيث إن  فرق التمريض حملت على عاتقها مسئولية مكافحة عدو خفى  فتاك يهدد صحة وسلامة الشعوب فى جميع أنحاء العالم، ويخاطرون بحياتهم من أجل حماية أوطانهم، وتخفيف الآلام وعلاج المصابين، لم يخشوا المرض ولم يبالوا بالمعاناة الشديدة والتضحيات الجسام من أجل العبور بسلام من هذا الوباء.

 كان آخرشهداء البالطو الأبيض هو  د. علي إبراهيم أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب الإسكندرية ينضم لشهداء الفريق الطبي بكورونا، الذي نعته النقابة العامة للأطباء الشهيد الأستاذ الدكتور علي إبراهيم، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب الإسكندرية، والذى توفي إثر الإصابة بكوڤيد 19.

وتقدمت النقابة بخالص العزاء لأسرته الكريمة، وأكدت ارتفاع الوفيات بفيروس كورونا لـ426 طبيبًا حتى الآن.